طالباني: العراق لن يسمح لأحد باستخدام مجاله الجوي لضرب إيران

قال إن الأمين العام للأمم المتحدة كان إيجابيا مع طلبه إرسال مبعوث للتحقيق في الهجمات

TT

قال الرئيس العراقي جلال طالباني إنه طلب من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال اجتماعه به في مقر الأمم المتحدة بنيويورك أول من أمس أن يرسل مسؤولا رفع المستوى تابعا للمنظمة الدولية إلى العراق «للتحقيق في جميع الهجمات وكافة الجرائم التي ترتكب ضد الشعب العراقي»، دون أن يسمي دولة معينة. وأضاف: «أعتقد أنه كان إيجابيا تجاه هذا الطلب».

وكان طالباني وصف في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الخميس الماضي التفجيرات التي شهدتها بغداد في 19 أغسطس (آب) الماضي، وتتهم الحكومة بعثيين عراقيين في سورية بمسؤوليتها، بأنها جرائم إبادة وجرائم ضد الإنسانية ويجب معاقبتها وفق قانون دولي. وعلى الرغم من أن طالباني لم يسمِ دولة بعينها، فإن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قال الخميس إن سورية لا تزال توفر ملاذا لمنفذي الهجمات، وقال إن فرص حل الخلافات مع سورية «مستحيلة تقريبا». وتطالب الحكومة العراقية بتسليم بعثيين عراقيين، وهو ما رفضته دمشق خلال جولتين من اللقاءات بين البلدين برعاية تركيا والجامعة العربية جرت إحداهما في القاهرة وتلتها أخرى في اسطنبول. ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن طالباني قوله إن المفاوضات يجب أن تستمر «ونأمل أن تكون هناك نتائج في الاجتماعات المقبلة».

وفي قضية أخرى، ضغط العراق على مجلس الأمن لإلغاء كافة العقوبات وأكثر من 70 قرارا صدرت بعد غزو صدام حسين عام 1990 للكويت. وفي تقرير إلى المجلس في يوليو (تموز) حثّ الأمين العام العراق والكويت على مناقشة بدائل لدفع 24 مليار دولار ديونا على بغداد للكويت كتعويض عن الغزو. وحول هذا الموضوع، قال طالباني إنه عقد اجتماعا «إيجابيا جدا» مع رئيس الوزراء الكويتي وطمأنه على أن العراق ملتزم بتطبيق كافة قرارات مجلس الأمن. وأضاف: «أعربنا عن استعدادنا لإعطاء أي ضمانات وأي تطمينات بخصوص الحدود وتحدثنا عن استثمار أموال التعويض في استثمارات داخل العراق، وكانوا ودودين للغاية وأخبرونا بأنهم مستعدون لتحسين العلاقات الثنائية».

كما تناول الرئيس العراقي الأزمة النووية الإيرانية، وقال إن فرض عقوبات جديدة على إيران لن يكون مجديا. كما أكد أن العراق لن يسمح لإسرائيل أو أي دولة أخرى باستخدام مجاله الجوي لتنفيذ هجمات ضد المنشآت النووية الإيرانية. وقال الرئيس جلال طالباني إن الدول الست الكبرى التي تتعامل مع الملف النووي الإيراني ـ الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا ـ يجب عليها أن تجري «مفاوضات حقيقية» مع إيران مع ضمان حق إيران في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية. وأضاف في مؤتمر صحافي: «ربما يأتي ذلك بنتيجة.. ربما». وبسؤاله عن عمل عسكري إسرائيلي محتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية على ضوء موقع العراق بين الدولتين، قال: «لن يسمح العراق لأي دولة باستخدام الأرض أو السماء العراقية في أي حرب أو اعتداء. بالطبع نشعر بالقلق إزاء أي حرب جديدة في الشرق الأوسط، ونحن مع المحافظة على الاستقرار في المنطقة».

وعندما سُئل طالباني عما إذا كان يصدّق الحكومة الإيرانية عندما تقول إنها لا تسعى إلى تطوير أسلحة نووية، ولا سيما بعد الكشف خلال الأسبوع الحالي عن منشأة جديدة لتخصيب اليورانيوم في إيران لم يتم الانتهاء من بنائها، قال: «أعتقد أن القيادة الإيرانية أوضحت أن القنبلة النووية شيء ضد الإسلام لأنها تتسبب في مقتل أبرياء، وعليه فقد قالوا صراحة إنهم لا يسعون للحصول على قنبلة نووية ولكن استخدام التقنية فقط».