اليمن: مقتل 3 قياديين حوثيين مع عشرات من أنصارهم في معارك

وحدات الهندسة التابعة للجيش تكتشف شبكات واسعة من الألغام المزروعة

TT

قتل وجرح العشرات في معارك شهدتها محاور القتال بين الجيش اليمني والحوثيين في محافظة صعدة وحرف سفيان من محافظة عمران. وذكرت مصادر محلية في قيادة صعدة أن 3 قياديين من الحوثيين من قائمة الـ55 المطلوبين للسلطات اليمنية قتلوا في عدة مواقع من جبهات القتال والغارات الجوية لسلاح الطيران.

وقالت المصادر ذاتها في تصريحات رسمية أمس إن القياديين الحوثيين الذين قتلوا هم جار الله محمد ضيف الله إسماعيل، وسليمان أحمد حسين العياني وكنيته أبو حرب، وحسين ضاعن.

وحسب تفاصيل قدمتها هذه المصادر فإن جار الله محمد ضيف الله قتل في المواجهات التي وقعت في منطقة الملاحيظ، وسقط إلى جانبه في هذا القتال 11 عنصرا من الحوثيين، وقتل سلمان أحمد العياني في المنطقة ذاتها ومعه 7 من المتمردين. كما قتل حسين ضاعن في منطقة دماج بمحافظة صعدة مع 11 من الحوثيين المتمردين كانوا ضمن قيادته.

ولقي 12 عنصرا من المتمردين مصرعهم في ضحيان عندما انفجر فيهم صاروخ ألقته عليهم طائرة حربية من سلاح الطيران فيما كانوا في وكر من الأوكار التي يتحصن فيها هذا العدد من المستهدفين. ولم ينفجر الصاروخ بعد إطلاقه من الطائرة الحربية، وحاولت هذه الجماعة من الحوثيين سحب الصاروخ بسيارة فانفجر فجأة، حيث قتل الـ12 شخصا، وانفجرت السيارة المستخدمة في سحب الصاروخ وكانت محملة بأسلحة مختلفة.

وكشفت مصادر محلية في كل من صعدة وحرف سفيان عن مقتل نحو 30 عنصرا أثناء التسلل لجماعات من الحوثيين إلى جبل الشقراء الذي كان الجيش قد سيطر عليه في المعارك التي وقعت الأسبوع الماضي، وسيطرت قوات الجيش فيها على جبل الشقراء ووادي شهوان. وأوضحت هذه المصادر أن من بين القتلى الـ30 قياديين حوثيين هما عمار حسين ذيبان وسالم أحسن سالم جميلة، وجرح في ذات العملية العسكرية ذاتها قيادي حوثي آخر اسمه قايد حيدر. وأكد المصدر العسكري أن القوات المسلحة تحرز تقدما ملحوظا باتجاه منطقة الحصامة الاستراتيجية، وتواصل زحفها صوب عدد من المناطق التي يتواجد فيها أنصار الحوثي في طريق سفيان صعدة، باعتبار هذا الطريق من الأهداف الاستراتيجية للحرب السادسة بين الحكومة والحوثيين، كما يستميت المتمردون في هذا الطريق في مقاومة الوحدات العسكرية لإيقاف التقدم لقوات الجيش، وذلك عن طريق زراعة الألغام والمتفجرات على جانبي الطريق.

وقال مصدر عسكري إن مجاميع من قوات الجيش نفذوا عملية نوعية في منطقة المقاش القريبة من مدينة صعدة أسفرت عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف الحوثيين، واتهم المصدر المتمردين بزرع الألغام والمتفجرات وتفخيخ منازل المواطنين في المقاش بهدف الإيقاع بقوات الجيش والأمن، لكن الجيش وقوات الأمن تنبهت لهذا الفخ وأبطلت هذا الكم من الألغام والمتفجرات. كما دمرت الوحدات العسكرية أوكارا وتحصينات في مناطق العند وكتفا وسنبل ومحضة وسبهلة والقطاط، ونفذت وحدة من الوحدات الخاصة هجوما خاطفا في منطقة آل عقاب، وسيطرت عليها تماما. أما في محور الملاحيظ فقد تمكنت القوات الحكومية من تدمير وحرق 4 سيارات كانت تحمل أسلحة وذخائر من ضمنها مدفع «بي 10» ورشاش «23»، وتصدت الجنود من وحدات الجيش لهجمات نفذها المتمردون وصفها الناطق العسكري في وزارة الدفاع بأنها كانت هجمات مستميتة في منطقة المنزالة، فيما أجبر المتمردون المواطنين على ترك منازلهم في مناطق القبقاب والخيام وسهيلة والقطاط والمنامة، ثم تمترس الحوثيون في هذه المنازل وخطفوا مواطنين من سحار وهما حمود مسعد جميل العويري وأحمد ناشر مجلي و3 مواطنين من جبل بني عوير بمديرية سحار.

وقال المصدر العسكري إن وحدات هندسية في قوات الجيش اكتشفت شبكات واسعة من الألغام زرعها المتمردون في عدة مناطق في حرف سفيان وصعدة ترمي إلى إيقاف السير ومنع الوصول للإمدادات والمساعدات للمواطنين الذين تشردوا بسبب هذا التمرد، ثم قامت الوحدة العسكرية الهندسية بتفجير هذه الشبكات من الألغام. وأكد المصدر العسكري عثور الجيش على 40 لغما في منطقة في مديرية حرف سفيان.

يذكر أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح قال أول من أمس إن اليمن يواجه ثلاثة تحديات رئيسية، هي تمرد الحوثيين وإرهاب تنظيم القاعدة والتحدي الاقتصادي. وربط في حفل أقيم في صنعاء في الذكرى الـ47 لقيام ثورة 26 سبتمبر بين حل المشكلة الاقتصادية والقضاء على التمرد الراهن للحوثيين في صعدة ومديرية حرف سفيان وإنهاء الإرهاب من قبل تنظيم القاعدة.

وأكد «التصميم في الخروج من حرب صعدة منتصرين حتى لو استمرت هذه الحرب من 5 إلى 6 سنوات»، مشيرا إلى أن الجيش كان قادرا على حسم هذه الحرب منذ البداية، لكنه يواجه حرب عصابات، وهذا العامل أسهم في إطالة هذه الحرب. ودعا إلى اصطفاف وطني واسع لمواجهة هذه الحرب مثلما حدث في حرب صيف 94 في فتنة وحرب الانفصال. وقال «إن الوطن لنا جميعا، ودعونا ننتصر جميعا، فلا يكون نصرا للجيش وحده أو لحزب المؤتمر الشعبي العام وحده، فلننتصر جميعا في صعدة». ودعا إلى الابتعاد عن المكايدات والأنانية والحقد الدفين. وقال «عندما أتحدث عن الحقد الدفين فأنا أسمع وأرى وأقرأ ماذا يقال، فهناك من يتمنى الهزيمة للجيش في هذه الحرب لأن قائده علي عبد الله صالح، فعلي عبد الله صالح قائد للوطن، والجيش هو جيش الوطن وليس جيش علي عبد الله صالح، ولكن ماذا لو هزم الجيش وهزم علي عبد الله صالح، ماذا ستكون عليه أنت في هذا الوضع لا سمح الله؟ فهل تريد أن يتصومل اليمن؟!».