الحريري يدين الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى.. وجنبلاط يرفض تبرئة الصهيونية من العنصرية

حزب الله يجدد التمسك بالمقاومة «وسيلة وحيدة لاستعادة الحقوق»

TT

قوبل اعتداء إسرائيل على المسجد الأقصى والمصلّين فيه بموجة استنكار لبنانية واسعة، فالرئيس المكلّف سعد الحريري رأى أن الاعتداء «يكشف بوضوح النيات الإسرائيلية المبيتة ضد المقدسات الإسلامية»، داعيا المجتمع الدولي إلى «إدانة هذه الجرائم والضغط على إسرائيل لوقفها».

أما حزب الله فرأى في «الاعتداء الآثم» «إهانة كبرى» للأمة الإسلامية، مؤكدا أن «المقاومة وسيلة وحيدة لاستعادة الحقوق». ورفض رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط «تبرئة الصهيونية من تهمة العنصرية».

وقال الحريري في بيان إن «ما قامت به وتقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون الإسرائيليون ضد حرمة المسجد الأقصى يكشف بوضوح النيات الإسرائيلية المبيتة ضد المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس، ويتناقض كليا مع الادعاءات التي يتظاهر بها المسؤولون الإسرائيليون لإحلال السلام بين العرب وإسرائيل». ودعا المجتمع الدولي إلى «إدانة هذه الجرائم والضغط على إسرائيل لوقفها». كما دعا العرب والمسلمين إلى «التحرك بسرعة والوقوف صفا واحدا لمواجهة الأطماع الإسرائيلية التاريخية المتجددة لتهويد القدس الشريف ومواصلة سياسات الاستيطان التي تقوض كليا الجهود القائمة لتحريك عملية السلام وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة». من جهته، سأل رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط: «كيف يجوز اتخاذ قرار تبرئة الصهيونية من تهمة العنصرية؟». وفي موقفه الأسبوعي الصادر اليوم في جريدة «الأنباء» قال: «تذكر المداولات التي شهدتها اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بما سبق لهذه الجمعية أن أصدرت من قرارات وتوصيات، خصوصا تلك التي أعلنت منذ سنوات وألغت آنذاك القرار الذي يساوي الصهيونية بالعنصرية، وكانت بداية المسار الانحداري الذريع الذي يتقدم بخطوات سريعة من خلال الضغوط المنهجية التي تمارسها إسرائيل على المنظمة وعلى المجتمع الدولي على حد سواء». وسأل: «كيف يجوز اتخاذ قرار تبرئة الصهيونية من تهمة العنصرية؟ وماذا في العقيدة الصهيونية سوى العنصرية البغيضة التي ترفض حتى مجرد الاعتراف بالوجود الفلسطيني وفي حق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره بقيام دولته الحرة المستقلة القابلة للحياة؟ وماذا فعلت الصهيونية على مدى العقود الماضية سوى ارتكاب المجازر والقتل الجماعي والإبادة المنظمة في حق الفلسطينيين وسط صمت وسكوت ـ إن لم تكن موافقة مطلقة ـ من المجتمع الدولي بكامله؟».

وأضاف: «اليوم يتكرر المشهد مجددا، فها هي إسرائيل، بعد الفشل الأميركي الذريع في تجميد الاستيطان، تضغط على المجتمع الدولي والسلطة الفلسطينية ومنظمة الأمم المتحدة والعرب أجمعين للاعتراف بيهودية دولة إسرائيل مع كل ما يحمله ذلك من أخطار تطبيق موجات تهجير جديدة للفلسطينيين وإفراغ كامل أراضي فلسطين التاريخية من العرب والفلسطينيين. أليست هذه في حد ذاتها عنصرية تذكر بالفاشية والنازية التي تحدثت عن صفاء أعراق معينة ونقائها على حساب أعراق أخرى؟». واستغرب: «كيف تتم المساواة بين الضحية والجلاد؟ وكيف تختلق إسرائيل الذرائع تلو الذرائع لتنفيس حقدها التاريخي ضد العرب والفلسطينيين؟ فهل يمكن القبول بمساواة إطلاق صواريخ يتيمة من هنا وهناك بالكاد تسقط في البساتين المهجورة مع قصف مركَّز ومنهجي لتدمير غزة على رؤوس أهلها، بحيث بلغ عدد الشهداء والجرحى الآلاف، فضلا عن خمسين ألف منزل مدمَّر والحالة الاجتماعية والصحية والبيئية يُرثى لها على كل المستويات؟».

وقال: «من هو تحت الاحتلال يحق له المقاومة، أما القوى المحتلة فهي التي تخالف القانون الدولي والمواثيق الدولية، بمجرد احتلالها أراضي الغير والمساواة بين هذا وذاك وذلك حتما لا تستوي وفق أي معيار من المعايير السياسية والقانونية والأخلاقية». ولم يغب المسؤولون الروحيون عن الحدث، فقد وصف مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني ما حدث بـ«العدوان الإجرامي بحق كل المسلمين في العالم»، فيما دعا رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان العرب والمسلمين إلى «نصرة إخوانهم في فلسطين وإنقاذ أولى القبلتين وثالث الحرمين».

ودعا المفتي قباني جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة إلى «التحرك السريع لردع اليهود المتطرفين عن المسجد الأقصى والقدس ووقف الجرائم التي يرتكبها العدو الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني». ونبه من «الأخطار التي ستترتب على تهويد القدس والمسجد الأقصى المبارك»، مناشدا «العالمين العربي والإسلامي وخصوصا الفلسطينيين مواجهة هذا الخطر بالوحدة والتضامن الفعال».

وقال الشيخ قبلان إن «المسجد الأقصى عرضة لهجمة وحشية من الصهاينة المتطرفين لهدمه وبناء هيكل سليمان. ونحن نحيّي الشعب الفلسطيني المقاوم والصامد الذي يفترش الأرض ويقف بالمرصاد لهذه الهجمات».ودعا الشعوب العربية والإسلامية والفلسطينيين إلى «توحيد صفوفهم لأن التعاون والوحدة والإيمان من شروط الانتصار على العدو وتحقيق العزة والمناعة للأمة العربية». أما «حزب الله» فأدان «بشدة الاعتداء الآثم» على المسجد مؤكدا، في بيان وزّعه أمس، أن ذلك «يشكل في حد ذاته إهانة كبرى للأمة الإسلامية والعربية». ولفت إلى أن «هذا التدنيس الخطير يأتي بعد أيام من قمة واشنطن التي سمحت لرئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو بوضع قناع الساعي إلى السلام وهو المجرم الذي يقود كيانا مغتصبا ينكّل بأبناء الشعب الفلسطيني ويسلبه حقوقه بغطاء أميركي حيث انصاعت إدارة أوباما للأهواء التوسعية الاستيطانية الصهيونية».