دعوات فلسطينية لوحدة وطنية ردا على المس بالمسجد الأقصى.. وتحذير من انتفاضة ثالثة

هنية: مواقف حماس إيجابية إزاء الورقة المصرية * دحلان: ما حدث لعب بالنار وتجاوز للخطوط الحمراء

نساء مساندات لحركة حماس يرفعن شعارات مناهضة لإسرائيل خلال مظاهرة نظمت أمس في غزة احتجاجا على اقتحام الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى (أ.ف.ب)
TT

دعا الفلسطينيون، بعد 3 سنوات من الانقسام، إلى وحدة وطنية واسعة ردا على الاعتداء الإسرائيلي على المسجد الأقصى. وتكاد تبدو مثل هذه الدعوة غير مسبوقة، حتى عندما شنت إسرائيل حربا ضروسا على قطاع غزة نهاية العام الماضي.

وحذر الفلسطينيون إسرائيل من انفجار المنطقة واندلاع انتفاضة ثالثة، وقالوا إنها (إسرائيل) بمسها المسجد الأقصى تتجاوز الخطوط الحمراء.

وأعلنت حماس وفتح المتخاصمتان أنه يجب عليهما الذهاب إلى الوحدة الوطنية ودعم جهود مصر. وقال إسماعيل هنية، رئيس الوزراء المقال والقيادي الكبير في حماس: «إن ما يحدث يدفع الجميع إلى تعزيز الوحدة الوطنية، ودعم كل الجهود المصرية الهادفة إلى تحقيق المصالحة الفلسطينية».

وحاول هنية طمأنة الفلسطينيين بأن حماس تحمل مواقف إيجابية إزاء الورقة المصرية، على الرغم من أنها تريد «بعض التعديلات التي تشكّل إطارا جامعا لكل الفصائل على الساحة الفلسطينية».

ومن جهته دعا محمد دحلان، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، وأحد ألدّ أعداء حماس، جميع الفصائل الفلسطينية «للتعالي على مشكلاتهم الداخلية والوقوف صفا واحدا في وجه تهويد القدس»، مؤكدا على ضرورة الرد على هذه التهديدات بالوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام.

وشعر الفلسطينيون بخطر يتهدد الأقصى بشكل جدي بعد محاولات اقتحامه عشية «عيد الغفران» اليهودي، وهو ما أعاد إلى أذهانهم اقتحام شارون للأقصى في نفس اليوم من عام 2000، ما أدى إلى اندلاع الانتفاضة.

وطالب أحمد قريع، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، جميع القوى والفصائل الفلسطينية إلى النظر بجدية إلى هذه المخاطر التي تحيط بالقدس على كافة المستويات والصعد، والعمل الجاد لإنهاء الانقسام، والتوجه إلى أوسع وحدة وطنية للتصدي للاحتلال ومؤامرته ضد المسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة.

وحاول الفلسطينيون أن يرسلوا رسالة لا لبس فيها إلى إسرائيل بأن المس بالأقصى سيشعل المنطقة، وحذر دحلان من اشتعال انتفاضة ثالثة للشعب الفلسطيني ردا على الاستخفاف الإسرائيلي بمشاعر المسلمين، وإقدام الجماعات اليهودية المتطرفة تحت غطاء سلطات الاحتلال باقتحام المسجد الأقصى.

واعتبر دحلان، في بيان صحافي، انتهاك حرمات المسجد الأقصى بمثابة اللعب بالنار وتجاوز الخطوط الحمراء، الأمر الذي لن يسمح به الشعب الفلسطيني وقيادته، محملا حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تبعات هذا العمل الخطير التي قامت به الجماعات اليهودية بالقدس. وذكّر دحلان بالهبّة الجماهيرية الواسعة التي اشتعلت منها انتفاضة الأقصى المبارك ردا على دخول شارون المسجد الأقصى.

وقال صائب عريقات، مسؤول ملف المفاوضات في السلطة: «لقد شاهدنا هذا من قبل، ونعرف ما هي التبعات والنتائج». وزاد عريقات قائلا: «لقد حذر الفلسطينيون مرارا من تبعات السياسات الإسرائيلية داخل وحول مجمّع المسجد الأقصى، بما في ذلك الحفريات التي تقوم بها إسرائيل أسفل المجمّع، والتي أشعلت فتيل التوتر في الماضي». وأكدت الحكومة الفلسطينية التي يرأسها سلام فياض في الضفة، أن المسجد الأقصى يمثل الخط الأحمر لكل العرب والمسلمين والفلسطينيين بشكل خاص.

وقال وزير الأوقاف والشؤون الدينية محمود الهباش، في مؤتمر صحافي: «إن القدس ومقدساتها مفتاح عملية السلام، وكل من يحاول أن يعتدي على الأقصى يتحمل المسؤولية بكل تداعياتها التي تضر بعملية السلام في المنطقة». مشددا على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته «يتحملون مسؤولية ما حدث في الأقصى، وكافة الانتهاكات ضد شعبنا ومقدساتنا».

واعتبر الهباش أن «خطورة الموقف لا تحتاج إلى تقديم طلبات رسمية، والتي تأخذ وقتا في أدراج المسؤولين، ولا بد أن يبادر العرب والمسلمون وجامعة الدول العربية بعقد اجتماعات طارئة وعاجلة وعلى أعلى المستويات لأن الوضع يتعلق بأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ورمز الشعب الفلسطيني والمسلمين».

ودعت منظمة التحرير الفلسطينية المجتمعين العربي والإسلامي للتحرك السريع لإنقاذ المسجد الأقصى المبارك، وقالت المنظمة إن الاعتداء على الأقصى يكشف الوجه الحقيقي لحكومة اليمين الإسرائيلي، وسعيها الدؤوب نحو التضييق على الفلسطينيين، سواء في القدس المحتلة أو في باقي أرجاء الأراضي الفلسطينية، ومحاولاتها المتواصلة تغيير الطابع العربي الإسلامي لمدينة القدس ومقدساتها.

وأصدرت حماس بيانا قالت فيه: «إن العام العاشر للانتفاضة المباركة سيؤسّس لمرحلة جديدة من الجهاد والمقاومة والنصر والتحرير وحماية المسجد الأقصى والمقدسات، وتحرير مئات الأسرى الفلسطينيين».

وكانت ذراع حماس العسكرية قالت إنها سترد على المس بأولى القبلتين وثالث الحرمين. ودعا القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، الشيخ عبد الله الشامي، كافة أذرع المقاومة الفلسطينية إلى القيام بالرد السريع و المناسب على «إجرام» الاحتلال.

وفي سياق ذلك شددت إسرائيل أمس من قبضتها على المدينة المقدسة، واستمر التأهب الأمني العالي وسط توتر شديد بين العرب واليهود، فيما تواصل إغلاق الضفة الغربية بسبب «عيد الغفران» اليهودي.