تزايد عدد المواليد المشوهين في غزة بسبب الأسلحة التي استخدمتها إسرائيل في الحرب

TT

أكدت مصادر طبية فلسطينية في قطاع غزة، أن الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة نهاية العام الماضي أدت إلى تزايد عدد المواليد المشوهين في المناطق التي تعرضت للقصف باستخدام قذائف الفسفور الأبيض، وقذائف الدايم، والكثير من الأسلحة المحرم استخدامها دوليا، وتحديدا في مناطق شمال القطاع وشرق مدينة غزة وشرق خان يونس، وهي المناطق التي تعرضت أكثر من غيرها لتأثير هذه الأسلحة. وذكرت المصادر الطبية ذاتها أن سيدة فلسطينية من حي «الشعف» الواقع شرق مدينة غزة، الذي تعرض بشكل خاص للقصف باستخدام قذائف الفسفور الأبيض، وضعت مولودا غير مكتمل نمو القلب، في حين أن الأطباء أبلغوا إحدى السيدات الحوامل من شمال قطاع غزة أن جنينها يعاني من عدم اكتمال نمو القلب، حيث لا يشتمل قلبه على بطين أيسر، إلى جانب عدم مقدرة قلبه على ضخ الدم لبقية أجزاء الجسم بسبب انسداد الشريان الرئيسي.

وأكد الأطباء أن إمكانية وفاة الطفل تبدو عالية جدا، ذلك أن الإمكانيات الطبية المتوفرة في قطاع غزة، في ظل الحصار، لا تسمح بمعالجة هذا النوع من حالات التشوه. وأبلغت السيدة الأطباء أنها اضطرت خلال الحرب إلى استنشاق كميات كبيرة من دخان الفسفور الأبيض، الذي قصفت به المنطقة، التي تقطن بها، عدة مرات خلال الحرب. يذكر أن الفسفور الأبيض هو عبار عن مادة كيماوية ذات قوام دخاني تخترق الجلد وأنسجة الجسم والعظام وتعمل على احتراقها وتحولها إلى مادة قابلة للاشتعال بمجرد أن يلامسها الأكسجين، في حين تميل جثث الأشخاص الذين يقتلون بسببها للسواد. وأكدت المصادر الطبية أن سلاح «الدايم» هو عبارة عن قنابل من المعدن المكثف ذي الطبيعة الخاملة، إذ يتميز انفجار هذا النوع من القنابل بالشدة والقوة، ويؤدي إلى تمزيق الأشخاص الذين يوجدون في مدى القصف وتحويلهم إلى قطع متناثرة. وكان مادس جيلبيرت، رئيس الفريق الطبي النرويجي، الذي زار قطاع غزة خلال الحرب، وشارك في إسعاف الكثير من الجرحى، هو أول من ربط بين التشوهات التي أصابت القتلى والجرحى وبين استخدام إسرائيل لقذائف الدايم. وأشار جيلبيرت في حينه إلى أن هذه القنابل تؤدي إلى إحداث ثقوب في الأوعية الدموية، وإصابات قاتلة لا ترى بالعين المجردة، فضلا عن أنها تتسبب في بتر الأطراف. وأكد الكثير من الأطباء الأجانب أن بعض الأسلحة المستخدمة كانت تستخدم لأول مرة، ذلك أن إسرائيل استغلت الحرب لتجريب هذه الأسلحة، مبرزين أن بعض هذه الأسلحة تتسبب في إصابة السكان المحليين بأمراض السرطان. وأكد بعض الأطباء الأجانب الذين شاركوا في إسعاف الجرحى خلال حرب لبنان الثانية، وخلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أن هناك تشابها في طبيعة الإصابات في الحربين. وقال البرفيسور كريس باسبي، أمين اللجنة الأوروبية لمخاطر الإشعاع النووي، إنه في أعقاب فحص بيئة الحرب تبين له أن إسرائيل استخدمت اليورانيوم المخصب في عمليات القصف، مشددا على أن الفلسطينيين سيستنشقون اليورانيوم لوقت طويل. مشيرا إلى أن التعرض لإشعاعات اليورانيوم تنتج عنه تشوهات وراثية تؤدي إلى ولادة أطفال مشوهين، مع وجود خطر أيضا بأن يصاب الطفل بالسرطان.