إسرائيل تجد في صفقة «شريط شاليط» عبئا على حماس.. و«القسام» تعتبرها توطئة لاتفاق شامل

أقدمت على هذه الخطوة حتى لا تتكرر تجربة الأسرى مع حزب الله

اقارب الاسيرة الفلسطينية فاطمة يونس الزق يبكين بعد سماع اسمها ضمن اسماءالاسيرات الـ 20 اللاتي ستفرج عنهن اسرائيل مقابل شريط فيديو لشاليط، امس (رويترز)
TT

مع التأكيد على أن صفقة «شريط شاليط» هي خطوة إيجابية مهمة على طريق صفقة تبادل الأسرى الكبرى، أعلنت إسرائيل أن الشريط هو برهان قاطع على أن جنديها الأسير، جلعاد شاليط، حي وفي صحة جيدة، وأنه بعد الآن يصبح بقاؤه على قيد الحياة مسؤولية حركة حماس التي ستتحمل أي أذى يلحق به.

وجاء هذا التأكيد في تفسيرات الحكومة الإسرائيلية لقرارها إجازة الصفقة، أمس، التي بموجبها تسلم حماس شريط فيديو يظهر فيه شاليط سليما معافى، وبالمقابل تطلق إسرائيل سراح 20 أسيرة فلسطينية من سجونها. وستنفذ الصفقة صباح غد الجمعة.

وبذلك تحاول إسرائيل تكرار تجربة تبادل الأسرى مع حزب الله قبل بضع سنوات، إذ تبين فقط في اللحظة الأخيرة أن الجنديين الإسرائيليين، الداد ريجف وإيهود غولدفاسر، ميتان. وأعيدت رفات جثتيهما.

وقالت مصادر إسرائيلية إن هذه الصفقة تعتبر خطوة أولى تدل على تقدم المفاوضات بين حكومة بنيامين نتنياهو وبين حماس، على طريق التوصل إلى اتفاق حول إطلاق سراح شاليط مقابل ألف أسير فلسطيني. ولكنها أكدت أن المفاوضات حول الصفقة الكبرى ما زالت في مرحلة مبكرة، وأنها ستكون طويلة ومضنية. وقال الرئيس الإسرائيلي، شيمعون بيريس، أمس، إن إطلاق الشريط المذكور هو خطوة إيجابية لكنها وحيدة للأسف. وما زال الطريق طويلا أمام إطلاق سراحه.

وكشفت المصادر الإسرائيلية أن صفقة «شريط شاليط» هي من الخطوات الإبداعية التي أنجزها الوسيط الألماني مع المسؤول الإسرائيلي عن هذه المفاوضات، حجاي هداس، وهدفها إظهار النوايا الطيبة من الجانبين، لما فيه مصلحة إنجاح الصفقة الكبرى. ومع أن إسرائيل كانت تعرف أن شاليط حي، فقد أرادت الحكومة تعميم هذه المعرفة باليقين القاطع والبرهنة على أنها، أي الحكومة، تدير هذه المفاوضات بشكل جاد ولا تهمل موضوع شاليط. وأكدت أن عائلة شاليط كانت على معرفة تامة بالمفاوضات حول الشريط، وهذا يفسر سبب التصرفات الهادئة لها في متابعة المفاوضات، والحرص على الامتناع عن تصعيد النشاطات الاحتجاجية ضد الحكومة، كما فعلت في زمن حكومة إيهود أولمرت السابقة.

جدير بالذكر أن إسرائيل تلقت أول إشارة إلى أن شاليط حي يرزق في سبتمبر (أيلول) 2006، أي بعد ثلاثة شهور من أسره، وذلك عندما حصلت من حماس على رسالة كتبها بخط يده. وبعد تسعة شهور، وتحديدا في يونيو (حزيران) 2007، نشرت حماس رسالة صوتية من شاليط تبرهن فيها على أنه حي. وفي فبراير (شباط) 2008، تلقت إسرائيل رسالة خطية ثانية من شاليط موجهة إلى ذويه. وفي سبتمبر (أيلول) من السنة نفسها، تلقت عائلة شاليط رسالة من ابنها الأسير بواسطة الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي.

لكن بعد الحرب الإسرائيلية العدوانية على قطاع غزة (نهاية 2008 وبداية 2009)، بدأت حماس تتحدث عن مصير جلعاد شاليط بشيء من الضبابية. فعندما سئل الناطقون بلسانها عن صحته، كانوا يردون بشكل تمويهي، مما أثار الشكوك حول وضعه. وأثيرت في إسرائيل نقاشات حول ثمن صفقة إطلاق سراحه وضرورة ألا يدفع ثمن باهظ في حالة وفاته.

وراح المسؤولون الإسرائيليون يتحدثون عن أن شاليط حي من باب التقديرات وبشيء من التهديد لحماس، لكن حماس لم تحرر عنه المعلومات. وخلال هذه الفترة وافقت حماس على نقل رسالة من ذوي شاليط إليه في الأسر بواسطة الرئيس الأميركي الأسبق، جيمي كارتر (يونيو (حزيران) 2009). ولذلك فإن الحصول على شريط فيديو يظهر شاليط في الأسابيع الأخيرة، يعتبر أول علامة على أنه حي منذ انتهاء الحرب على غزة. ويرى الإسرائيليون أن إطلاق سراح الأسيرات الفلسطينيات العشرين هو ثمن بسيط أمام هذه المعلومة، خصوصا أن الأسيرات المقرر إطلاقهن، لسن من الأسيرات ذات الوزن الثقيل، حسب المعايير الإسرائيلية. فلا توجد بينهن أي أسيرة محكوم عليها بالسجن بتهمة القتل، وغالبيتهن سيطلق سراحهن أصلا خلال الشهور القادمة. و«أخطر» أسيرة فيهن إذا صح التعبير، ستنهي محكوميتها ويطلق سراحها في نوفمبر (تشرين الثاني) من سنة 2011.

ولكن، ما لا شك فيه هو أن هذه الصفقة ستسهل على الحكومة الإسرائيلية دفع ثمن الصفقة الكبرى. إذ إن التفاوض حاليا سيتم على اعتبار أن الأسير الإسرائيلي حي يرزق. ولا بأس من دفع ثمن باهظ لقاء إطلاق سراحه.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن حماس سلمت بالفعل الشريط الذي يمتد لدقيقة واحدة للوسيط الألماني، الذي تأكد من حداثته وصحته، ويجيب عن التساؤلات الإسرائيلية قبل نقله لإسرائيل صباح الغد، لتتم عملية الإفراج عن الأسيرات بشكل متزامن مع نقل الشريط.

يذكر أن إسرائيل تعتقل حاليا 58 فلسطينية في سجونها، بعضهن ينتمين إلى فصائل، وبعضهن مستقلات. وأكدت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي أن الإفراج لن يشمل آمنة مني، وهي شابة فلسطينية استدرجت شابا يهوديا إلى مدينة رام الله وهناك تمت تصفيته من قبل مجموعة تابعة لحركة فتح.

وقال أبو عبيدة، الناطق الإعلامي باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحماس، إن «هذه الصفقة مقدمة للصفقة الشاملة، التي نأمل أن تتم لتكتمل بها شروط الفصائل الآسرة». وفي مؤتمر صحافي عقده في غزة أضاف أن هذه الخطوة تدلل على ثبات موقف الفصائل الآسرة، مشددا على الالتزام بإتمام «صفقة مشرفة بكل وسيلة ممكنة تضمن إطلاق سراح كل الأسرى في سجون الاحتلال، لتصنع عرسا فلسطينيا يعم أرجاء الوطن». وأشار أبو عبيدة إلى أن 4 من المعتقلات المقرر الإفراج عنهن ينتمين لحماس، و5 لفتح، و3 للجهاد، وواحدة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إضافة إلى 7 معتقلات أخريات مستقلات.

أسماء الأسيرات

* فاطمة الزق وطفلها.

* نجوى عبد الغني.

* آيات القيسي.

* روجينا جنازرة.

* ريما أبو عيشة.

* هبة النتشة.

* نيفين خليل عبد الله دقة.

* ميمونة جبلين.

* جهاد أبو تركي.

* براءة المالكي.

* ليلي بخاري.

* نيفين الدوكة.

* كفاح البجش.

* لمين أبو غلمة.

* شيرين حسن.

* سناء حجاجرة.

* منال سباعنة.

* زهور حمدان.

* هيام بايد.

* ناهدة فرحات.