مقاتلات «إف 15» سعودية تشارك في تدريبات جوية بفرنسا

طارت 4500 كيلومتر بصحبة طائرات تزود بالوقود و«رافال» و«ميراج» فرنسية تشارك بالتدريبات

طائرتان سعوديتان خلال التدريبات («الشرق الأوسط»)
TT

في الساعة الواحدة والربع من بعد ظهر أمس، حطت في قاعدة ديجون العسكرية الجوية رقم 102 جنوب شرقي باريس ست طائرات مقاتلة سعودية من طراز «إف 15» قادمة مباشرة من قاعدة الطائف غرب السعودية، في رحلة مباشرة دامت سبع ساعات قطعت خلالها مسافة 4200 كلم دفعة واحدة بفضل طائرات التزود بالوقود الثلاث التي رافقتها وهي من طراز «كي آي 3 إيه». وكان في استقبال الطائرات الملحق العسكري السعودي في فرنسا اللواء عبد الله سحيباني، و قائد المجموعة الجوية المشاركة في تمرين «الدرع الأخضر 2 » وقائد القاعدة الجوية الفرنسية العقيد برونو باكانيني وضباط آخرون سعوديون وفرنسيون.

وهذه المرة الأولى التي تشارك فيها طائرات قتالية سعودية في تدريبات جوية في فرنسا. وسبق أن جرى تدريب مماثل «الدرع الأخضر 1 » في السعودية نفسها عام 2007.

وبهذه المناسبة، وصلت بعثة عسكرية سعودية تضم 180 شخصا إلى قاعدة ديجون تضم فنيين وإداريين وكل الطاقم الذي تحتاجه الطائرات من صيانة. وساهمت 11 طائرة نقل من طراز «سي 13» في نقل المعدات والحاجات الخاصة بالطائرات. وهبطت الطائرات المزودة بالوقود جنوب فرنسا. وقال اللواء سحيباني، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن التمرينات الجوية المشتركة مع القوى الجوية الفرنسية تستهدف «تدعيم العلاقات السعودية ـ الفرنسية التكتيكية والاستراتيجية وتبادل الخبرات بين القوتين الجويتين»، وهو يندرج في سياق إعطاء «مضمون عملي» للشراكة الاستراتيجية القائمة بين الرياض وباريس. ونوه اللواء سحيباني بأهمية هذا النوع من التدريبات التي يتم أثناءها نقل الخبرات، خاصة في موضوع الحرب الإلكترونية التي تشكل عصب العمليات العسكرية المعاصرة والجوية منها على الأخص.

وفي هذا الإطار، قال العقيد برونو باكانيني إن تبادل الخبرات «يتم في الاتجاهين»، وإن الطيارين الفرنسيين مهتمون بهذا النوع من التمارين التي تستهدف التعرف على طرق ووسائل عمل أسلحة الجو في بلدان أخرى، فضلا عن توثيق العلاقات مع سلاح الجو السعودي. وفي مضمون العمليات التدريبية، كشف باكانيني أنها كناية عن تدريبات على المهمات القتالية المشتركة وهي محاكاة لمعارك جوية وفق تشكيلات مختلفة الأشكال. وأفاد العقيد الطيار حامد بن رافع العمري، قائد المجموعة السعودية، بأن التمارين العملية ستدوم عشرة أيام، وأن مجمل «الدرع الأخضر 2» سينتهي في التاسع عشر من الشهر الجاري. وستشارك من الجانب الفرنسي طائرات إنذار مبكر «أواكس»، وطائرات مقاتلة «رافال» و«ميراج 2000»، وطائرات «ألفا جيت» ومروحيات. ووصف العمري طائرات «إف 15» السعودية المشاركة بأنها «متميزة وهي الأفضل على مستوى العالم».

ويمتلك سلاح الجو السعودي عدة عشرات من هذه الطائرات، وتم الحصول على أولاها في عام 1982. ولا تمتلك السعودية طائرات قتالية فرنسية علما بأن باريس ترغب في إقناع السعودية بشراء طائرة «رافال» المقاتلة، وهي آخر ما أنتجته مصانع شركة «داسو» للصناعات الجوية. واشترت الرياض مروحيات من طراز «كوغير» متخصصة في البحث والإنقاذ التكتيكي. ويقوم بين البلدين تعاون دفاعي وثيق خصوصا في ميدان التسلح البحري وهو ما تمثله عقود الصواري التي حصلت السعودية بموجبها على فرقاطات وقطع بحرية مختلفة مع أسلحتها. ويجري سلاح الجو السعودي تمارين من هذا النوع مع الولايات المتحدة «تدريبات العلم الأحمر» ومع بريطانيا في السعودية وبريطانيا «تدريبات العلم الأخضر».

وبدأ التحضير لتدريبات «الدرع الأخضر 2 » بحسب العمري منذ عشرة أشهر، وهي عملية معقدة إداريا وعملانيا خصوصا لجهة الحصول على أذونات لطائرات مقاتلة للعبور في أجواء الدول من البحر الأحمر وحتى فرنسا. وقد اجتازت الطائرات المجال الجوي لمصر واليونان وإيطاليا قبل الوصول إلى الأجواء الفرنسية.

وفي لقاء مع مجموعة صحافية، قال العقيد العمري إن تدريبات «الدرع الأخضر 2» تندرج «ضمن الخطط والبرامج لصقل وتطوير مهارات الأطقم الجوية الفنية والإدارية وتدعيم الجاهزية القتالية لقواتنا». ومن فوائد هذه العمليات «تنفيذ عمليات التحرك وإعادة التحرك بعيدة المدى» و«كسب الخبرة القتالية للأطقم الجوية في بيئة إلكترونية» فضلا عن «الاستفادة من الجانب الفرنسي في مجالات الاستخبارات التكتيكية لتطوير العمل الاستخباري».