يهود الولايات المتحدة ينقلبون على أوباما

51% منهم يعارضون موقفه من الاستيطان و56% يؤيدون ضربة عسكرية لإيران

TT

أعلنت «لجنة يهود الولايات المتحدة» أن نتائج استطلاع رأي جديد أجرته في سبتمبر (أيلول) الماضي تدل على انقلاب في صفوف اليهود الأميركيين إزاء الرئيس باراك أوباما، ينعكس في معارضة عدد من مواقفه الأساسية تجاه إسرائيل وأعدائها.

وتقول اللجنة، وهي إحدى أهم التنظيمات اليهودية الأميركية، وتعتبر يمينية ومقربة من أحزاب اليمين الإسرائيلية ورئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، إن اليهود الأميركيين الذين منحوا 82% من أصواتهم للرئيس أوباما في الانتخابات الأخيرة يعربون عن خيبة أملهم من سياسته كما تجلت في الأشهر التسعة الأخيرة. ومع أن اليهود الأميركيين كانوا يعارضون الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية في الماضي، وكانت معارضتهم سببا أساسيا لتشجيع أوباما على طرح مطلبه تجميد البناء كشرط لاستئناف مفاوضات السلام، فقد دلت نتائج الاستطلاع، على أن 51% منهم يعارضون اليوم موقف أوباما مقابل 41% يؤيدون موقفه بشكل عام. وقال 52% إنهم يؤيدون إزالة بعض المستوطنات في الضفة الغربية فقط عند التوصل إلى اتفاق سلام ينص على ذلك. وشدد اليهود الأميركيون، وفق هذا الاستطلاع، من موقفهم تجاه القدس. وقال 58% إنهم يعارضون انسحاب إسرائيل من القدس الشرقية المحتلة ويرون أنها يجب أن تبقى عاصمة موحدة لإسرائيل تقع بالكامل تحت السيادة الإسرائيلية، حتى في إطار اتفاقية سلام. فيما قال 37% إنه يجب تقسيمها بين إسرائيل وفلسطين. وأيد 94% من اليهود الأميركيين موقف نتنياهو، المطالب بالاعتراف بإسرائيل دولة يهودية كشرط للتسوية الدائمة في الشرق الأوسط. وقال 75% إن رفض الفلسطينيين لهذا المطلب يدل على أنهم يريدون إبادة إسرائيل، وليس الوصول إلى سلام معها.

وفي الموضوع الإيراني أيضا حصل انقلاب في مواقف اليهود الأميركيين، حيث إن 56% يرون اليوم أنه يجب توجيه ضربة عسكرية لإيران مقابل 42% كانوا يحملون هذا الرأي قبل سنة. وفقط 49% منهم راضون عن طريقة الرئيس أوباما في معالجة الموضوع الإيراني. ولاحظ معدو الاستطلاع لصالح «لجنة يهود الولايات المتحدة»، أن التأييد لأوباما أخذ في الانحسار في أوساط اليهود الأميركيين الكبار في السن، بينما نسبة مؤيديه من الشباب اليهود ما زالت عالية. وأثارت هذه النتائج ارتياحا في أروقة الحكومة الإسرائيلية، التي تأمل في أن تؤدي إلى تغيير في سياسة أوباما تجاه الأوضاع في الشرق الأوسط والاقتراب من مواقف إسرائيل. وقال داني دنون، رئيس «الليكود العالمي»، الدائرة الدولية في حزب الليكود الحاكم، إن هذه النتائج تشكل رافعة لمواقف نتنياهو في الولايات المتحدة. وأكد أن اليهود الأميركيين يثبتون أنهم ليسوا مجموعة يهودية غير مبالية، بل ينتفضون ضد كل ما يمس إسرائيل ومصالحها الأمنية. يذكر أن هذا الاستطلاع أجري في الفترة ما بين نهاية أغسطس (آب) والنصف الأول من سبتمبر (أيلول) الماضيين، أي قبل أن تبدي الإدارة الأميركية تراجعا في موضوع الاستيطان. وخلال هذه الفترة، كان يوجد في الولايات المتحدة خمسة وزراء من حكومة نتنياهو ونائب وزير الخارجية، يقدمون المحاضرات ويلتقون مع الناس ووسائل الإعلام في حملة لتفسير مواقف حكومتهم ضد المطالب الأميركية حول الاستيطان. واستضافت «لجنة يهود الولايات المتحدة» هؤلاء الوزراء ونظمت لهم برامج جولاتهم الإعلامية، فضلا عن النشاط الذي يقوم به اليهود الأميركيون أصلا لصالح السياسة الإسرائيلية وعن نشاط المتطرفين «المسيحيين الصهاينة»، النشطاء في الحزب الجمهوري الأميركي.

واعتمدت هذه الحملة على نشر الموقف الإسرائيلي القائل بأن حكومة نتنياهو تجاوبت مع مطالب أوباما وقبلت مبدأ الدولتين للشعبين ووافقت على تقليص البناء الاستيطاني ونفذت عدة إجراءات للسلام الاقتصادي مع الفلسطينيين وأزالت مئات السواتر الترابية وعشرات الحواجز العسكرية، بينما الفلسطينيون يرفضون استئناف المفاوضات السلمية ويتصرفون على نحو يدل على أنهم ليسوا معنيين بعملية السلام.