أوباما يعقد مجلس حرب لمراجعة استراتيجيته في أفغانستان

المراجعة الأميركية تستغرق أسابيع

TT

بعد ستة أشهر من إعلانه استراتيجية جديدة في أفغانستان، يواجه الرئيس الأميركي باراك اوباما تحديات عدة في البلد الذي يشكل الأولوية الأولى للسياسة الخارجية الأميركية. وعقد اوباما مجلس حرب لدراسة المعطيات الحالية والتخطيط للخطوات المقبلة في أفغانستان، على رأسها العمل على كيفية إرسال المزيد من القوات. وبعد 3 ساعات من المشاورات المغلقة مع كبار مستشاريه، لم يتوصل اوباما إلى قرار نهائي، طالبا منهم العودة الأسبوع المقبل مع المزيد من المعلومات والمقترحات حول الاستراتيجية في أفغانستان. وقال البيت الأبيض أول من أمس، إن الرئيس اوباما سيستغرق بضعة أسابيع في مراجعة الاستراتيجية الأميركية بشأن أفغانستان وباكستان.

وترفض إدارة اوباما تحديد إذا كانت سترسل المزيد من القوات الأميركية الى أفغانستان، بعد أن تسرب تقرير من الجنرال الأميركي ستانلي ماكريستال يطالب فيه بالمزيد من القوات قد تصل إلى 40 ألف جندي. وقال الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس «علينا الحصول على استراتيجية صلبة، ومناقشتها والتأكد من أننا نسير على الطريق الصحيح ومن ثم تطبيق التكتيكات التي تكمل هذه الاستراتيجية». وبينما هناك عقبات سياسية أمام إرسال المزيد من القوات، خاصة وأن استطلاعات الرأي تظهر تراجع دعم الشعب الأميركي للحرب في أفغانستان، يدعم كبار القادة العسكريين إرسال المزيد من القوات. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع «البنتاغون» جيف موريل إن رئيس هيئة الأركان المشتركة الادميرال مايك مالون والقائد للقيادة المركزية الجنرال ديفيد بترايوس يؤيدان تقييم الجنرال ماكريستال. إلا ان موقف وزير الدفاع روبرت غيتس غير واضح بعد. وقد امتنع غيتس تكرارا الحديث عن رأيه في رفع عدد القوات. مشدداً على أهمية انتظار المراجعة الاستراتيجية قبل الحديث عن أعداد القوات. وأفاد الناطق باسم البيت الأبيض أن اوباما التقى بفريق من مستشاريه حول الأمن الوطني وقاموا بـ«تقييم صريح للتقدم الذي أحرز في أفغانستان وباكستان، والتحدي الذي ما زلنا نواجهه منذ إطلاق استراتيجية الرئيس في مارس (آذار) الماضي». وبعد اجتماع أول من أمس، سيواصل اوباما مشاوراته مع القيادات العسكرية والمدنية بالإضافة الى السفراء الأميركيين في المنطقة وأعضاء الكونغرس. ويجري اوباما مشاورات مع اقرب الحلفاء للولايات المتحدة في أفغانستان، بمن فيهم القيادات البريطانية والاسترالية. وكانت هناك تساؤلات حول أهداف الولايات المتحدة في أفغانستان، وإمكانية إحرازها، خاصة بعد تصريح الممثل الأميركي لأفغانستان وباكستان ريتشارد هولبروك بالقول، «سنعرف النجاح عندما نراه». وأجاب الناطق باسم البيت الأبيض في بيان بعد اجتماع اوباما المفصل مساء أول من أمس ان «بينما تواجه الولايات المتحدة القاعدة وقيادتها بقوة حول العالم، الرئيس وضع هدفا واضحا في أفغانستان: تعطيل وتفكيك وهزم القاعدة وحلفائها المتطرفة». وأضاف: «في ما يخص القرارات المهمة لإبقاء هذا البلد آمناً ووضع جنودنا في طريق الأذى، الرئيس أوضح انه سيقيم تقدمنا بشدة». وأفاد البيت الأبيض ان مراجعة الاستراتيجية في أفغانستان ستستغرق أسابيع، من دون تحديد موعد نهائي للانتهاء من المشاورات. وكان اجتماع أول من أمس ثاني اجتماع من 5 جلسات مبرمجة لمجلس الأمن الوطني. وسيكون اللقاء المقبل يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي في البيت الأبيض. ويشمل مجلس الحرب ابرز المسؤولين الأميركيين، منهم وزير الدفاع غيتس ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ومستشار الأمن القومي الجنرال جيم جونز ورئيس الاستخبارات الوطنية الأميركية دينيس بلير، والأدميرال مالون. ويعتبر إقناع الكونغرس بخططه الجديدة من أولويات اوباما، وقد أمر كبار مسؤوليه التشاور مع أعضاء الكونغرس. وكان مستشار الأمن القومي الجنرال جيم جونز أول المكلفين بالتشاور مع أعضاء الكونغرس إذ التقى مساء أول أمس مع أعضاء مجلس الشيوخ الـ100 وإعلامهم بآخر التطورات في ما يخص الاستراتيجية في أفغانستان. وامتنع جونز عن الحديث عن ابرز ما نتج عن اجتماع أمس، قائلا في تصريح مقتضب لـ«الشرق الأوسط»: «كان اجتماعاً جيداً.. علينا انتظار نتائج الاجتماعات والعمل الحالي». وأضاف: «إنني متفائل». ومن جهته، أكد الناطق باسم مولن، النقيب جون كيربي تأييد مولن للمراجعة التي يقوم بها اوباما. وقال كيربي لـ«الشرق الأوسط» إن الأدميرال مولن «يدعم هذه المراجعة بشكل كامل ومنذ فترة يطالب بأهمية التقييم المتواصل لعمليات مكافحة التمرد لأنها شكل متقلب ومتغير من الحرب». وأضاف، إن في الوقت الراهن ومع التطورات على الأرض «يجب ألا نستهين أي أمر في مواجهة التمرد، كل المتغيرات تحتاج إلى مراجعة». مشدداً على ان رئيس هيئة الأركان المشتركة «يقدر فرصة دخول محادثات مثل هذه». وحول دعم مولن لزيادة القوات الأميركية في أفغانستان، أوضح كيربي أن «في حال بقيت المهمة الحالية والاستراتيجية على وضعها، فنعم يدعم ذلك». وأضاف أن «زيادة المصادر المتاحة، بما فيها عدد القوات جزء مهم لدعم المهمة الحالية في أفغانستان». إلا ان المسؤولين الأميركيين يشيرون إلى إمكانية تعديل الاستراتيجية، لذلك يمتنعون عن التعليق في الوقت الراهن عن زيادة عدد الجنود إلى حين الانتهاء من المراجعة. من جهة أخرى، أعلن الجنرال بترايوس عن فتح تحقيق جديد في حادثة وانات، التي قتل فيها 9 جنود أميركيين في يوليو (تموز) 2008 بعد معركة قصيرة ودامية مع عناصر من طالبان. وأفادت القيادة المركزية أمس أن بترايوس عين الجنرال ريتشار ناتونسكي، القائد في مشاة البحرية «المارينز» للتحقيق في العملية التي أودت بحياة اكبر عدد من الجنود الأميركيين في عملية واحدة. وأضاف بيان من القيادة العسكرية الأميركية أن «التحقيق سيعالج الأحداث أبعد من المستوى التكتيكي».