الحزب الحاكم في السودان ينهي أعمال مؤتمره العام بحسم موقفه ويختار البشير رئيسا

موسكو تتجاهل مشاركة «يوناميد» في ندوة دولية تعقدها السبت حول دارفور

TT

حسم حزب المؤتمر الوطني الحاكم خياره، واعتمد الرئيس عمر البشير رسمياً، من داخل المؤتمر العام الذي أنهى أعماله أمس، رئيساً للحزب ومرشحاً لرئاسة الجمهورية في الانتخابات الرئاسية المقرر لها أبريل (نيسان) المقبل. وأنجزت الخطوة بترشيح من نائبه علي عثمان محمد طه، وتوصية من مجلس الشورى قدمها رئيس الشورى البروفسور عبد الرحيم علي. وتم اعتماد البشير في جلسة مغلقة، كما انتخب المؤتمر العام للحزب أعضاء مجلس الشورى البالغ عددهم 540 عضواً، على أن يكتمل العدد في أول اجتماع المجلس عقب المؤتمر إلى 600 عضو.

ونصت توصيات مؤتمر الحزب الحاكم في السودان على آلية لاختيار الوالي بأن يقوم مؤتمر الولاية باختيار 5 أعضاء يرشحهم مجلس الشورى ليتم رفعهم للمكتب القيادي لاختيار واحد منهم. وأقرت التوصيات تثبيت نسبة 25% للمرأة في النظام الأساسي للمؤتمر الوطني، بجانب إضافة التظلم للآلية المحاسبية على أن يحاسب الجهاز الأعلى الأدنى. وأوصى المؤتمر في الجوانب السياسية بضرورة إكمال العودة الطوعية لولايات دارفور والإسراع في تنفيذ طريق الإنقاذ الغربي، بجانب الإسراع في قيام ولايات دارفور الجديدة، وأوصى بتحسين علاقات الصداقة مع الدول الأفريقية ودول العالم العربي. وقال الرئيس البشير في خطابه في الجلسة الختامية أمس أن من أهم أهداف حزبه هو تحقيق الوحدة الوطنية، وأضاف «عندما نتكلم عن الوحدة الوطنية لا نتكلم عن حزب شمولي وإنما نتكلم عن بلد تسع كل أهلها بكل توجهاتهم ومكوناتهم وأعراقهم وطوائفهم.. ويكفي أن منصة مؤتمر الحزب استقبلت محمد إبراهيم نقد سكرتير الحزب الشيوعي». وجدد البشير التزامه بتنفيذ ما تبقى من اتفاق السلام الشامل، وقال إن الحركة يجب أن تأخذ اتفاقية السلام كتلة واحدة لا أن تنفذ بنداً وتترك آخر. وشدد على أهمية قيام الاستفتاء في موعده، وأكد التزامه بقيام الانتخابات في موعدها كاستحقاق دستوري مهم. وقال إن لكل الجنوبيين الحق في التصويت على الاستفتاء، وأضاف: نحن كمؤتمر وطني ملتزمون إذا انفصل الجنوب بطريقة هادئة أن نكون أول من يؤيد دولة الجنوب إذا كان ذلك اختيار الجنوبيين. ويُخاطب البشير صباح اليوم الجلسة الختامية للمؤتمر.

من جانبه، قال أمين الإعلام الدكتور كمال عبيد إن المؤتمر اعتمد توصية الشورى باعتماد الرئيس عمر البشير رئيساً للحزب ومرشحاً للرئاسة، كما اقر توصيات اللجان الأربع ولم يجر أي تعديلات في النظام الأساسي، وأضاف أن مجلس الشورى سيعقد خلال 48 ساعة عقب المؤتمر العام لتنفيذ قرارات المؤتمر.

إلى ذلك تبدأ في روسيا يومي السابع والثامن من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري ندوة دولية يتوقع أن يحضرها سياسيون وخبراء قانون لمناقشة سبل التوصل إلى حل للوضع الراهن في إقليم دارفور. ومن المنتظر أن يرأس وفد الحكومة السودانية مستشار الرئيس السوداني مسؤول ملف دارفور دكتور غازي صلاح الدين، في وقت شكت البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي (يوناميد) التي تعمل على حفظ السلام في دارفور من تجاهل منظمي المؤتمر لدعوتها.

وقال سفير السودان لدى روسيا سراج الدين حامد في تصريحات إن الندوة تأتي وفاءً للوعد الذي قطعه مبعوث الرئيس الروسي إلى السودان عند زيارته للخرطوم مطلع العام الحالي حيث ذكر بأن روسيا ستنظم مؤتمرا تشاوريا حول دارفور، وأضاف أن فكرة المؤتمر تطورت إلى هذه الندوة العلمية العالمية حول مشكلات السودان وستشمل موضوعات أخرى مثل الاستقرار السياسي وتنفيذ اتفاق السلام الشامل بين الشمال والجنوب إلى جانب واقع السودان بعد الاستفتاء على تقرير المصير في جنوب البلاد عام 2011م، مشيراً إلى أن وفدا برلمانيا سودانيا سيشارك في الندوة يضم عثمان خالد مضوي وغازي سليمان والدكتور التجاني مصطفي والقيادي في المؤتمر الوطني الدكتور قطبي المهدي، رئيس الحركة الشعبية للتغيير الديمقراطي دكتور لام أكول كما وجهت الدعوة لوزارة الخارجية حيث يشارك عنها د. مطرف صديق وكيل الوزارة، وقال إن جنوب السودان سيمثله رئيس مجلسه التشريعي جيمس واني ايقا.

وقال حامد إن ممثلين للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي سيشاركون في الندوة وأن الدعوة وجهت إلى رئيس جنوب أفريقيا السابق ثابو امبيكي وجبريل باسولي بالإضافة إلى ممثلين لدول مصر، قطر، ليبيا، أفريقيا الوسطي، تشاد، الكونغو الديمقراطية، اريتريا، كينيا، الصين، فرنسا، ايطاليا، اليابان، هولندا، النرويج، الولايات المتحدة، كندا وبريطانيا وممثلين عن الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، وذكر أن الندوة ستعقد في شكل حلقة نقاش وسيخاطبها كل مستشاري البشير، دكتور غازي صلاح الدين ووكيل وزارة الخارجية السودانية دكتور مطرف صديق.

وذكرت وكالة «نوفوستي» أن المبعوث الروسي إلى السودان رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الروسي ميخائيل مارغيلوف كان قد اتفق مع البرلماني السوداني أحمد إبراهيم الطاهر يناير (كانون الثاني) على عقد مؤتمر دولي حول دارفور للبحث عن سبل لتحقيق سلام في الإقليم المضطرب لأكثر من (6) أعوام، وأشارت إلى أن الأمم المتحدة، الاتحاد الأوروبي، الولايات المتحدة، فنلندا، السويد، هولندا، زعماء الاتحاد الأفريقي ودول الجامعة العربية بالإضافة إلى منظمات إنسانية، أكاديميين ووفود سودانية أكدت حضورها المؤتمر في موسكو.

وقالت الوكالة إن مكتب مارغيلوف الإعلامي كان قد أعلن مشاركة وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في المؤتمر غير أن السلطات المصرية نفت مشاركة وزيرها.

من جهة أخرى قال المتحدث الرسمي باسم القوة الأممية الأفريقية المشتركة نور الدين المازني إن بعثته لم تصلها دعوة رسمية للمشاركة في المؤتمر، غير أنه عبر عن أمنياته بأن يسهم المؤتمر في الدفع بجهود حل أزمة الإقليم.

وكشف المازنيعن جهود جارية لإكمال عمليات الانتشار حيث بلغ بحلول أكتوبر (تشرين الأول) الجاري نحو (75%) من مجموع (26) ألفا فيما تتطلع البعثة المشتركة لبلوغ نحو (97%) لتتبقي (3%) تدخل ضمن مكونات الطائرات التكتيكية البالغ عددها (24) تعهدت دولة إثيوبيا بتوفير خمس منها الشهر الجاري.

وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن تجاهل بعثة (يوناميد) سيضر بأي جهود من شأنها تحقيق السلام في دارفور واعتبرت أنها عنصراً مهما لا يمكن تجاهله حيث تفيد المؤتمرين في كل ما يتعلق بالإقليم بمعلومات وحقائق لا تملكها أي جهة كانت، وأضافت أن بعثة حفظ السلام شاركت في جميع المحافل المرتبطة بدارفور لأنها تملك خبرات عالية المستوى يمكن أن تسهم مع الآخرين في التوصل إلى حل في الإقليم.