بكمامات واقية وقطعة صابون ومناديل مبللة، استقبل نحو 17.5 مليون طالب عامهم الدراسي الجديد في مصر أمس، وسط مخاوف متزايدة من تفشي فيروس «إتش 1 إن 1» المسبب لمرض إنفلونزا الخنازير.
واتخذت وزارات الصحة، والتعليم، والتعليم العالي إجراءات صارمة لمراقبة انتشار المرض، منها توزيع كمامات واقية على الطلبة والمدرسين وتخصيص غرفة للعزل بكل مدرسة وعدم التشدد في احتساب الغياب في حالة المرض.
ورغم التأكيدات الرسمية خلال الأيام الماضية التي صدرت من مجلس الوزراء المصري ووزارتي الصحة والتعليم حول عدم وجود خطورة من ذهاب الطلاب إلى المدارس، إلا أن اليوم الدراسي أمس شهد ارتفاعا ملحوظا في نسبة الغياب خاصة في المرحلة الابتدائية والمرحلة التمهيدية (الحضانة) وهو ما ظهر جليا في الانسياب المروري في شوارع القاهرة أمس على غير المتوقع، إذ أنه عادة ما تتسم أيام الدراسة بالاختناقات المرورية، خاصة في مواعيد ذهاب وإياب الطلبة من مدارسهم.
ورفضت وزارة التربية والتعليم المصرية الإفصاح عن معدلات الغياب في المدارس في أول أيام الدراسة، مؤكدة أنها ستعلن ذلك اليوم، بعد أن ترسل كل مدرسة الكشوف الخاصة بها ليتم إعداد إحصائية موحدة. وبدا مشهد الطلاب طريفا وهم يشقون طريقهم في الصباح الباكر إلى مدارسهم يرتدون الزي المدرسي الجديد ويحملون الحقائب الدراسية فوق ظهورهم، بينما يضعون كمامات واقية على أنوفهم.
من جهتها قابلت المدارس انتشار المرض، بتخصيص حصص دراسية كاملة لإتاحة المعلومات عن المرض للطلبة وكيفية الوقاية منه وإجراءات النظافة الشخصية والتطهير اللازم للوقاية من الفيروس، في ما خصصت فرقا من العمال لرش دورات المياه والفصول والأفنية بالمطهرات للقضاء على أي مجال لانتشار العدوى.
من جانبه، أكد الدكتور يسري الجمل وزير التربية والتعليم أن نسب انتظام الطلبة في أول أيام العام الدراسي مرتفعة، مشيدا بنجاح جهود وزارته في توعية الطلبة وأولياء أمورهم بطرق الوقاية من المرض. وأشار إلى أنه في إطار خطة مكافحة المرض، ستطبق بعض المدارس في المناطق المزدحمة تخصيص ثلاثة أيام لكل فرقة دراسية بدلا من الحضور كل أيام الأسبوع، على أن يتم دعم ذلك بما يتم بثه من برامج تعليمية على القنوات التلفزيونية.
وأوضح أنه سيتم بث هذه المواد في القنوات التعليمية التلفزيونية على القمر الصناعي المصري «نايل سات» والقنوات المحلية، بحيث يكون البث متوافقا مع الخطة الدراسية الكاملة للمراحل المختلفة. وفي ما يتعلق بتوفير كمامات للطلاب للوقاية من إنفلونزا الخنازير، قال الوزير المصري إن الحكومة وفرت 16 مليون قناع سيتم توزيعها على الطلاب، بالإضافة إلى ما وفره مجموعة من رجال الأعمال المصريين.
وأجلت الحكومة المصرية الدراسة التي كان مقررا أن تبدأ يوم 26 سبتمبر (أيلول) الماضي إلى 3 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري تحسبا لانتشار المرض.