قادة جيوش أميركا وفرنسا وإسرائيل يبحثون في باريس الموضوع الإيراني

مصادر إسرائيلية مطلعة اعتبرت اللقاءات «بالغة الدقة والحساسية».. وتتعلق بمناورات طهران الصاروخية

TT

في زيارة خاطفة ليوم واحد إلى باريس، التقى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غابي أشكنازي، مع نظيره الفرنسي، الجنرال جان لوي جورجلان، ورئيس القوات المشتركة في الولايات المتحدة، الأدميرال مايكل مولان، وتباحث معهما كل على حدة حول القضايا التي تهم الجيوش الثلاثة وفي مقدمتها «مواجهة التسلح النووي الإيراني».

ومع أن مصادر الجيش الإسرائيلي حاولت التقليل من أهمية هذه اللقاءات، فإن مصادر إسرائيلية عليمة اعتبرتها لقاءات «بالغة الدقة والحساسية»، مشيرة إلى أن هذا هو اللقاء السادس الذي يعقد بين أشكنازي ومولان خلال السنتين الأخيرتين. وهذه وتيرة عالية جدا، لم يسبق أن شهدتها أجندة رئيس أركان الجيوش الأميركية مع أي رئيس أركان لدولة أجنبية من قبل. ويربط المراقبون الإسرائيليون بين هذه اللقاءات والمفاوضات الجارية بين دول الغرب وإيران حول وقف مشروع التسلح النووي الإيراني، ويرون أنها جاءت لتؤكد جدية الغرب في الحديث عن الخيار العسكري لمحاربة التسلح الإيراني جنبا إلى جنب مع البحث في الخيار الدبلوماسي. كما يربطون بينها وبين التدريبات العسكرية الضخمة التي ستجري في غضون الأسبوعين القادمين بين الجيش الإسرائيلي (سلاح الجو وسلاح البحرية وسلاح المظليين) وقوات البحرية الأميركية الموجودة في البحر الأبيض المتوسط، التي يقال إنها ستكون أضخم مناورات بين البلدين في تاريخ علاقاتهما المشتركة.

وكانت «الشرق الأوسط» قد أشارت إلى أن هذه المناورات ستجري لرسم سيناريو يتخيل هجوما بالصواريخ قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى ضد إسرائيل، شنه في آن واحد كل من إيران وسورية وحزب الله اللبناني وحماس الفلسطينية. والرسالة الصادرة عنها هي أن الولايات المتحدة ستحارب إلى جانب إسرائيل في مواجهة حرب كهذه. ولكن هناك رسالة أخرى من هذه التدريبات تحاكي واقعا آخر، هو الهجوم على إيران لتدمير مفاعلها النووية. فقد جرى الحديث، ارتباطا مع هذه التدريبات، حول قنبلة ذكية يجري تطويرها وتعرف بـ«القنبلة العملاقة»، المعروفة في الولايات المتحدة باسم «BMU ـ 54 A/B»، وهي ذات قدرات عالية على تدمير مرافق عسكرية تحت الأرض بقوة عالية، حيث إن وزنها 12 طنا منها 2.4 طن متفجرات، وتخترق الأرض بعمق يزيد على 60 مترا قبل أن تنفجر. وقد تقرر تسريع إنتاج هذه القنبلة بعد اكتشاف المفاعل النووي الإيراني في مدينة قم.

وكانت قد وصلت إلى ميناء حيفا قبل نحو ثلاثة أسابيع، إحدى البوارج الأميركية وباشرت طواقمها الاستعداد للمناورات المذكورة. وبحسب المعلومات، فإنه سيتم في تلك المناورات، استخدام شبكة صواريخ مضادة للصواريخ، مثل شبكة صواريخ «باتريوت» الأميركية المعروفة التي قامت إسرائيل باستخدامها لصد الصواريخ العراقية. كذلك ستشارك في المناورات شبكة الدفاع الأميركية ـ الإسرائيلية «حيتس 2» التي طورتها إسرائيل مؤخرا، وشبكة الصواريخ الأميركية المتنقلة «باتريوت ـ هوك 3». وسوف يأخذ سلاح الجو الإسرائيلي في هذه المناورات الدور الرئيسي، وتضيف تلك المعلومات أن إسرائيل تحاول إقناع الأميركان بترك جزء من شبكاتها وأجهزتها الحربية في إسرائيل للاستفادة منها في حالة تعرضها لأي هجوم صاروخي.