حماس تمنع الفصائل الفلسطينية من إطلاق صواريخ على إسرائيل خشية انهيار هدنة الأمر الواقع

ساعدت على تشكيل جماعات مسلحة جديدة منشقة حتى تبقى هي الأقوى

TT

أكدت مصادر في المقاومة الفلسطينية أن الحكومة المقالة بقطاع غزة أحكمت قبضتها خلال اليومين الماضيين على القطاع، ومنعت إطلاق صواريخ على إسرائيل، تحت أي ذريعة، بما فيها الرد على محاولة يهود متطرفين اقتحام المسجد الأقصى. وقالت المصادر ذاتها إن الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة حماس اعتقلت خلال الـ 48 ساعة الماضية اثنين من المسلحين الذين كانوا يحضرون لإطلاق صواريخ على إسرائيل، وحققت معهم، وأفرجت عنهم بعد ساعات.

ويتبع المعتقلون مجموعات مسلحة شكلت حديثا، وتم اعتقالهم في عمليتين منفصلتين، وقد أبلغوا أجهزة حماس أنهم ينوون إطلاق الصواريخ ردا على ما يجري في المسجد الأقصى من قبل المستوطنين «وفي ظل غياب أي دور فعلي على الساحة للفصائل التي باتت فقط تطلق البيانات والشعارات عبر مسيرات لا تسمن ولا تغني من جوع».

وقالت المصادر إن حماس صادرت أيضا الصواريخ التي كانت ستطلق باتجاه الأهداف الإسرائيلية، وحذرت من تكرار المحاولة، وهو ما قامت به مؤخرا حتى مع فصائل كبيرة مثل الجهاد الإسلامي.

وتتهم فصائل المقاومة في غزة حماس بأنها تريد توجيه المقاومة، على أن تسمح بإطلاق الصواريخ في الوقت الذي تقرره هي.

وتقول مصادر المقاومة إن حماس تريد تثبيت هدنة الأمر الواقع في القطاع، وتخشى من انهيارها إذا ما تجدد إطلاق الصواريخ.

وكانت حماس اتفقت مع الفصائل الرئيسية في غزة بعد الحرب، التي شنت أواخر العام الماضي على القطاع، وخلفت دمارا وخرابا هائلين، بوقف إطلاق الصواريخ، وإعطاء الناس فرصة للراحة، والتنسيق فيما بينهم بشأن مواجهة إسرائيل، بهدف عدم استدراجها إلى حرب أخرى.

وتحكم حماس قطاع غزة منذ منتصف 2007، ونجحت الحركة في إدارة دفة القطاع، وصمد حكمها الذي توقعت له فتح مرارا أن ينهار.

وتبقى حماس، الفصيل الأكبر والأقوى في القطاع، رغم تعدد فصائل المقاومة. وتعاني الفصائل الأخرى من قلة الدعم المالي واللوجستي، وهما أمران لا ينقصان حماس. بل إن الحركة تساعد على انشقاق صفوف الفصائل الأخرى، كي تبقى هي الأقوى، كما أوضحت مصادر لـ«الشرق الأوسط».

وكانت حماس ساعدت سابقا أحد ناشطي «فتح» على تشكيل تنظيم مواز للحركة، وسمحت آنذاك لخالد أبو هلال بتشكيل تنظيم «فتح الياسر»، وهو نهج اتبعته مع مسلحين من «فتح»، إذ ساعدت على تمويل جماعات في صفوف كتائب الأقصى، التابعة لفتح من أجل إفشال أي توحد لهذه الكتائب في غزة. كما أنها بعد تأسيس لجان المقاومة الشعبية وجناحها العسكري «ألوية الناصر صلاح الدين»، شجعت القيادي أبو يوسف القوقا على الانفصال عن قيادة الألوية التي كان يقودها جمال أبو سمهدانة، وكلاهما اغتالتهما إسرائيل لاحقا. وكشفت المصادر أن حماس ما زالت تعمل بنفس النهج، ذلك أنها ساعدت القيادي السابق في ألوية الناصر صلاح الدين، أبو عبير، على تشكيل جماعة مسلحة جديدة تحت اسم «كتائب الفرقان»، إذ يسعى أبو عبير لجذب عناصر من اللجان للعمل تحت إطار الجماعة المسلحة الجديدة التي يقودها.

وقالت المصادر إن الحركة قامت بتمويل ودعم أبو عبير بعد أن أبدى مبايعته لحماس ونهجها وللإخوان المسلمين.