الرئيس اللبناني مستعد للمشاركة في قمة دمشق إذا وُجهت إليه الدعوة

موجة تفاؤل لبنانية بقرب ولادة الحكومة بدوافع محلية وإقليمية

رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري ورئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون في «بيت الوسط» أمس (تصوير: دالاتي ونهرا)
TT

راجت موجة جديدة من التفاؤل في لبنان متأثرة بعاملين: إقليمي يتمثل في قرب إنفاذ قمة سعودية ـ سورية، ومحلي تمثل في لقاء بين الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري ورئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون، أعقبته تصريحات تفاؤلية للأخير وأجواء لا تقل تفاؤلا من أوساط قريبة من الأول.

غير أن هذا التفاؤل لا يعني بالضرورة ولادة الحكومة اللبنانية الجديدة ـ وهي الأولى بعد الانتخابات التي أُجريت في يونيو (حزيران) الماضي ـ هذا الأسبوع، بعدما استبعدت مصادر الطرفين في اتصالات مع «الشرق الأوسط» حصول التأليف قبل انعقاد قمة دمشق.

وفيما استمرت الأنظار متجهة نحو لقاء دمشق المنتظر، قالت مصادر لبنانية مواكبة للملف، لـ«الشرق الأوسط»، إن انضمام رئيس الجمهورية اللبناني العماد ميشال سليمان إلى هذه القمة غير مستبعَد إذا ما وُجهت إليه دعوة بهذا الخصوص، مشيرة إلى أن سليمان مستعد للمشاركة انطلاقا من معرفته بأهمية التضامن العربي وانعكاساته الإيجابية على لبنان. ولم تستبعد المصادر توجيه دعوة للمشاركة في اللقاء إلى الحريري إذا كانت الحكومة قد تألفت عند انعقاد القمة، معتبرة أن مشاركة الحريري من شأنها إجراء مصالحة وكسر جليد بين القيادة السورية والحريري بما يسهل عمل الأخير حكوميا. وإذ أشارت المصادر إلى إيجابية تولّي اللبنانيين بأنفسهم عملية تأليف الحكومة بعد عهود من الوصاية على هذه المهمة، نفت وجود «تدخلات خارجية» في هذا الملف، لكنها أشارت إلى أن تطورات المنطقة لها انعكاسات إيجابية على الداخل اللبناني «الذي ينفعل بها ويتفاعل معها»، معتبرة أن شيئا إيجابيا مثل قمة دمشق من شأنه أن يترك أثارا إيجابية في الداخل اللبناني.

وفي المقلب الداخلي، كان اللقاء الذي ضم الحريري وعون مثار اهتمام واسع، خصوصا بعد أجواء التفاؤل التي تعمد الطرفان إبرازها. وقالت المعلومات إن الحريري سيستكمل اتصالاته بلقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ولقاءين مع رئيس الهيئة التنفيذية لـ«القوات اللبنانية» سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب أمين الجميل، من أجل استكمال الصورة التي تسمح له بإعلان تشكيلته الوزارية، بالإضافة إلى لقاءات أخرى مع عون إذا ما استجد ما يتوجب مناقشته و«تطويره» بين الطرفين. وقالت مصادر في قوى «14 آذار» لـ«الشرق الأوسط» إن الحريري لم يَعِدْ بتوزير وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، وإنه على هذا الموضوع تقف جملة من الخطوات الأخرى أبرزها يتصل بعدم إعطاء الحقائب عينها للمعارضة، وأشارت إلى تفاهم شبه نهائي مع حزب الله وحركة «أمل» وخصوصا حول الأسماء، وأن الحقائب تنتظر اللمسات الأخيرة بحيث سيُترك هامش للحركة لتبادل أفرقاء المعارضة الحقائب في ما بينهم إذا شاءوا. ولفتت المصادر إلى أن عون توافق مع الحريري على أن «التفاهم السياسي بين الطرفين أهم من الحقائب، وأن الاتفاق على برنامج الحكومة والمرحلة التي تلي عملية التأليف أكثر أهمية من أسماء الوزراء»، مشددة في المقابل على أن «هذا التفاهم ينحصر في برنامج الحكومة وخطة عملها وبيانها الوزاري، ولن يتحول إلى تفاهم سياسي بين الطرفين على غرار تفاهمات سابقة»، في إشارة إلى التفاهم الموقَّع بين عون وحزب الله.

وقد التقى الحريري وعون أمس على مدى ساعتين تخللهما غداء أقامه الحريري لضيفه الذي أعلن بعد اللقاء «الاتفاق على نقاط عديدة»، مشيرا إلى أنه «لا تزال هناك نقاط أخرى في حاجة إلى البحث»، آملا أن «نصل إلى نتيجة سعيدة، فجميعنا يحاول التوصل إلى تأليف حكومة تكون قوية وتستطيع أن تعمل في الظروف التي نعيشها». ورفض عون التحدث عن تفاصيل ما اتفق عليه، معلنا أن «الاتفاق سيعلن كاملا لا بأجزائه». وقال: «اللقاء معي يستوجب لقاء مع آخرين لكي يتمكن الرئيس المكلف من أن يجمع الكل في تشكيلة واحدة». واعتبر أن الكلام عن تشبثه بوزارة الاتصالات أو عن توزير الخاسرين أو عن الوزراء الموارنة «يصدر عن مخيلة الناس»، معتبرا أن الحكومة «تكون قوية حين نكون جميعا متفقين عليها وداعمين لها، سواء كنا نحن شخصيا فيها أو كان فيها من يمثلنا».

وفي إطار موازٍ، نقل عن رئيس الجمهورية «تفاؤله» بقرب انتهاء الملف الحكومي. وقال رئيس كتلة نواب حزب الله محمد رعد بعد زيارته سليمان على رأس وفد من الكتلة إنه لمس لديه «تفاؤلا وإيجابية في اتجاه الوضع الحكومي. والأمور تحتاج إلى مزيد من المتابعة وعسى أن نلقى الثمار قريبا إن شاء الله».