الرياض: جدل حول تخلي الجامعات عن العربية واتهامات بالفساد بين الناشرين والمؤلفين

في مؤتمر مستقبل النشر في السعودية والعالم العربي

TT

حضرت الولايات المتحدة، بجيشها واثنين من رؤسائها السابقين، في مؤتمر حول مستقبل النشر في السعودية والعالم العربي، عبر بوابة «الترجمة» من وإلى العربية، وكيف أن هذا الأمر يمثل أهمية متنامية لمؤسسات الجيش الأميركي، يقابل ذلك ضعف عربي بالاهتمام بـ«الترجمة»، في ظل اهتمام خليجي ملحوظ نسبيا.

وبالرغم من أن الدكتور حسام الخطيب، يحمل الجنسية الأميركية، وهو أحد المشاركين في مؤتمر الناشرين العرب الأول، غير أنه كان في أطروحته من أشد المدافعين عن اللغة العربية.

وتندر الخطيب، الذي سبق له أن درس في جامعة دمشق، على حال بعض الجامعات العربية التي درس بها سابقا، والتي كانت تطالب بأن تكون كافة المواد تدرس باللغة الإنجليزية، بقوله «لا أدري لماذا يدفعوننا لذلك، ربما لأنهم يريدون عرضها على جورج بوش قبل تدريسها على الطلاب».

وقال حسام الخطيب في مشاركته بحلقة نقاش حول مشاكل الترجمة في العالم العربي إن «هناك إجماعا واضحا على أن الترجمة العربية كانت (وربما ما زالت) شبه سائبة، أي يختلط فيها الحابل والنابل، وتفتقر إلى معايير للتقييم، سواء من ناحية الأمانة العلمية أو من ناحية السلامة اللغوية للغة المستهدفة، وهي غالباً اللغة العربية، وهذا هو العجب العجاب».وشدد المشارك الأميركي الوحيد في هذا المؤتمر، على أن لغات العالم المعاصر تحتاج دائماً إلى تغذية تناسب التطورات العلمية والتجارية والعلاقات الدولية ذات المفردات المتغيرة باستمرار.

واستحضر في الختام قصة للرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، حينما استعان بمترجم بولوني من البيت الأبيض حينما أراد زيارة ذلك البلد، وما كان من الجمهور حين إلقاء كارتر لخطابه عدا التصفيق والضحك على كلمات المترجم البولوني والذي لم يكن على اطلاع بتطورات لغة وطنه.

وشخص مشاركون في مؤتمر الناشرين العرب الأول، الذي اختتم أعماله أمس، أزمة الثقة بين المؤلفين والناشرين. وقال النوري عبيد رئيس الاتحاد المغاربي للناشرين إنه يتبين أن علاقة المؤلف بالناشر تطغى عليها السلبيات.

وأضاف «يمكننا القول إن العلاقة تتسم أساسا بعدم الوضوح وتمر بمرحلة تصدع وهو ما يساهم في انحسار حركة النشر العربية وتقلص فعلها».

واقترح النوري أن تدعم الصلة بين المؤلف والناشر، على صعيد رفع مستوى الوعي بالحقوق والواجبات، وأهمية وضوح العلاقة، والتي يفترض أن تؤدي إلى قوة الإنتاج في النشر، وعمق الإنتاج وطرافته، ونمو صناعة النشر، ونضج المكتبة المتنوعة.

وطالب النوري في ورقته أمام المشاركين في مؤتمر الناشرين الأول، بحث الجمعيات والمنظمات المهنية على القيام بدورها في تطوير القدرات المهنية، وتطوير التشريعات وتعميمها وتطبيقها، ووضع برامج تعريف وتوعية مشتركة، ومقاومة الاعتداءات والخروقات.

وشددت ورقة النوري، على مطالبة الحكومات بوضع القوانين وتطويرها وتطبيقها، وتكثيف حول اكتفاء بتسخير إمكاناتها لنمو حركة النشر من خلال إسناد مهمات النشر لأهل المهنة، والعمل على أن تصبح مشاريع الدعم والرعاية مساندة لحركة النشر المؤهلة والرشيدة والمؤمنة بدورها ولا تساهم في تسخيرها وربما التنقيص من مجالات نمو حركة نشر تراعي كل المقاييس المهنية من خلال تطوير العلاقة بين المؤلف والناشر على أسس أسلم.

من جهته، يرى فتحي خليل البس، وهو ناشر أردني، أن العلاقة بين الناشر والمؤلف ملتبسة وغير صحية لأسباب خارجة عن إرادتهما في أحيان كثيرة مهما خلصت النوايا، وعنصر الخلاف فيها، هو «كيف تمتلئ جيوب الناشرين بينما تخوي جيوب المؤلفين».

واعترف البس، بوجود فساد لدى بعض الناشرين، ولكنه أشار إلى خطورة التعميم، معتبرا أن التعميم «قاتل ومدمر»، لافتا إلى أن هذا لا ينفي وجود فساد عند بعض المؤلفين.