القذافي يقترح للمرة الأولى تعيين نجله في منصب حكومي لمتابعة خدماته لليبيا

خلال اجتماع في مدينة سبها تجاهلته وسائل الإعلام الرسمية

TT

في تطور لافت على صعيد المستقبل السياسي لنجله الثاني المهندس سيف الإسلام، دعا الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي أعضاء المؤتمرات الشعبية الأساسية في ليبيا (المحليات والبلديات) إلى إيجاد صيغة رسمية تمكن نجله من القيام بدوره وما وصفه بواجبه تجاه الشعب الليبي.

وكان القذافي يتحدث مساء أول من أمس في اجتماع سري عقده في مدينة سبها الليبية بعيدا عن وسائل الإعلام المحلية والدولية، مخاطبا المئات من أنصاره وقيادات من حركة اللجان الثورية ومسؤولين من مؤتمر الشعب العام (البرلمان)، بمناسبة مرور خمسين عاما على تشكيله حركة الوحدويين الأحرار. وتعد هذه المرة الأولى التي يشير فيها القذافي بشكل علني وصريح إلى احتمال تولي نجله الثاني، الذي يعتقد أنه يقود تيارا إصلاحيا يحظى بتأييد قطاع عريض من الشباب وبموافقة ضمنية من الحكومات الغربية، منصبا حكوميا داخل الهيكل الإداري للدولة الليبية.

ولم يصدر على الفور أي تعقيب رسمي من نجل القذافي، بينما لم يكن متاحا حتى مساء أول من أمس الاتصال به عبر هاتفه النقال.

ويشغل نجل ثان للقذافي هو المعتصم منصب مستشار الأمن القومي الليبي، بينما شقيقه الأكبر محمد يدير قطاع الاتصالات، كما يتولى هانيبال القذافي إدارة الأسطول البحري الليبي وشقيقه خميس منصبا مهما داخل الجيش الليبي.

وكان سيف الإسلام القذافي الذي لعب دورا حيويا في استعادة المواطن الليبي عبد الباسط المقرحي إلى ليبيا مجددا بعدما أمضى عشر سنوات في محبسه باسكتلندا بتهمة تفجير طائرة لوكيربي عام 1989، وساهم في تحسن العلاقات الليبية مع الغرب والولايات المتحدة، قد أعلن العام الماضي اعتزاله بشكل مفاجئ الحياة السياسية والعامة في ليبيا.

ورفض سيف الإسلام العديد من المناشدات الشعبية والشبابية التي وجهت إليه للتراجع عن قراره، مكتفيا برئاسته لمنظمة غير حكومية هي مؤسسة القذافي للتنمية يستخدمها واجهة لعمله في المجال الخيري والإنساني.

وقبل عدة أسابيع انضم نجل القذافي إلى معهد لندن للاقتصاد والعلوم الاقتصادية التابع لجامعة لندن، معلنا أنه سيمضي معظم وقته في متابعة عمل أكاديمي يتعلق بالدراسات السياسية والاستراتيجية.

لكن العقيد معمر القذافي عاد مساء أول من أمس ليشيد بالجهود التي بذلها نجله سيف الإسلام ووصفه بأنه رجل مخلص ويحب ليبيا.

ونقلت صحيفة «ليبيا اليوم المستقلة» عبر موقعها الالكتروني عن شهود عيان حضروا خطاب للقذافي أن سيف الإسلام يواجه مشكلة كونه لا يشغل منصبا في الدولة الليبية وهو ما يربك عمله لصالح ليبيا.

واقترح الزعيم الليبي على أعضاء المؤتمرات الشعبية إيجاد «صيغة تمكن نجله من القيام بواجبه تجاه ليبيا»، معتبرا أن أمانة اللجنة الشعبية العامة (الحكومة) مدتها أربع سنوات وكذلك أمانة مؤتمر الشعب العام، وهي مناصب محدودة بزمن لا تمكنه من تنفيذ برامجه لصالح ليبيا الغد.

وتجاهلت وكالة الأنباء ووسائل الإعلام الرسمية الليبية تصريحات القذافي في هذا الخصوص، واكتفت بالإشارة إلى أنه التقى أول من أمس فعليات الشعب الليبي التي عقدت ملتقاها بمدينة سبها. وقالت «إن الحضور جددوا تأكيد الالتحام الأبدي بالقذافي وتمسكهم بسلطة الشعب الذي لا سلطة لسواه باعتبارها خياراً استراتيجياً أبدياً لا مجال للتراجع عنه».

إلى ذلك، أكد الاتحاد الدستوري الليبي المعارض في بيان لـ«الشرق الأوسط» أن الملكة فاطمة السنوسي آخر ملكات ليبيا، دفنت في مقبرة حمزة بن عبد المطلب (رضي الله عنه)، بعد الصلاة عليها في الحرم النبوي الشريف عقب صلاة العصر أمس.

وأشاد الاتحاد بما وصفه بموقف الملكة الراحلة من نظام سبتمبر (العقيد القذافي) على مدى أربعة عقود من الزمن، وبمواجهتها الأبيّة لضغوطه ومغرياته التي تهاوى فطاحل الرجال وزعماء الشعوب ومشايخ القبائل أمام نسبة ضئيلة مما تعرّضت له منها.

وتوفيت الملكة الراحلة في القاهرة يوم الأحد الماضي عن عمر ناهز الـ99 عاما في أحد المستشفيات الخاصة بعدما عانت لثلاثة أسابيع من غيبوبة، علما بأنها أمضت سنواتها الأربعين الأخيرة في منفاها الاختياري بمصر ولم تزر ليبيا ولو لمرة واحدة مطلقا بعد قيام القذافي بالثورة التي أطاحت في شهر سبتمبر (أيلول) عام 1969 بنظام حكم زوجها الملك الليبي الراحل إدريس السنوسي.