اليمن: إصابة قائد عسكري في الضالع.. والداخلية توجه بوضع حد للاحتجاجات في الجنوب

صنعاء تؤكد أن إيران زودت الحوثيين بأسلحة متطورة قبل نشوب الحرب السادسة في صعدة

TT

تعرض قائد عسكري يمني أمس لإصابة برصاص مسلحين يعتقد أنهم ينتمون إلى قوى «الحراك الجنوبي السلمي» في جنوب اليمن، في الوقت الذي شددت فيه وزارة الداخلية اليمنية على ضرورة وضع حد للتظاهرات المتواصلة في الجنوب والمطالبة بالانفصال أو «فك الارتباط» بين الشطرين الشمالي والجنوبي.

وأصيب قائد كتيبة الدبابات في اللواء 135 المرابط في محافظة الضالع اليمنية الجنوبية أمس برصاص مسلحين محتجين نصبوا نقطة وقطعوا الطريق العام في مدينة الضالع، وذلك احتجاجا على اعتقال السلطات الأمنية اليمنية للمحامي محمد مسعد ناجي الملقب بالعقلة وهو قيادي في «الحراك الجنوبي» وعضو في المجلس المحلي (البلدي).

وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن المسلحين المحتجين نصبوا النقطة المسلحة في منطقة سناح، بالقرب من مبنى المجمع الحكومي في المحافظة ومنعوا مرور السيارات العسكرية والحكومية، غير أن القائد العسكري حاول المرور بصورة «استفزت» المسلحين، بحسب الشهود، وهو ما أدى إلى تبادل لإطلاق النار، أصيب خلاله المسؤول العسكري برصاصة في الفخذ، قبل أن يتم نقله إلى أحد مستشفيات عدن، كبرى مدن جنوب اليمن.

يأتي هذا الحادث بعد يومين فقط من تظاهرة كبرى، شارك فيها عشرات الآلاف من أنصار «الحراك الجنوبي» احتضنتها مدينة الحبيلين، مركز مديريات ردفان، بمحافظة لحج، وهي التظاهرة التي شارك فيها أبناء المحافظات الجنوبية الست، والتي نُظمت بمناسبة الذكرى 46 لثورة 14 أكتوبر (تشرين الأول) 1963م، التي قامت ضد الاستعمار البريطاني، حينها.

في هذه الأثناء، أزعجت الفعاليات الاحتجاجية المتواصلة في الجنوب السلطات اليمنية، ووجهت أمس وزارة الداخلية اليمنية، فروعها في المحافظات الجنوبية والشرقية (إدارات أمن المحافظات)، بضرورة وضع حد لـ«المسيرات غير المرخصة والمخالفة للقانون نظرا إلى ما تسببه من إقلاق للأمن والاستقرار ولما ينجم عنها من مظاهر فوضى وأعمال شغب تطال الممتلكات العامة والخاصة»، وقال مركز الإعلام الأمني التابع للوزارة إن قيادتها «شددت على أهمية ملاحقة منظمي هذه المسيرات والمحرضين علي قيامها, وكذا الأشخاص الذين يدعون إليها, وتحميلها كامل المسؤولية عن تداعياتها».

واعتبرت الداخلية اليمنية الفعاليات الاحتجاجية في الجنوب من مسيرات ومظاهرات بأنها «تستهدف بدرجة رئيسية الأمن والاستقرار والسلم الأهلي», وهو الأمر الذي يستدعي من وجهة نظر الوزارة «من إدارات الأمن في المحافظات الجنوبية والشرقية عدم التساهل معها, انطلاقا من قانون تنظيم المسيرات والمظاهرات الذي يوجب الحصول على إذن مسبق من الجهات المختصة للقيام بأي مسيرة أو مظاهرة».

وصعّد الناشطون الجنوبيون ومنذ بداية العام الجاري، من فعالياتهم الاحتجاجية التي أقيمت في أكثر من محافظة ورفعت شعارات وأعلاما شطرية، وسقط خلال قمع أجهزة الأمن اليمنية لبعض تلك الفعاليات، عشرات القتلى والجرحى، واعتقل المئات. وكان الشطران الشمالي والجنوبي، توحدا في الـ22 من مايو (أيار) عام 1990م، بصورة سلمية في وحدة اندماجية، غير أن الطرفين ما لبثا أن تقاتلا في صيف 1994م، بعد أزمة سياسية عاصفة، وجاءت نتائج الحرب لصالح الطرف الشمالي أو ما سُمي حينا بـ« قوات الشرعية».

إلى ذلك كشفت مصادر يمنية عن تزويد إيران للحوثيين بأسلحة متطورة قبل نشوب الحرب السادسة في صعدة وحرف سفيان في الـ11 من أغسطس (آب) من العام الجاري. وقالت ذات المصادر إن إيران رفعت من القوة القتالية للحوثيين بهذا بتقديم هذه الأسلحة ومدت من فترة هذه الحرب بتزويد المتمردين بصواريخ متطورة مضادة للدروع، وذكرت مصادر صحافية في صنعاء أن هذا النوع من الصواريخ ذات الكفاءة القتالية العالية قد تم نقلها عبر البحر الأحمر من ميناء إفريقي على سفينة إيرانية حملت هذه الصواريخ من ذلك الميناء عابرة البحر الأحمر الذي يطل عليه عدد من المواني اليمنية، وقالت المصادر إن السفينة الإيرانية المحملة للصواريخ رست قبالة السواحل اليمنية الواقعة على المنطقة البحرية للميناء اليمني في مدينة ميدي المطلة على البحر الأحمر حيث أفرغت السفينة الإيرانية من حمولتها من الصواريخ بنقلها على قوارب صغيرة وتخزينها في مزارع وأماكن قريبة من الميناء حتى تمكن الحوثيون من نقل هذه الصواريخ من أماكن التخزين إلى مناطق متعددة إلى مناطق المرد في صعدة وحرف سفيان بعد المرور من محافظتي حجة والحديدة. فيما قالت ذات المصادر إن مسؤولين متورطين رتبوا لدخول السفينة الإيرانية ونقل ما كان عليها من صورايخ إلى سواحل ميدي، وقالت إن أجهزة الأمن وقفت عددا من المشتبهين والمتورطين في هذه العملية، وإن التحقيقات جارية من قِبل السلطات الأمنية مع اثنين من المضبوطين على ذمة هذه القضية، فيما كانت ذات المصادر ذكرت في وقت سابق أن قاربَي صيد تفجرا بميناء ميدي كانا حُمّلا بالأسلحة، مشيرة إلى أن تلك الأسلحة كانت في الطريق لتزويد الحوثيين بها، وأكدت أن تفجير القاربين حدث عندما اشتبكت القوات البحرية اليمنية مع الأشخاص الذين كانوا يحاولون تهريب هذه الأسلحة.