بن لادن منع أجهزة التكييف والثلاجة في منزله.. وكان يعشق السيارات السريعة الفاخرة

الزوجة السورية لزعيم «القاعدة» ونجله عمر يكشفان عن تفاصيل في حياته

عمر بن لادن وزوجته البريطانية زينة في لقطة حديثة («الشرق الأوسط») وصورة غلاف الكتاب الجديد
TT

يعرض كتاب الحياة الخاصة لأسامة بن لادن زعيم «القاعدة» نهاية هذا الشهر في بريطانيا, وهو بقلم زوجته نجوى وابنه الرابع عمر المتزوج من البريطانية زينة والذي يعيش حاليا في العاصمة القطرية الدوحة. وشارك في كتابة الحياة الخاصة لابن لادن أيضا الكاتبة والمحاضرة الأميركية جين ساسون. ويعرض الكتاب في نسخته الأميركية حاليا للبيع بـ 17.5 دولار. ويتحدث الاثنان عن تحول بن لادن من مراهق ورع إلى وجه عالمي للتطرف. وقد تنقلت عائلته خلال ذلك من السعودية وباكستان والسودان وأفغانستان وفي إحدى المراحل إلى الولايات المتحدة، كما تقول نجوى.

وفي الكتاب تركز نجوى وهي من سورية ونجله عمر على التفاصيل الخاصة بحياة ابن لادن, ويصفان أسامة بن لادن بأنه كان الأب الصارم الذي حظر لعب الأطفال والأجهزة الالكترونية الحديثة في المنزل خلال حياتهم في أفغانستان والسعودية والسودان، ولكن كان أيضا محبا لزراعة الزهور إضافة إلى السيارات الحديثة. وبحسب مقربين من عمر بن لادن في الكتاب صور خاصة جدا تنشر لأول مرة لعائلة ابن لادن من بينها صور لعمر وهو طفل صغير وأشقائه ثم مع والده في أفغانستان ثم مع هواية تربية وركوب الخيل التي يعشقها. أما نجوى فقد كانت معزولة مع زوجات ابن لادن الأخريات، في منزل بسيط يخلو من مكيفات الهواء الحديثة في السعودية وفي السودان. أما عمر فيقول «والدي لم يكن يسمح لأمي بتشغيل مكيف الهواء الذي ركبه مقاول البناء في الشقة ولم يكن يسمح لها باستخدام الثلاجة التي كانت تقف في المطبخ». وفي الكتاب الذي سينشر في نهاية هذا الشهر أعطت زوجته نجوى وابنه عمر ملاحظات نادرة عن حياة ابن لادن الشخصية حتى وقوع هجمات سبتمبر (أيلول) 2001 ضد الولايات المتحدة. ويوضح الكتاب تحول ابن لادن من فتى صغير تزوج حديثا إلى رمز عالمي للتطرف، وهو الدور الذي دفع عائلة ابن لادن إلى الترحال بين السعودية وباكستان والسودان وأفغانستان. وعند نقطة واحدة، كشفت نجوى أن ابن لادن سافر أيضا إلى الولايات المتحدة. وقالت نجوى لجان ساسون التي ساعدت في تأليف الكتاب «أمضـينـا هناك أسبوعين وقضى ابن لادن احدهما في لوس انجليس للقاء بعض الرجال في المدينة». وأضافت أن الاجتماع كان مع عبد الله عزام بعد وقت قصير من اندلاع الثورة الإسلامية في إيران عام 1979.

وبحسب نجوى زار ابن لادن انديانابوليس ولوس انجليس لعقد اجتماع مع مرشده الروحي، رجل الدين الفلسطيني عبد الله عزام الزعيم الروحي للأفغان العرب. وأضافت «إنهما مكثا في أميركا مدة أسبوعين فقط، كان ابن لادن غائبا في لوس انجليس لمقابلة بعض الرجال في هذه المدينة», مشيرة إلى أن الاجتماع كان مع عزام. وبعد هذه الزيارة بوقت قصير سافر ابن لادن إلى باكستان وأفغانستان للقتال ضد الاحتلال السوفياتي. وبعودته من هذه الرحلة الطويلة اخبر أولاده بحكايات عن المعارك في الجبال والكهوف الأفغانية لطرد القوات السوفياتية من أفغانستان». وفي نهاية المطاف عاد إلى السعودية، ولكنه في المنزل يعاقب أطفاله الذين وصل عددهم في ذلك الوقت إلى أكثر من 12 طفلا وكان صارما على نحو متزايد كان يضحك رغم انفه». وفي الوقت نفسه عاشت نجوى في عزلة مع زوجات أسامة بن لادن الأخريات الجديدات، والتي اختارت نجوى بنفسها أحداهن لابن لادن. ورغم هذا النفور من الأجهزة الالكترونية الحديثة، كان ابن لادن يعشق السيارات السريعة الفاخرة، وشمل على الأقل في أسطوله سيارة من نوع مرسيدس ذهبية اللون. بل انه اشترى في إحدى المرات زورقا سريعا. ولم يكن هناك شيء يرضي ابن لادن أكثر من قضاء يوم كامل في قيادة السيارات بسرعة في الصحراء فيما كان يترك سياراته ويمشى لمسافات طويلة. وبعد أن اجبر ابن لادن على العيش في المنفى في السودان كان يتمتع بزراعة زهور دوار الشمس وزراعة الذرة فيما كان يدبر مؤامرات للاغتيال وبناء شبكة «القاعدة». وتقول نجوى إنه أجبر العائلة على قضاء ليال في الصحراء، مع التراب فقط كغطاء من البرد. كما أجبر أبناءه على تسلق الجبال في الصحراء دون ماء لتقوية عزيمتهم قبل أن تحل الأوقات العصيبة. وطبقا لنجوى فقد كانت هناك لحظات فيها شيء من البهجة والمرح أعجب خلالها أولاده به كفارس يمتطي الخيل, وتضيف أن زوجها يتحدث الانجليزية بطلاقة وكان نابغة في الرياضيات. وقالت نجوى إن «هواية أسامة المفضلة كانت العمل في الأرض وتربية أفضل محاصيل الذرة واكبر نباتات دوار الشمس». إلا أن حبه للطبيعة كان يختلط بحبه المتزايد للسياسة.