عاكف: سأعمل على انتخاب خليفتي عبر مجلس شورى

مرشد الإخوان يصر على التنحي.. وقيادات بالجماعة: «الظروف لا تسمح»

TT

أعلن مرشد الإخوان مهدي عاكف إصراره على التنحي عن موقعه بانتهاء ولايته بعد أربعة أشهر من الآن، قائلا إنه سيعمل على انتخاب خليفته عبر مجلس شورى الجماعة، وليس مكتب الإرشاد. لكن قيادات بالإخوان ردت بقولها إن «الظروف لا تسمح» بإجراء انتخابات مجلس شورى الجماعة لاختيار مرشد جديد.

وقال عاكف لـ«الشرق الأوسط» إنه لا ينوي التراجع عن موقفه بشأن عدم تجديد ولايته كمرشد عام، التي ستنتهي في فبراير (شباط) القادم، مشددا على عزمه أن يكون المرشد العام الجديد للجماعة منتخبا عبر مجلس شورى الجماعة، وليس عن طريق مكتب الإرشاد.

وقال عاكف: «إن الجماعة حققت خلال الأيام الماضية نصرا عظيما بعد استكمال الانتخابات الداخلية لاختيار كامل هيئة مجلس الشورى، على الرغم من الملاحقات الأمنية التي طالت الإخوان بطول وعرض البلاد».

لكن مصادر أخرى داخل الجماعة شككت في إمكان انتخاب المرشد عبر مجلس شورى الجماعة، مؤكدة أن المناخ العام لا يسمح بمثل هذا الإجراء. وقال الدكتور محمد حبيب، النائب الأول للمرشد، إن الجماعة تفضل أن ينتخب المرشد من خلال مجلس الشورى لكن هذا أمر تقرره الظروف، مشيرا إلى أن ثمة عقبات تواجه الانتخابات على رأسها عدم اكتمال النصاب لغياب كوادر وقيادات الجماعة خلف قضبان السجون واستمرار التضييق الأمني. وأضاف حبيب: «إننا سنسعى جاهدين لكي يعدل المرشد عن قراره، وفي حال تمسكه بموقفه سنرجئ اختيار مرشد جديد عبر انتخابات مجلس شورى الجماعة حتى يتوفر المناخ المناسب».

وقالت مصادر إخوانية أمس، إن هذا التضارب يعكس انقساما داخل صفوف الجماعة، تجلى خلال الأيام الماضية في ضغط مارسته كوادر الصف الثاني والثالث من الجماعة، الذين حققوا نجاحات غير متوقعة في الانتخابات الماضية، لتصعيد عصام العريان القيادي بالجماعة لعضوية مكتب الإرشاد.

وكانت مصادر مقربة من العريان قد أكدت لـ«الشرق الأوسط» أحقيته في عضوية مكتب الإرشاد دون انتخابات لحصوله على 40% من أصوات مجلس شورى الجماعة. لكن الجناح الآخر، وعلى رأسه نائب المرشد الأول، يرى أن هذا البند من اللائحة لا يطبق إلا في حال إجراء انتخابات كلية، حيث إن الانتخابات الماضية التي شهدت تصعيد 5 قيادات جديدة لعضوية مكتب الإرشاد كانت انتخابات جزئية.

ويرجح المراقبون أن يكون الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، المسجون حاليا على ذمة قضية ما يعرف باسم «التنظيم الدولي للإخوان»، منافسا قويا للدكتور محمد حبيب في خلافة عاكف. ولم تجر جماعة الإخوان المسلمين في مصر انتخابات مجلس الشورى منذ عام 1995 بعد تلقيها ضربة قوية باعتقال عدد كبير من قياداتها أثناء اجتماع للمجلس في المقر السابق للجماعة في التوفيقية وسط القاهرة، وتمت إحالتهم للمحكمة العسكرية في ذات العام.