مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط»: لا نعرف حقيقة انفجار الجنوب.. وعندما حصل لم تكن لدينا وسائل مراقبة في المكان

الناطقة باسم «اليونيفيل» تقول إن التحقيقات جارية لتحديد ما إذا كان قد تم نقل أغراض من مكان الحادث

TT

قال مصدر أمني رفيع المستوى لـ«الشرق الأوسط» إن «الأدلة المتعلقة بانفجار بلدة طير فلسيه في جنوب لبنان، التي حصلنا عليها ليست متطابقة مع الواقع. لذا لا نستطيع إعطاء صورة واضحة عن الحادث». وأضاف: «عندما تحصل هذه الأمور لا يمكن إعطاء معلومات بشأنها ما لم نكن موجودين في المكان أو لدينا وسائل مراقبة، لذا نضم جهودنا وتقنياتنا إلى جهود القوات الدولية لنرى إلى أين سنصل». وتابع: «حاليا لا نعرف الحقيقة. وقبل ذلك لا يمكن قول أي شيء. نعرف أن لدينا صوت انفجار. ونحن ننطلق من هذا المعطى لنتابع تحقيقاتنا. ومن الأفضل التكتم بانتظار وضوح الصورة. فنحن لا نستطيع إعطاء معلومات أكثر مما لدينا».

وعن الصور التي بثتها إسرائيل والتي ادعت أنها تتضمن عملية نقل أسلحة لحزب الله من طير فلسيه إلى بلدة دير قانون النهر، قال المصدر الأمني: «لا أحد يعرف حقيقة الصور. إسرائيل لديها تقنيات متطورة، وتستطيع أن تركب صورا أو تنشر جزءا من معلومات وتتحفظ على جزء آخر لتبدو الأمور كما تشاء. لذا لا نعتبر ما تبثه مرجعا بالنسبة إلينا».

وكانت الناطقة باسم القوة الدولية (اليونيفيل) في الجنوب، ياسمينا بوزيان، قد تحدثت إلى الوكالة الوطنية للإعلام عن استمرار «اليونيفيل» في تحقيقها حول الحادثة التي وقعت في بلدة طير فلسيه بالتعاون الوثيق مع الجيش اللبناني. وقالت: «لا تزال (اليونيفيل) في مرحلة تحليل المعلومات والبراهين المتوفرة للتثبت من الظروف وتأسيس الوقائع المتعلقة بهذا الحادث وأسبابه، كما يستمر الجيش اللبناني و(اليونيفيل) بالتحقيق من أجل تحديد واستعادة أغراض يمكن أن تكون قد نقلت من مكان الحادثة».

وأضافت: «في هذا الإطار تفقد الجيش اللبناني و(اليونيفيل) موقعا مشتبها فيه بقرية دير قانون النهر، حيث تم فحص شاحنة كانت مركونة داخل جراج في البلدة من قبل الجيش اللبناني. ويقوم فريق تابع للقوات الدولية والجيش اللبناني بجمع الأدلة، كما أزال فريق التحقيق ما يعتقد أنه باب الجراج في طير فلسيه، الذي وجد في شاحنة ثانية في المنطقة المجاورة». وأشارت إلى ضرورة انتظار نتائج التحقيق قبل التوصل إلى نتيجة نهائية، مضيفة أن «قيادة (اليونيفيل) على اتصال وثيق بجميع الأطراف، والوضع هادئ بشكل عام، كما تستمر بمساعدة الجيش اللبناني لضمان أمن منطقة عملياتها الواقعة بين نهر الليطاني والخط الأزرق، والتأكد من انها خالية من أي عناصر مسلحة موجودة وأسلحة غير تلك التابعة لحكومة لبنان والقوات الدولية، كما نص قرار مجلس الأمن 1701».

وعن شريط الفيديو الإسرائيلي ومحتواه، قالت بوزيان: «إن تقويم القوات الدولية للحادث سوف يكون مبنيا على ما يجده فريق تحقيقها، الذي لا يزال حاليا مستمرا، لذلك علينا أن ننتظر حتى نهاية التحقيق». أما عن خرق الطائرات الإسرائيلية للقرار 1701، كما أعلن لبنان، قالت: «إن موقف الأمم المتحدة من الخروقات الجوية الإسرائيلية واضح جدا، وأن الطلعات الإسرائيلية خرق للقرار 1701 ولسيادة لبنان، وإسرائيل تستمر بطلعاتها الجوية في سماء لبنان وبشكل يومي تقريبا وبأعداد كبيرة، وقد طالبها الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، ومجلس الأمن وقيادة القوات الدولية بوقف هذه الطلعات». وأضافت: «نحن نسجل كل الطلعات الجوية، ونحتج عليها مباشرة لدى إسرائيل، ونبلغ مجلس الأمن عبر المقر العام للأمم المتحدة في نيويورك».

من جهة ثانية، شهدت مزارع شبعا وتلال كفر شوبا شهدتا، منذ ليل أول من أمس وحتى فجر أمس، تحليقا مكثفا للطيران المروحي الإسرائيلي حيث نفذت المروحيات طيرانا دائريا فوق المواقع الإسرائيلية داخل المزارع الأمامية والخلفية، فيما شوهدت، صباح أمس، دورية إسرائيلية تجوب الطريق الإسرائيلي الذي يربط مستعمرتي المطلة ومسكافعام. وكانت إحدى الآليات تجرّ وراءها آلة معدنية لفحص الشريط الشائك المطل على كفر كلا والعديسة.

كما شوهدت دوريات إسرائيلية مكثفة على طول الخط الأزرق انطلاقا من تلال العديسة غربا حتى محور العباسية الشائك شرقا. وعملت عناصر الدوريات على تمشيط الطريق العسكري المحاذي للسياج الحدودي الشائك على طول هذا الخط وقامت أيضا بتفقد الكاميرات والنظام الإلكتروني المثبت عليه. وشوهدت صباحا دورية إسرائيلية تجتاز الخط الوهمي الذي يشطر بلدتي الغجر إلى شطرين، كما حلّقت صباحا مروحية دولية فوق الخط الأزرق وصولا حتى مرتفعات سدانة وجبل الشيخ.

إلى ذلك، عقد الجيش اللبناني و«اليونيفيل» اجتماعا في مركز الكتيبة الإسبانية في معسكر العباسية ليلا للتنسيق ووضع خطة لفتح طريق العباسية ـ الوزاني مرورا بمحاذاة الشطر الشمالي اللبناني لبلدة الغجر على أن يتسلمها الجيش، وهي طريق مقفل منذ حرب يوليو (تموز) 2006 لأسباب أمنية، وسوف يقوم الجيش بفتحها أمام المزارعين للوصول إلى أرزاقهم وتحت حماية الجيش. وكانت الكتيبة الإسبانية ما زالت تشرف على تلك الطريق وتسده من أوله إلى آخره بالسواتر الترابية والأسلاك الشائكة بعدما منع العدو الإسرائيلي فتحه عقب عدوان يوليو (تموز) 2006 لأسباب اعتبرها أمنية، وذلك لأن البلدة تلاصق بلدة الغجر المحتلة.