وصل النائب الهولندي اليميني المتطرف خيرت فيلدرز، المعروف بعدائه للإسلام، إلى بريطانيا أمس، بعد أيام من حصوله على قرار من محكمة بريطانية سمحت له بدخول البلاد. ووصف فيلدرز الذي كان مُنع من دخول بريطانيا في فبراير (شباط) الماضي، قرار السماح له بالدخول إلى البلاد على أنه «انتصار لحرية التعبير». وعقد فيلدرز الذي كان مُنع من الدخول في وقت سابق لأنه يشكّل خطرا على الأمن العام بسبب أفكاره المعادية للإسلام، مؤتمرا صحافيا في البرلمان البريطاني أمس، في وقت تجمع فيه عشرات المتظاهرين في الخارج ينددون بوجوده.
وقال فيلدرز في مؤتمر الصحافي إنه لا مشكلة لديه مع المسلمين، ويعرف أن معظم المسلمين في بلاده يطيعون القانون، إلا أنه أضاف: «لدي مشكلة مع آيديولوجية الإسلام، والثقافة الإسلامية، لأنني أشعر أنه كلما وُجد مسلمون أكثر، قلت الحريات في مجتمعاتنا». وقال: «أن أكون هنا، هو انتصار. ليس انتصارا لذاتي، ولكن لحرية التعبير. من السخافة أن الحكومة البريطانية تعتقد أن وجودي هنا سيؤدي إلى العنف. لا أتعاطى العنف، ولست متطرفا، أنا سياسي منتخب بطريقة ديمقراطية». ولن يعرض فيلدرز هذه المرة فيلم «فتنة» الذي ينتقد القرآن ويصفه بأنه كتاب «فاشي». وكان يأمل أن يعرضه في مجلس اللوردات في فبراير (شباط) الماضي، لكنه مُنع من دخول بريطانيا حينها بعد وصوله إلى مطار لندن، وأعيد من مطار هيثرو إلى بلاده. إلا أنه قال إنه لا يزال يأمل أن يعرض الفيلم في مجلس اللوردات في المستقبل.
وقد وصف المجلس الإسلامي في بريطانيا فيلدرز بأنه «واعظ في الكراهية من دون هوادة». ولم يستنكر أو يرحب المجلس بالسماح للنائب اليميني المتطرف بدخول بريطانيا، ولكنه انتقد الترحيب فيه باسم «حرية التعبير».
وسيلتقي فيلدرز اللورد بيرسون، عضو حزب الاستقلال البريطاني «يوكيب» في مجلس اللوردات، الذي كان وجّه إليه الدعوة الأولى في فبراير (شباط) للحضور إلى مجلس اللوردات وعرض فيلم «فتنة».
وخارج مجلس اللوردات، تجمع عدد من المتظاهرين ينددون بوجود فيلدرز، ورفع بعضهم لافتات كُتب عليها: «الإسلام سيسيطر على العالم»، و«حكم الشريعة في هولندا». وقال عبد الله أمين (أحد المتظاهرين): «خيرت فيلدرز هو عدو للإسلام، وعدو لله، وهذا يعني أنه عدونا، وسنعلي أصواتنا ضده، ضد الشر الذي يقوم به». وقال أمين إنه لم يكن يجب السماح للنائب الهولندي بدخول بريطانيا، وانتقد القوانين البريطانية التي يناقض بعضها بعضا. وكانت وزارة الداخلية البريطانية عبّرت عن خيبتها من السماح لفيلدرز بالدخول إلى بريطانيا، وقال ناطق باسم الوزارة: «قرار عدم السماح له بالدخول اتُّخذ بناء على أن وجوده قد يشعل الحساسيات بين المجتمعات ويؤدي إلى عنف داخلي، ولا نزال متمسكين بوجهة النظر هذه».