الخارجية الإريترية تعترف بحدوث وفيات في صفوف طلبة جامعة أسمرة

TT

اعترفت الخارجية الاريترية في بيان لها امس صحة حدوث وفيات في صفوف طلبة جامعة اسمرة المحتجزين منذ أكثر من عشرة أيام في معسكر «ويعا» الواقع جنوب ميناء مصوع على البحر الأحمر. وقال البيان ان الطالبين يرغا يوسيف ويماني مكنن توفىا لقلة التحضير اللوجستي الكافي في المعسكر.

ونفى البيان الذي صدر في اسمرة في نفس الوقت حدوث الوفيات في معسكرات اعتقال، كما ذكرت بعض وسائل الاعلام الأجنبية في اشارة الى المعسكر الذي وصفه الطلبة بالمكان الذي اختير بعناية كبيرة من قبل الحكومة واتخذته مكاناً لاخضاع الطلبة بسبب رفضهم القرار الحكومي الخاص بالخدمة الوطنية الصيفية الالزامية ومطالبتهم بحقوقهم السياسية.

وعبر بيان الخارجية الاريترية عن أسف الحكومة الشديد لما حدث من وفيات في صفوف الطلاب، واصفاً اياه بانه نتيجة للظروف المناخية الصعبة في اشارة الى لظروف الطبيعة القاسية في تلك البقعة. كما نكرت الخارجية بشدة احتجاز بقية الطلبة في معسكرات اعتقال، وقالت انهم سيتمكنون من العودة الى منازلهم وأسرهم قريباً قبل ان تستئناف الدراسة في الجامعة في سبتمر (ايلول) المقبل. وكان الطالبان المتوفيان ضمن مجموعة تتكون من نحو 2000 طالب اخذوا عنوة من قبل السلطات الأمنية الى معسكرات في منطقة «ويعا» التي تبعد عن ميناء مصوع على ساحل البحر الأحمر بنحو 30 كيلومتراً بعد رفضهم المشاركة في برنامج عمل حكومي صيفي وتضامنهم مع رئيس اتحاد الطلبة المعتقل في احد السجون منذ اسابيع بدون محاكمة.

وفقا للبيان الحكومي، فان أول الوفيات بين الطلبة حدثت في الرابع عشر من أغسطس (آب) الحالي، فيما توفي الآخر في التاسع عشر من نفس الشهر بعد ان خضع للعلاج في احد المستشفيات لمدة أسبوع.

وكان هبتآب اسحاق عميد جامعة أسمرة قد صرح عقب وفاة الطالب يماني مكنن ان الطالب تعرض لضربة شمس في معسكر «ويعا» الصحراوي ونقل على اثرها الى مستشفى «حليبات» وانه لم يستجب للاسعافات الأولية التي قدمت له ليفارق بعدها الحياة صباح الأحد الماضي.

وكان نبأ وفاة الطالبين يرغا يوسيف ويماني مكنن قد خيم بظلاله على الأسر وأولياء أمور الطلبة المحتجزين خوفاً ان تتبعها وفيات اخرى في صفوفهم نتيجة للظروف والطريقة التي تمت بها عملية الاحتجاز في منطقة تتعدى درجة الحرارة فيها الخمسين درجة مئوية كما انعكس بدوره على الاريتريين في الداخل والخارج. يذكر ان جامعة اسمرة وباحاتها شهدت في الأيام الماضية مظاهرات وحشودا نظمت بطريقة عفوية من قبل أولياء أمور الطلبة المحتجين على قرارات الحكومة المتعلقة باحتجاز أبنائهم واخذهم الى معسكرات اعتقال خارج العاصمة اسمرة في ظروف مناخية سيئة وشهدت تدخل الشرطة لتفريق المحتجين الذين طالبوا بعودة أبنائهم في أقرب فرصة، وهو الأمر الذي جعل الحكومة تصدر البيان المذكور في خطوة الهدف منها ربما طمأنة أولياء أمور الطلبة وايضاً الشارع الاريتري الذي بدأ يتفاعل مع الأزمة وينظر اليها بمنظور خاص.