إسرائيل تطمئن سورية ودولا مجاورة أخرى بشأن مناورات عسكرية مشتركة مع الولايات المتحدة

التدريبات تبدأ اليوم وهي الأضخم في تاريخ العلاقات بين البلدين

TT

عشية انطلاق أضخم تدريبات عسكرية مشتركة بين إسرائيل والولايات المتحدة، التي تبدأ اليوم وتستمر أسبوعين كاملين، بعثت إسرائيل برسائل طمأنة إلى سورية وباقي الجيران توضح فيها أن هذه مجرد تدريبات لا تمس أيا منها.

وقالت إسرائيل في تلك الرسائل إن هذه التدريبات، رغم نطاقها الواسع، تعتبر تقليدية، فهي تتم للسنة الخامسة على التوالي مع قوات البحرية الأميركية. إلا أن متابعي هذه التدريبات، يؤكدون أنها في هذه المرة تتخذ طابعا مختلفا جوهريا عن المرات السابقة، فهي الأضخم والأطول والأوسع نطاقا في تاريخ التدريبات المشتركة. وفي حين كانت التدريبات السابقة تتحدث عن تنسيق وتعاون بين جيشي البلدين، يجري الحديث هذه المرة عن قتال مشترك في صد عدو أو أعداء إسرائيل. وهدفها التوضيح «لهؤلاء الأعداء» أن الجيش الأميركي سيحارب مباشرة إلى جانب إسرائيل في أي هجوم محتمل.وتعطي القيادتان، السياسية والعسكرية، في البلدين أهمية قصوى لهذه التدريبات، حيث إن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غابي أشكنازي، التقى قائد القوات المشتركة الأميركية، مايك مولان، عدة مرات بشأنها، آخرها في فرنسا قبل أسبوعين. ووضعت الولايات المتحدة في قيادة هذه التدريبات، الأدميرال مارك فيتزجيرالد، قائد القوات الأميركية في أوروبا. وتجري هذه التدريبات في إطار عدة سيناريوهات محتملة، تتعرض إسرائيل بموجبها إلى هجوم بالصواريخ طويلة المدى من إيران وحدها، أو من إيران وسورية معا، أو هجوم صاروخي أوسع تشارك فيه، إضافة إلى دمشق وطهران، كل من صواريخ حزب الله اللبناني قصيرة ومتوسطة المدى وصواريخ حركة حماس الفلسطينية، قصيرة المدى، في آن واحد. وسيشارك في التدريبات إسرائيليا أسلحة الجو بما فيها المضادات الأرضية، والبحرية والمدفعية، بينما تشارك أميركا بـ17 حاملة طائرات، وقوات من سلاح المدفعية ووحدات المضادات الصاروخية الأرضية والبحرية. ووصلت عدة وحدات أميركية تضم صواريخ مضادة للصواريخ من طراز «باتريوت فاك» وصواريخ «تاد» و«هوك». كما ستشارك في التدريبات القوات الأميركية في قاعدة الرادار، التي أقامتها الولايات المتحدة قبل سنة في منطقة النقب في الجنوب الإسرائيلي وتعتبر منطقة أميركية مغلقة. وسيتم استخدام الذخيرة الحية في هذه التدريبات، لإسقاط صواريخ مشابهة للصواريخ الإيرانية طويلة المدى والصواريخ الكورية الموجودة في حوزة سورية. وقد بدأ الإعداد لهذه التدريبات على الأرض منذ وصول القوات الأميركية إلى إسرائيل في 16 سبتمبر (أيلول) الماضي. ورغم التأكيد الأميركي أن هذه التدريبات تتم على أساس دفاعي وليس هجوميا، إلا أن المراقبين يرون فيها رسالة مباشرة إلى إيران وحلفائها في المنطقة. وحسب مصادر إسرائيلية أمنية، فإن هذه التدريبات تثير قلق سورية وإيران، اللتين تتابعانها بمختلف الوسائل الاستخباراتية. وتنتظران نتائجها حتى تتضح لهما نقاط الضعف في قوة الدفاع الإسرائيلية. ولفتت هذه المصادر النظر، إلى تصريحات أدلى بها جنرال أميركي كبير سابق، هو تشارلز فالد، في نهاية الأسبوع ونشرت ببروز في إسرائيل أمس، حول حتمية الهجوم الأميركي الإسرائيلي المشترك على إيران.