زيارة سليمان لإسبانيا: اتفاق على تشكيل آلية لتقوية العلاقات الثنائية

مدريد أكدت للرئيس اللبناني التزامها بالجهود الهادفة للسلام

الرئيس اللبناني ميشال سليمان خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس في مدريد (أ.ب)
TT

أكد رئيس الحكومة الإسبانية خوسيه لويس رودريغيث ثاباتيرو أمس لرئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان أنه سيسعى من أجل تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط وإيجاد حل لوضع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، كما أكد التزام إسبانيا من أجل التوصل إلى اتفاق لمجابهة «كافة المشاكل» التي تعاني منها المنطقة. وكان ثاباتيرو قد اجتمع صباح أمس بالرئيس اللبناني في قصر مونكلوا، مقر الحكومة الإسبانية في إطار الزيارة التي يقوم بها سليمان إلى مدريد.

ومن جهته أكد الرئيس سليمان في الخطاب الذي ألقاه أثناء العشاء الرسمي الذي أقامه الملك خوان كارلوس على شرفه والوفد المرافق له مساء أول من أمس في قصر الشرق أن السلام في المنطقة لن يكون على حساب لبنان وأنه يتمنى عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم، ثم عاد وشدد على هذه النقطة أمس خلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع رئيس الحكومة الإسبانية مكررا مطالبته بـ«حق العودة».

وبعد تأكيد ثاباتيرو أن المتوسط سيكون من أولويات الرئاسة الإسبانية الدورية للاتحاد الأوروبي التي ستبدأ في مطلع العام المقبل، أشار إلى أن البلدين سيسعيان من أجل فتح طرق جديدة للتعاون في مجال الطاقة بالإضافة إلى تعزيز القطاع السياحي، واتفقا على تشكيل آلية لـ«المشاورات السياسية» هدفها تقوية العلاقات الثنائية في مختلف المجالات. وشدد الرئيس اللبناني على هذه «المبادرة المفيدة» خاصة في الوقت الذي تتزامن فيه الرئاسة الإسبانية للاتحاد الأوروبي والعضوية غير الدائمة للبنان في مجلس الأمن التابع لمنظمة الأمم المتحدة.

أما في ما يتعلق بقرارات الأمم المتحدة فقد أكد ثاباتيرو أنه سيحافظ على التزامه بالجهود الهادفة لمعاودة «الحوار والمفاوضات» من أجل تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وذلك عبر التنسيق مع الحكومة الأميركية والرئيس باراك أوباما مؤكدا أن تطبيق قرارات الأمم المتحدة هو «الطريق الذي يؤدي» إلى أي اتفاق بين الأطراف. وأضاف أن الحكومة الإسبانية ستستمر في العمل في سبيل ضمانة «حق العودة»، وأصر أيضا على التزام مدريد بـ«وحدة وسلامة واستقرار جميع الأراضي اللبنانية»، وذلك من خلال مشاركة القوات الإسبانية في القوات الدولية التابعة للأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان.

ثم شكر الرئيس اللبناني الحكومة الإسبانية لمشاركتها في تحرير نص القرار 1701 الذي وضع حدا للهجوم الإسرائيلي على لبنان في صيف 2006، ولدعمها الدائم لعملية السلام في المنطقة عبر مشاركتها في «تحالف الحضارات» و«الاتحاد من أجل المتوسط» والاتحاد الأوروبي. وأضاف أن من الضروري العودة إلى المفاوضات من أجل تحقيق سلام عادل وشامل ودائم في الشرق الأوسط ضمن إطار المبادئ التي تنص عليها مرجعية مؤتمر مدريد عام 1991 والمبادرة العربية للسلام في قمة بيروت عام 2002.

وردا على سؤال حول فكرة عقد مؤتمر قمة بين إسبانيا والدول العربية بحثتها النائبة الأولى لرئيس الحكومة الإسبانية خلال الزيارة التي قامت بها إلى مصر في شهر أبريل (نيسان) الماضي، أكد الرئيس اللبناني أن بيروت مستعدة لدعم أي مبادرة للسعي من أجل السلام في منطقة الشرق الأوسط ضمن سياق مرجعية مدريد والمبادرة العربية للسلام العادل والشامل والدائم.