القذافي: العرب لا تجمعهم أي روابط غير الأدب والثقافة واللغة

شبه «الاتحاد من أجل المتوسط» بـ«حلف بغداد»

TT

شن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي هجوما حادا على العرب، معتبرا أنه لم تعد بينهم أي روابط حقيقية غير الثقافة والأدب واللغة.

وحث القذافي في لقائه بالعاصمة الليبية طرابلس مساء أول من أمس، أمين وأعضاء الأمانة العامة للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، ورؤساء الوفود العربية الذين أنهوا اجتماعاتهم في ليبيا، على لعب دور إيجابي في الحفاظ على هذه الروابط القليلة الباقية.

وقال القذافي: «الأمة العربية من الناحية القومية والعرقية هي أمة واحدة وشعب واحد، وحتى من الناحية الديموغرافية، والتراب أيضا تراب واحد وبشر واحد، ولكن إذا نظرنا إلى واقع هذه الأمة المقسمة إلى أكثر من عشرين دولة، وحلول الدولة الوطنية محل الأمة، نجد أن هذه الدويلات التي تزيد على العشرين لا يوجد رابط بينها من الناحية السياسية والاقتصادية والأمنية والدفاعية».

وأبدى القذافي أسفه لكون العلاقة بين ليبيا وفرنسا ليست مثل العلاقة بين ليبيا والجزائر، أو أن العلاقة بين مصر وبريطانيا، ليست مثل العلاقة بين مصر والأردن.

وأضاف: «للأسف هذا هو الواقع. الأمة العربية هي الوحيدة التي ليست مجسدة في دولة».

وشدد القذافي على القول بأن الذي ما زال يجمع العرب من غير كلمة العرب نفسها: «العين والراء والباء، هي اللغة، هي الثقافة، هي الأدب».

وقال: «نستطيع أن نقول الأدب العربي، نستطيع أن نقول القصة العربية، نستطيع أن نقول الرواية والحرف والكتابة واللغة العربية والثقافة والأدب، لكن عدا ذلك غير منطقي».

وزاد قائلا «لو نقول الأمن العربي، العرب ليس عندهم أمن واحد، واحد أمنه مرتبط بإسرائيل، وواحد أمنه مرتبط بأميركا، وواحد أمنه مرتبط بجهة أخرى».

وشن القذافي هجوما لاذعا على «الاتحاد من أجل المتوسط»، الذي شاركت فيه بعض الدول العربية رغم معارضة ليبيا له بدعوى أنه يمثل تطبيعا للعلاقات مع إسرائيل.

وقال: «العرب في شمال أفريقيا من الجزائر إلى غاية المغرب دخلوا فيما يسمى (الاتحاد من أجل المتوسط)، وليبيا رفضت هذا المشروع، لأنه خطير جدا». وشبه القذافي «الاتحاد من أجل المتوسط» بأنه مثل «حلف بغداد».

وأضاف: «اتحاد من أجل المتوسط، يعني دولا عربية داخلة مع أوروبا، ومع الإسرائيليين، ها هي ليبيا لم تدخل. أصبحنا ضد بعضنا»، قبل أن يضيف أن الدول العربية التي انضمت للاتحاد من أجل المتوسط، أصبحت شريكة مع الإسرائيليين جنبا إلى جنب.

وحذر القذافي من أن ذلك يعني أنه بإمكان سفينة إسرائيلية أن تزور أي دولة عربية منخرطة في الاتحاد من أجل المتوسط. والإسرائيليون، في إطار هذا الاتحاد، يمكن لهم إنزال عساكر في أي ميناء عربي في شمال أفريقيا أو في الشام.

وخلص القذافي إلى القول «عسكريا وأمنيا واقتصاديا وسياسيا، لا يوجد أي شيء يربط دولة عربية بدولة عربية أخرى، بل هناك عداوات بين دولة عربية ودولة عربية، أكثر من العداوة بين دولة عربية ودولة أجنبية.. للأسف».