أحمدي نجاد يشكل «فريقا خاصا» من الوزراء لتقوية سيطرته على صناعة النفط

نائب رئيس البرلمان الإيراني يرفض إرسال اليورانيوم للخارج

TT

رفض نائب إيراني بارز أمس فكرة إرسال يورانيوم منخفض التخصيب إلى الخارج لمعالجته وتخصيبه لدرجة أعلى، مما ألقى شكوكا على اقتراح يهدف لتهدئة توترات دولية حول طموحات إيران النووية. وجاء التصريح بعد يوم من تقديم الوكالة الدولية للطاقة الذرية مسودة اتفاق لإيران وثلاث قوى كبرى وإعطائها مهلة تنتهي اليوم للموافقة عليها لتقليل مخزون طهران من اليورانيوم المخصب الذي يرى الغرب أنه قد يستخدم في صنع أسلحة نووية. ويأتي ذلك فيما قالت صحيفة «جاهان اقتصاد» اليومية الإيرانية أمس إن إيران شكلت فريق عمل خاصا يضم مسؤولين كبارا لمتابعة الشؤون المتعلقة بالنفط نيابة عن الرئيس محمود أحمدي نجاد. وحول صفقة تخصيب اليورانيوم الإيراني في الخارج، نقلت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء عن محمد رضا بهونار نائب رئيس البرلمان الإيراني قوله: «يقول لنا الغرب أعطوني اليورانيوم المخصب بنسبة 5.3 في المائة لديكم وأعطيكم الوقود للمفاعل. وهذا أمر غير مقبول بالنسبة لنا». وأضاف: «الوكالة الدولية للطاقة الذرية ملتزمة بتزويدنا بالوقود بموجب الإجراءات الوقائية». ولم ترد إيران حتى الآن على الخطة التي قدمتها وكالة الطاقة الذرية بعد محادثات جرت الأسبوع الحالي في فيينا.

وقال دبلوماسيون غربيون إن الاتفاق يلزم طهران بإرسال 2.1 طن من مخزونها المعلن من اليورانيوم منخفض التخصيب الذي تصل كميته إلى 5.1 طن إلى روسيا بحلول نهاية العام الحالي. وأثنى مبعوث إيران لدى الوكالة علي أصغر سلطانية هذا الأسبوع على مسار المفاوضات ومسودة الاتفاق وقال: «نسير في الاتجاه الصحيح» إلا أنه أشار أيضا إلى أن حكومته قد تطلب إدخال تعديلات على الاتفاق، من دون توضيح. وقال دبلوماسيون غربيون إن الأمر من شأنه أن يعرض الاتفاق للخطر إذا تجاوز الإيرانيون «الخطوط الحمراء» التي تهدف لضمان عدم سعي طهران لامتلاك سلاح نووي.

يأتي ذلك فيما أكد مسؤول البرنامج النووي الإيراني علي أكبر صالحي مجددا أمس أن بلاده لن تتنازل عن حقها في تخصيب اليورانيوم إلا أنها لن تتجاوز نسبة الـ5% تخصيب (نسبة منخفضة) لأنه لا حاجة لها لأكثر من ذلك. وقال صالحي في مقابلة مع صحيفة إيران الحكومية: «كما قلنا في السابق لن نتنازل عن حقوقنا، لكننا لن نحتاج إلى تخصيب اليورانيوم بأكثر من 4 أو 5% لأن المفاعلات التي نستخدمها بحاجة إلى يورانيوم مخصب بنسبة 5% كحد أقصى». وأضاف: «بالتالي التخصيب بنسبة 5% هو الحد الأقصى الذي نحتاجه لمفاعلاتنا، لكن ذلك لا يعني أننا نتنازل عن حقنا في التخصيب بنسب أعلى». وأضاف أن «لدى إيران القدرة على التخصيب بنسبة 20% لكنها تفضل الحصول على الوقود (لمفاعل الأبحاث في طهران) من الخارج». وحذر من أن «هذه السياسة تخفي رسائل عدة (موجهة إلى الأسرة الدولية) لا أريد التحدث عنها».

وفيما يعتقد المفاوضون الإيرانيون أن مسودة الاتفاق التي أعدها مدير وكالة الطاقة الذرية محمد البرادعي لا غبار عليها، إلا أن القرار النهائي بيد كبار القادة في طهران. وهناك مخاوف أن تضعف كراهية الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي العميقة للغرب أي احتمال بالتوصل إلى اتفاق نووي دائم أو تقارب مع الولايات المتحدة.

وقال كريم سجادبور خبير الشؤون الإيرانية في معهد «كارنيغي» للسلام الدولي لـ«رويترز»: «بالنسبة للخميني كان العداء تجاه الولايات المتحدة ركيزة مهمة للثورة وأصبح محوريا لهوية الجمهورية الإسلامية». وأضاف: «أعتقد أن هذه هي الحال بالنسبة لخامنئي أيضا».