إيران تحدد هوية انتحاري عملية بلوشستان وتؤكد تلقيه تدريبات «إرهابية» في إسلام آباد

زرداري: أعداؤنا لا يرغبون في ازدهار العلاقات

TT

قالت السلطات الإيرانية أمس، إن سلسلة من التحقيقات المكثفة التي أُجريت حول أسباب الانفجار الانتحاري الذي وقع أخيرا في محافظة سيستان – بلوشستان في جنوب شرق إيران، كشفت عن معلومات جديدة تشير إلى أن الانتحاري الذي قام بعملية التفجير، هو شاب في الرابعة والعشرين من العمر، تلقى تدريبات وتجهيزات في باكستان.

وقال جلال صياح نائب رئيس شؤون الأمن في إقليم سيستان ـ بلوشستان، إنه «استنادا إلى نتائج التحقيقات التي تم التوصل إليها أخيرا، فإن الانتحاري لم يكن سوى عبد الواحد زاديهان، الذي كان قد ذهب مؤخرا إلى باكستان لتلقي التدريب في كيفية القيام بعمليات إرهابية». وقال صياح إن النتائج قد تأكدت بعد اعتراف الذين اعتقلوا بتهمة الاشتباه بصلتهم مع جماعة جند الله التي تبنت عملية التفجير التي راح ضحيتها نحو 40 شخصا. وأضاف صياح: «تلقى الانتحاري تدريبا كاملا على استعمال القنابل والمتفجرات، قبل إرساله إلى إيران لتنفيذ العملية المأساوية».

إلى ذلك قال رجل دين سني بارز إن الهجوم الانتحاري الذي وقع في محافظة سيستان ـ بلوشستان، قد عزز الوحدة بين السنة والشيعة في المنطقة. وقال زاهدان عبد الحميد ـ وهو أحد زعماء السنة في المنطقة ـ إن الهجوم الذي كان يستهدف مؤتمرا للمصالحة بين طوائف المنطقة، جاء بعكس ما كان يهدف إليه مخططوه، وشجع عملية التصالح». وقال: «الهجوم كان شديدا وأدانه الجميع».

من جانبه اتهم مساعد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية للشؤون الثقافية العميد مسعود جزائري 4 دول بالتورط في اعتداء سيستان ـ بلوشستان. وأضاف العميد جزائري في تصريح لوكالة مهر الإيرانية للأنباء أن الاعتداء نُفّذ بتواطؤ من قِبل أميركا وبريطانيا ودولة عربية ودولة مجاورة في الشرق، متابعا: «نعلم ذلك جيدا وسنتخذ الإجراءات اللازمة إزاء هذه الأعمال». وأوضح العميد جزائري أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لديها أدلة كثيرة تثبت تورط بعض الدول في الاعتداءات «الإرهابية» التي نُفّذت في البلاد. وأكد أن هذه الأدلة دامغة بحيث لا تستطيع أي دولة من تلك الدول المعادية تفنيدها.

إلى ذلك قال الرئيس الباكستاني آصف على زرداري أمس، إن أولئك الذين تورطوا في الهجوم الإرهابي في محافظة سيستان ـ بلوشستان الإيرانية هم أعداء للدولتين. ونقلت وكالة الأنباء الباكستانية عن زرداري خلال لقائه وزير الداخلية الإيراني مصطفي محمد نجار والوفد المرافق له أمس إن هؤلاء الأعداء لا يرغبون في ازدهار العلاقات بين إيران وباكستان. وأضاف أنه لا يتعين السماح لمثل هذه الحوادث أن تلقي بظلالها على العلاقات الودية القائمة بين الدولتين. وقال زرداري إن المنطقة بأسرها تواجه العدو المشترك المتمثل في التطرف المسلح. وحث على صياغة استراتيجية مشتركة والتعاون المشترك للحد من التطرف المصحوب بالعنف. وأردف الرئيس الباكستاني أن باكستان سوف تقدم كل تعاون ممكن للمساعدة على تعقب ومعاقبة الإرهابيين الذين يقفون وراء الهجوم في محافظة سيستان وبلوشستان الذي يعد بمثابة جريمة ضد البشرية. وشدد زرداري على المزيد من التعاون الاستخباراتي المنسق بين الدولتين لإحباط محاولات هذه العناصر التي تسعى إلى زرع الشكوك بين الدولتين.

وأعرب عن أمله أن تتواصل مشاريع التعاون الثنائية بين الدولتين مثلما كانت من قبل وأن لا تؤثر عليها بالسلب مثل هذه الحوادث. ودخلت باكستان التي تركز معظم اهتمامها على حدودها مع الهند وأفغانستان، في عملية تهدئة مع طهران، لأنه لا يمكنها المجازفة باندلاع توترات إضافية عند حدودها مع إيران. وأعلن وزير الداخلية الباكستاني عبد الرحمن مالك في إسلام آباد لنظيره الإيراني مصطفى محمد نجار أن «باكستان لن تسمح أبدا باستخدام أراضيها لشن هجمات إرهابية».