إطلاق صاروخ على إسرائيل من جنوب لبنان.. والجيش الإسرائيلي يحمل الحكومة اللبنانية المسؤولية

بعد ساعات قليلة من زيارة باراك للمنطقة وتأكيده استعداد بلاده لأي مواجهات

TT

أطلق صاروخ مساء أمس من بلدة حولا في جنوب لبنان، على مستوطنة كريات شمونا في شمالي إسرائيل، من دون أن يعلن أي طرف مسؤولية إطلاق الصاروخ الذي لم يؤد إلى أي إصابات في الطرف الإسرائيلي. وردت إسرائيل بقصف بلدة حولا ومحيطها بست قذائف مدفعية، علما بأن المنطقة واقعة تحت سلطة قوات السلام الدولية العاملة في الجنوب (يونيفيل) والجيش اللبناني. وحملت إسرائيل الحكومة اللبنانية مسؤولية إطلاق الصورايخ، وقال الجيش الإسرائيلي في بيان له بعد عقد اجتماع طارئ للبحث في كيفية الرد، أنه «يكتفي حاليا بالرد على العملية بإطلاق عدة قذائف باتجاه المنطقة التي أطلق منها الصاروخ»، وأنه «سيواصل مشاوراته في كيفية التعامل مع العملية». ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مصادر أمنية إسرائيلية، أنها تستبعد أن يكون حزب الله مسؤولا عن إطلاق الصاروخ، مرجحة أن تكون فصائل فلسطينية صغيرة هي المسؤولة. ولم يصدر عن «حزب الله» أي تعليق على الحادث، واكتفى الجيش اللبناني واليونيفيل بالتأكيد أن فرقا تابعة لهما توجهت إلى بلدة حولا للتحقيق في إطلاق صاروخ الكاتيوشا. وقال مصدر لوكالة «رويترز»، إن إسرائيل ردت بإطلاق ثماني صواريخ على الأقل باتجاه بلدة حولا ومحيطها. وأطلق الصاروخ بالقرب من المكان حيث تحقق الأمم المتحدة والجيش اللبناني باتهامات لإسرائيل بأنها زرعت آلات تجسس انفجرت الأسبوع الماضي. والمرة الأخيرة التي أطلق منها صاروخ كاتيوشا من جنوب لبنان على إسرائيل، كان في منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي. وأطلق حينها صاروخي كاتيوشا لم يؤد أي منهما إلى إصابات. وكثّفت إسرائيل من تحركاتها على الحدود، وسمع تحليق كثيف لطائرة استطلاع إسرائيلية في سماء جنوب لبنان بعد وقوع الحادث. وجاء إطلاق الصاروخ بعد ساعات قليلة على زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك لبلدات في شمالي إسرائيل، وقال خلال جولته بحسب صحيفة «هآرتس»، إن «إسرائيل جاهزة للتعامل مع كل حالة بما فيها إمكانية حدوث مواجهات». وأشار باراك أيضا إلى أن منطقة شمالي إسرائيل تشهد حالة من الهدوء مؤخرا، وقال: «عشنا أسابيع صعبة جداً أثناء حرب تموز 2006، وآمل استمرار هذا الهدوء الذي هو في مصلحة الجميع، مع ذلك فإننا جاهزون للتعامل مع جميع الاحتمالات بما فيها إمكانية حدوث مواجهة جديدة». وبلدة حولا هي محاذية للشريط الحدودي بين لبنان وإسرائيل، وقد أطلق منها في الماضي صواريخ باتجاه الداخل الإسرائيلي. وفي فبراير (شباط) الماضي، أطلق صاروخا كاتيوشا أيضا بالقرب من مستوطنة كريات شمونة. وقد ردت إسرائيل في المرتين بقصف على مصدر الصواريخ في جنوب لبنان. ويتبادل لبنان وإسرائيل الاتهامات بخرق القرار 1701 الدولي، وهو القرار الذي أنهى الحرب بين حزب الله وإسرائيل في عام 2006. وتحلق الطائرات الإسرائيلية باستمرار فوق الأجواء اللبنانية، ما يعتبر خرقا للقرار الدولي.