إسرائيل تهدد بالعودة إلى أبو سنينة في الخليل والفلسطينيون يتوعدون بتكبيدها مزيدا من الخسائر

TT

هدد القادة العسكريون الاسرائيليون امس باعادة التوغل في حي تل ابو سنينة في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، ورد عليه زعماء المدينة بالوعيد بالحاق مزيد من الخسائر في صفوفهم.

واعترف الاسرائيليون باصابة جندي واحد بينما يصر الفلسطينيون على ان الخسائر الاسرائيلية بلغت 6 بين قتيل وجريح. وقال عباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وعضو المجلس التشريعي عن دائرة الخليل لـ«الشرق الأوسط»: «شاهدت بقع الدم بنفسي. لقد وقعت القوات الغازية في كمين ولم ينقذها غير التدخل النشط للطائرات المروحية من طراز اباتشي».

وقال زكي ان القوات الاسرائيلية سبقت توغلها لحي ابو سنينة الذي تهدد بدخوله منذ مارس (اذار) الماضي، بقصف للحي بالمدفعية والرشاشات الثقيلة منذ الساعة الخامسة من بعد الظهر اول من امس حسب التوقيت المحلي. وحركت دباباتها الى مرتفع حي ابو سنينة في الساعة الحادية عشرة ليلا.

وحسب زكي فان الزحف الاسرائيلي بدأ على 3 محاور هي محور البلدة القديمة التي لا تزال خاضعة للسيطرة الكاملة لقوات الاحتلال، في اتجاه جبل التكروري حيث وصلت الى ما يعرف في المدينة بمثلث تي. والمحور الثاني محور قوة الارتباط العسكرية، والمحور الثالث محور الهرية. واوضح زكي ان اكثر من 15 دبابة تساندها السيارات العسكرية وتحميها الطائرات المروحية من طراز اباتشي الاميركية الصنع، توغلت في حي ابو سنينة المتاخم للبؤر الاستيطانية. واستطرد قائلا ان «القوة الغازية الاسرائيلية وقعت في كمين فلسطيني عندما حاولت التوغل في منطقة وادي الهرية ولم تنقذها سوى الطائرات التي لعبت الدور الرئيسي في عملية التوغل، وعملت على فك الطوق عن القوة الغازية»، واستمر الهجوم من الساعة الحادية عشرة وحتى الساعة الثانية.

واكد زكي ان «القوة الغازية تكبدت خسائر اكبر مما اعلن عنها الجيش الاسرائيلي وهو جريح واحد». واضاف «ان الاسرائيليين يخفون اثار خسائرهم». وتابع القول «ان معظم الناس قالوا ان اكثر من 6 من الاسرائيليين وقعوا ما بين قتيل وجريح. وانا شخصيا تأكدت من وقوع الخسائر خلال زيارتي للمواقع ومشاهدة بقع الدم التي خلفوها وراءهم».

وبلغت خسائر الفلسطينيين خلال عملية الغزو الثانية لمدينة الخليل في الضفة الغربية بعد غزو مدينة جنين قبل اسبوعين، حسب زكي 12 جريحا من مختلف الاجهزة والفصائل. اما على صعيد الممتلكات فقد دمرت قوات الاحتلال منزلين تدميرا كاملا وهناك العديد من البيوت التي طالها لقصف العشوائي، وحرقت 4 سيارات مدنية ومحلان تجاريان.

واشاد زكي بتلاحم الاجهزة الامنية الفلسطينية مع المسلحين الفلسطينيين في المدينة في التصدي للقوة الغازية. وقال «كان هناك استعداد للمواجهة. واعداد المسلحين كانت كبيرة».

والمنزلان اللذان دمرتهما قوات الاحتلال حسب زكي هو قصر عباس عمرو وهو مبنى قديم مبني على الطراز المعماري الاسلامي، ومنزل نهاد التكروري الذي يقع في اعلى نقطة من حي ابو سنينة. وجاء استعراض القوة الاسرائيلي الثاني في اراضي السلطة الفلسطينية خلال شهر اغسطس (آب) الجاري، ردا كما يزعم الاسرائيليون على جرح شقيقين اسرائيليين في المدينة اول من امس برصاص انطلق من الحي، وبهدف استئصال المسلحين الذين يستخدمون مباني في الحي الواقع على تلة تشرف على البؤر الاستيطانية الخمس الواقع في البلدة القديمة التي تضم في جنباتها الحرم الابراهيمي الشريف، لاطلاق النار على المستوطنين. ويعيش في هذه البؤر حوالي 400 من غلاة المستوطنين.

يذكر ان حوالي 20 في المائة من الخليل لا تزال تخضع للسيطرة الاسرائيلية الكاملة وتعرف هذه المنطقة باسم «اتش2» وفق بروتوكول الخليل الذي وقع في 15 يناير (كانون الثاني) .1997 وقال نائب رئيس الاركان الاسرائيلي موشي يعلون ان الهجوم الاسرائيلي على تل ابو سنينة كان محدودا وبهدف لحل مشكلة محلية. واضاف «ان مهمة القوة (الغازية) هو احتلال الحي ونسف منزلين مهجورين يستخدمهما القناصة». ولم يستبعد يعلون امكانية العودة مرة ثانية الى ابو سنينة والبقاء فيها اذا ما استدعت الحاجة.

من جانبه قال رئيس الاركان شاؤول موفاز ان العملية ادت الغرض منها وانه لم تطلق رصاصة واحدة على البؤر الاستيطانية منذ اقتحام الحي. وهدد موفاز بان الجيش الاسرائيلي مستعد للقيام باكثر من عملية ضد ابو سنينة اذا ما استؤنف اطلاق النار.

ورحب المستوطنون في الضفة الغربية وقطاع غزة بشكل عام والخليل على وجه الخصوص، بالعملية لكنهم انتقدوا انسحاب الجيش. وطالبوه بانتهاز هذه الفرصة «لاستعادة الخليل بالكامل وابقائها تحت الحكم الاسرائيلي».

الى ذلك واصلت قوات الاحتلال اعتداءاتها على المناطق الفلسطينية المختلفة. فقد فتحت الليلة قبل الماضية نيران رشاشات دباباتها على مدينة طولكرم ورد عليها المسلحون الفلسطينيون بنيران اسلحتهم الرشاشة لكن لم تقع اي خسائر بشرية في صفوف الفلسطينيين، وان تضررت بعض المنازل جراء القصف.

ووقعت اشتباكات مسلحة في محيط نابلس استمرت حسب قول شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» من الساعة الثانية عشرة وحتى الساعة الخامسة صباحا. وتركزت الاشتباكات حول قرية كفر قليل جنوب نابلس، استخدم فيها جيش الاحتلال القذائف المدفعية والرشاشات الثقيلة. واسفرت الاشتباكات عن جرح عدد من الفلسطينيين والحاق اضرار بالعديد من المنازل.

وفي قطاع غزة توغلت قوات الاحتلال فجر امس في دير البلح وسط القطاع، وتصدى رجال الامن والمسلحون الفلسطينيون للقوات المتوغلة وجرى تبادل كثيف لاطلاق النار، اسفر عن اصابة خمسة فلسطينيين بجروح.

وهذه هي المرة الثانية التي تتوغل فيها القوات الاسرائيلية في هذا القطاع في غضون 24 ساعة. والقى مسلحون فلسطينيون 4 قنابل على الاقل على مواقع للجيش الاسرائيلي في رفح على الحدود الفلسطينية ـ المصرية، جنوب القطاع.