كلينتون تغادر المنطقة خالية الوفاض بعد فشلها في إقناع أبو مازن باستئناف المفاوضات

عريقات لـ «الشرق الأوسط»: لا أرى إمكانية لاستئناف المحادثات في ظل المعطيات الحالية والتعنت الإسرائيلي

أبو مازن والوفد المرافق له خلال لقائه مع كلينتون والوفد الأميركي في ابو ظبي امس (إ. ب. أ)
TT

تغادر وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كيلنيتون منطقة الشرق الأوسط اليوم خالية الوفاض، بعد أن فشلت في إقناع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) بالعودة إلى طاولة المفاوضات دون التزام إسرائيلي صريح بوقف الاستيطان، سواء في الضفة الغربية أو مدينة القدس الشرقية المحتلة. وقال صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية لـ«الشرق الأوسط»، إن أبو مازن حدد مجددا الشروط الفلسطينية الثلاثة لاستئناف المفاوضات المتوقفة منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وهي وقف الاستيطان ووضع مرجعية للمفاوضات، وضرورة استئنافها من النقطة التي انتهت عندها في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

ورفض أبو مازن أمام كلينتون «الدولة والحلول المؤقتة». ويستبق بذلك ما سيطرحه وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق شاؤول موفاز من حزب «كديما» المعارض حول إقامة دولة فلسطينية بحدود مؤقتة وتعهد إسرائيلي بتوسيعها مستقبلا.

وأكد عريقات مجددا أن الهوة لا تزال واسعة بين موقفي الطرفين وأنه لا يرى أي إمكانية لاستئناف المفاوضات في ظل الظروف والمعطيات الحالية والتعنت الإسرائيلي.

والتقت كلينتون أمس يرافقها جورج ميتشل مبعوث السلام الأميركي الخاص في الشرق الأوسط، أبو مازن في أبوظبي، قبل أن تلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس المحتلة مساء. وهذه أول زيارة لكلينتون لإسرائيل منذ تولي نتنياهو مقاليد الحكم في إسرائيل في مارس (آذار) الماضي.

وقال عريقات، «إن المحادثات مع الوزيرة كلينتون كانت صريحة وصعبة لكنها لم تسفر عن شيء، لأنه ليس هناك أي إمكانية لأن نقبل باستئناف المفاوضات من دون وقف كامل للاستيطان». وأضاف، «أن الرئيس رفض عرضا تقدمت به وزيرة الخارجية الأميركية ببدء المفاوضات بين الطرفين على أساس صفقة توصل إليها ميتشل مع إسرائيل». والسبب كما قال عريقات إن هذا العرض لا يلبي المطلب الفلسطيني بوقف الاستيطان بشكل كامل بما فيها النمو الطبيعي والقدس. وجدد عريقات القول إن «الهوة مع إسرائيل لا تزال واسعة، وأن وقف الاستيطان هو المدخل لاستئناف المفاوضات، وأنه لا يرى هناك أي إمكانية لاستئنافها في ظل الظروف الحالية».

وأضاف عريقات أن فحوى كلام كلينتون هو «ابدأوا المفاوضات وأن كل شيء سيكون على ما يرام وأن الرئيس أوباما سيتابع الأمور. ونقلت كلينتون للرئيس الفلسطيني عن نتنياهو قوله لميتشل خلال لقائهما أول من أمس، أنه لن يقبل بوقف البناء الاستيطاني في القدس الشرقية كما يرفض البناء في المباني الحكومية العامة إضافة إلى نحو ثلاثة آلاف وحدة سكنية في مستوطنات الضفة، أعطيت الضوء الأخضر وقدمت المناقصات بشأنها حسب الزعم الإسرائيلي. وأضاف عريقات «أن كلينتون أكدت للرئيس أن هذا ما أعطانا إياه الإسرائيليون حتى الآن ونطلب استئناف المفاوضات على أساسه». وقالت كلينتون أيضا، إن ميتشل بذل أقصى جهد ممكن لوقف الاستيطان كما أن الموقف الأميركي من الاستيطان واضح وهو غير شرعي، كما أن موقفها من القدس رافض للضم الإسرائيلي للمدينة (بعيد احتلال عام 1967). وقالت أيضا إنها تؤمن بأن المفاوضات يجب أن تشمل كل قضايا الوضع النهائي. وشددت على أن الرئيس باراك أوباما مصمم على الوصول إلى الدولة الفلسطينية المستقلة خلال عامين.

ورد أبو مازن حسب ما قاله عريقات على ذلك بالقول، إن ما يطرحه نتنياهو لا يشكل وقفا للاستيطان ورفض هذا العرض جملة وتفصيلا، مؤكدا تمسكه بالوقف الكامل للاستيطان وكذلك تحديد مرجعية للمفاوضات كمدخل أساسي لاستئنافها، وضرورة استئناف المفاوضات من النقطة التي انتهت عندها في آخر قمة جمعت بين أبو مازن ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أيهود اولمرت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، التي نوقشت فيها بعمق مجمل قضايا الحل النهائية وهي القدس والمستوطنات والحدود والدولة والمياه والأمن، حسب ما قاله عابو مازن خلال هجوم على نتنياهو أمام وفد إسرائيلي زاره في مقر في رام الله.

وقال عريقات «نحن أوضحنا بالخرائط والوثائق والأرقام لكلينتون أنه ووفقا للطرح الإسرائيلي، فإن البناء الاستيطاني في عامي 2010 و2011 سيكون أكثر بكثير من البناء في عامي 2008 و2009. وهذا بالطبع أمر لا نقبله على الإطلاق».

وتابع عريقات القول «قلنا لهم أيضا، إن هذا الكلام غير معقول فإذا أنتم كإدارة لا تستطيعون إقناع نتنياهو بوقف الاستيطان لفترة زمنية محددة، فهل ستستطيعون إقناع العالمين العربي والعالمي بأنكم قادرون على إقناع نتنياهو بالانسحاب إلى حدود 1967 ومناقشة قضايا اللاجئين والقدس».

وحتى لا يفهم كلامه على أنه انتقاد للولايات المتحدة وسياساتها، أكد عريقات أن الخلاف ليس مع واشنطن وإدارة الرئيس أوباما بل مع حكومة نتنياهو التي ترفض وقف الاستيطان.