نائب من «القوات» يرد على منتقدي صفير: كلامه منطلق من مبادئ وهو ينبه للممارسات الشاذة

ردود المعارضة على البطريرك تواصلت

TT

رد أمس نائب «القوات اللبنانية» أنطوان زهرا على منتقدي كلام البطريرك الماروني نصر الله صفير بشأن استحالة التقاء الأكثرية والأقلية في حكومة واحدة، فقال إن «مواقف البطريرك مبدئية»، موضحا لـ«الشرق الأوسط» انه قد «أسيء فهم كلامه بخصوص الدعوة إلى قيام حكومة أكثرية»، وقال: «فهو لم يدعُ إلى قيام حكومة من هذا النوع، بل كان يقصد أن أصول الديمقراطية تقضي بقيام حكومة فيها أكثرية إلى جانب أقلية معارضة من خارج الحكومة». وأضاف: «واضح أن البطريرك لا يتحدث عن كل مناسبة بتفاصيلها الآنية بل يكرّر مواقف مبادئ. وحين يحدثنا عن الديمقراطية، فإنه يتحدث عن أصول تطبيقها مع الحذر من أن تتحول، في ظل الممارسات الناتجة عن الضغوط الإقليمية أو العنفية، عرفا يناقض الديمقراطية بشكل كامل بمعنى أن تسود شريعة الغاب. لذلك، يجب النظر إلى ما يقوله البطريرك من هذه الزاوية والتعامل معه وكأنه صوت الضمير الذي ينبه إلى الممارسات الشاذة».

وكانت المعارضة واصلت أمس ردها على حديث صفير لمجلة المسيرة اللبنانية، التابعة للقوات اللبنانية، والتي قال فيها إن مشاركة الأكثرية والأقلية في حكومة واحدة غير صائب، كما انتقد سلاح «حزب الله» وقال انه يعمل لإيران أكثر من لبنان. وقال عضو كتلة «حزب الله» النائب وليد سكرية إن الحزب «يرفض الدخول في سجالات مع المقامات الدينية»، معتبرا أن صفير «ينطق بلسان القوات اللبنانية وهدفه دعم (رئيس الهيئة التنفيذية في القوات سمير) جعجع على حساب (رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال) عون». وقال إن كلام صفير «انعكاس لتصريحات جعجع الذي ما انفك يدعو لقيام حكومة أكثرية ليأخذ الحصة المسيحية الكبرى».

ورد زهرا على كلام سكرية بالقول: «يشرفنا أن تكون مواقف القوات وسياستها المبدئية مشابهة لمواقف البطريركية. ويجدر بأصحاب الاتهام هذا أن يدركوا أن البطريرك فوق الحزبية والفئوية، وعلى من يقول هذا القول أن يعيد حساباته ونظرته إلى القوات لأنها حزب يتمتع بتأييد واسع. أما محاولة هذا البعض تصوير القوات على أنها تهمة أو متهمة فليس إلا إدانة لهذا البعض، وكأن القوات خارجة على القانون. اعتقد أن على هؤلاء أن يدركوا أن العدل لم يعد في يد (وزير العدل الأسبق) عدنان عضوم ولا الأمن في يد (المدير العام للأمن العام اللواء) جميل السيد كما كان في زمن الوصاية السورية رغم أنهم يحنون لذلك». وحول كلام العلامة الشيخ عفيف النابلسي الذي رأى أن مواقف صفير «خطيرة» وسأل إن كانت «الأراضي التي حررها الحزب، أراضي إيرانية»، قال زهرا: «المريض الذي يشفى بفضل جراحة، لا يواظب على الخضوع للجراحة نفسها طوال حياته ذلك أنها لا تفيد». وبالعودة إلى مواقف المعارضة، فقد قال وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال ماريو عون، الذي ينتمي لحزب ميشال عون، إن «هناك من ينسى أننا في لبنان، فلا مسافات شاسعة بين الأكثرية والأقلية. كما أن خروج رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط من فريق 14 آذار، أعاد خلط جميع الأوراق». وشدد على أن «هناك من لا يريد الاستمرارية لأنه يعتبر أننا نخرج من صيغة الغالب والمغلوب». ورأى أن «مسيحيي 14 آذار، وتحديدا رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع، لا يريدون تأليف حكومة، لأنهم يريدون بكل بساطة لي ذراع النائب ميشال عون الذي يمثل 52 في المائة من المسيحيين». ومن دون أن يسميه، رد عضو كتلة «التحرير والتنمية» عضو المكتب السياسي لحركة «أمل» (التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري) النائب أيوب حميد على صفير، فقال: «دعونا من هذه المعزوفة التي تتكرر باستمرار عن حكم الأكثرية، ولا ندري كيف تحتسب الأكثرية اليوم في ظل الخريطة السياسية الجديدة»، معتبرا أن «لبنان تأسس ميثاقيا على قواعد المشاركة ولا يمكن الحديث بالمطلق عن أكثرية تحكم وأقلية تعارض، في ظل غياب المناخات الوطنية الجامعة والموحدة والافتقاد إلى الأحزاب غير الطائفية وقانون انتخابي يفتح الأفق الوطني على فضاءات غير مذهبية ومواطنة سليمة».