كابل: اعتقال 6 أفغان مشتبه بهم في العملية الانتحارية على الأمم المتحدة

أوباما طلب من العسكريين تقديم خيارات أخرى حول القوات في أفغانستان

جندي أفغاني يسير ضمن دورية راجلة مع القوات الكندية في أحد أحياء قندهار وقد حمل على ظهره عدداً من قذائف الـ«ار بي جي» المضادة للدروع (رويترز)
TT

أعلنت أجهزة الاستخبارات الأفغانية أمس، أنها اعتقلت ستة أفغان يشتبه في اشتراكهم في العملية الانتحارية التي أودت الأربعاء بحياة ما لا يقل عن خمسة موظفين أجانب في الأمم المتحدة في كابل. وقال رئيس أجهزة الاستخبارات، أمر الله صالح، في مؤتمر صحافي «تم اعتقال ستة أشخاص» في الساعات الـ48 الأخيرة مؤكدا أن «الموقوفين أفغان». وأضاف «ما زلنا نبحث عن أربعة أشخاص». وأكد «كانت عملية مشتركة نفذها متمردو طالبان و(القاعدة) ولعبت مجموعة حقاني دورا أساسيا». وأفادت مصادر أمنية أفغانية أن شبكة جلال الدين حقاني، أحد أسماء المقاومة للسوفيات في الثمانينات، انضمت إلى صفوف طالبان، وهي مرتبطة حاليا بـ«القاعدة». وأضافت المصادر نفسها أن جلال الدين حقاني طاعن في السن وبات ابنه سراج حقاني يتزعم المجموعة ومقرها وزيرستان الشمالية في المناطق القبلية الباكستانية شرق الحدود الأفغانية. ونسبت هجمات عدة، استهدفت في السنوات الأخيرة مواقع إستراتيجية في كابل، إلى شبكة حقاني، خصوصا الاعتداء على مقر حلف شمال الأطلسي في كابل في 15 أغسطس (آب)، الذي أدى إلى مقتل سبعة مدنيين أفغان ومحاولة اغتيال الرئيس حميد كرزاي في أبريل (نيسان) 2008 في العاصمة الأفغانية. وكانت طالبان أعلنت مسؤوليتها عن العملية التي نفذها فجر الأربعاء ثلاثة انتحاريين في وسط كابل ضد دار ضيافة يقيم فيها عاملون في الأمم المتحدة. وقتل في العملية ما لا يقل عن خمسة من موظفي الأمم المتحدة وشرطيان إضافة إلى المهاجمين الثلاثة. ولم يتم بعد التعرف على جثة متفحمة. وأضاف صالح «أن الانتحاريين الثلاثة أتوا من وادي سوات في باكستان» أحد معاقل طالبان، الذي تحاول القوات الباكستانية استعادته منذ الربيع. إلى ذلك ذكرت صحيفة واشنطن بوست أمس أن الرئيس الأميركي، باراك أوباما طلب من وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تقديم خيارات أخرى حول حجم القوات في أفغانستان بما في ذلك إرسال أقل من نحو أربعين ألف رجل إلى هذا البلد. وقالت الصحيفة نقلا عن مسؤولين لم تذكر اسميهما، إن طلب أوباما جاء خلال اجتماعه مع كبار العسكريين في البيت الأبيض أمس. وأضافت أن العسكريين عبروا عن تأييدهم إلى حد كبير لطلب التعزيزات الذي قدمه الجنرال ستانلي ماكريستال، قائد القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان، الذي يقدر بنحو 44 ألف رجل إضافي، لكن أعضاء مجلس الأمن القومي بدوا منقسمين، لذلك يسعى أوباما حاليا للتوصل إلى حل وسط يرضي عسكرييه ومستشاريه المدنيين في وقت واحد، على حد قول الصحيفة. وأوضحت أن البنتاغون سيطرح على الأرجح عدة خيارات على أوباما حول حجم القوات الأسبوع المقبل. وتابعت أنه قبل تحديد حجم القوات، سيكون على أوباما أن يقرر ما إذا كان يريد تبني إستراتيجية تركز على مكافحة التمرد التي تتطلب قوات إضافية لحماية المناطق السكنية أو جعل مكافحة الإرهاب الهدف الرئيسي للجهود الأميركية في هذا البلد. وقالت «واشنطن بوست»، إنه تجري مراجعة خيار الجمع بين الخيارين عبر التركيز على مكافحة الإرهاب في الشمال وبعض مناطق الغرب الأفغاني وتعزيز جهود مكافحة التمرد في الجنوب والشرق. وأضافت أن أوباما طلب مراجعة الوضع في كل ولاية على حدة لتحديد المناطق التي يمكن إدارة الوضع فيها بشكل فعال مع الزعماء المحليين. من جهة أخرى ذكرت صحيفة «ديلي ميل» أمس، أن أكبر ضابط بريطاني يقتل في أفغانستان حذر رؤساءه قبل موته بوقت قصير من أن نقصا في المروحيات يعرض حياة الجنود البريطانيين للخطر. ويتناقض تحذير اللفتنانت الكولونيل، روبرت ثورنلوي، مع موقف رئيس الوزراء غوردن براون، بأن زيادة عدد القتلى البريطانيين في الصراع الأفغاني ليس مرتبطا بالنقص في المروحيات. وقتل ثورنيلوي (39 عاما) في انفجار قنبلة زرعت على جانب طريق في أول يوليو (تموز) بينما كان مسافرا في قافلة بإقليم هلمند جنوب أفغانستان. وأبلغ براون البرلمان هذا الشهر بأن القوات البريطانية لديها مروحيات كافية في أفغانستان.

وكان يوليو (تموز) هو أدمى شهر للجنود البريطانيين منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة لأفغانستان في 2001، حيث قتل 21 جنديا. وقتل إجمالياً 223 جنديا بريطانيا منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2001. وأشار التقرير إلى أن ثورنيليوي تطرق إلى هذه المسألة في حديث سري أسبوعي إلى قادته في لندن في الخامس من يونيو (حزيران). وذكرت «ديلي ميل» أن ثورنيلوي قال في رسالته، حاولت تجنب الشكوى إزاء المروحيات - نعرف جميعا أننا ليس لدينا عدد كاف: «لا يمكننا نقل الأفراد، ولذلك هذا الشهر قمنا بتنقلات إدارية كبيرة عبر الطرق البرية. وهذا يزيد من تهديد معدات الانفجار المرتجلة والتعرض لها». وقال التقرير إنه تلقى فقط نصف المروحيات التي طلبها من أجل العمليات في ذلك الأسبوع، وفي واقع الأمر ليس لديه، مروحيات لنقل الجنود جوا. ولم تكشف الصحيفة عن التفاصيل الدقيقة لشكاواه، نظرا لأن نشرها ربما يخاطر بأرواح الجنود البريطانيين في أفغانستان.