مجمع الفقه يناشد الحجاج الابتعاد عن كل ما يثير الخلافات وترديد الشعارات

في بيان أصدره الأمين العام تزامنا مع توافد حجاج بيت الله الحرام إلى الأماكن المقدسة

TT

دعا مجمع الفقه الإسلامي الدولي حجاج بيت الله الحرام إلى الالتزام بتعاليم الدين الإسلامي من آداب وسلوك أثناء فترة أدائهم للمناسك في الحرمين الشريفين والأماكن المقدسة. جاء ذلك في بيان أصدره أمينه العام الدكتور عبد السلام داود العبادي، تزامنا مع توافد حجاج بيت الله الحرام إلى الأماكن المقدسة لأداء فريضة الحج.

وناشد المجمع ـ مقره جدة بالمملكة العربية السعودية ـ باسم علماء الأمة الإسلامية، حجاج بيت الله الحرام بما يجب عليهم التحلي به من آداب وسلوك أثناء فترة أدائهم للمناسك في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة.

مشددا على أنه يجب على الحاج أن يستشعر قدسية المكان وحرمة الزمان، مقبلا على الله تعالى بكل جوارحه ومشاعره، وأن يجتنب كل ما يؤدي إلى الفرقة والشحناء والبغضاء التي تضعف من عزيمة الأمة، وتجعلها هيّنة أمام عدوها، فتهتم بقضاياها، وتحرص على مواجهة ما تتعرض له من مشكلات وتحديات.

وأضاف أن الاهتمام بقضايا الأمة بحثاً وتشاوراً وتعاوناً وإن كان داخلا في شهود المنافع يجب أن يكون من خلال علماء الأمة ومختصيها ومن خلال الإجراءات المعتمدة والنشاطات المتاحة «بعيدا عن زرع الفتن وإثارة الخلافات وترديد الشعارات والإساءة للحرم الآمن والإزعاج لضيوف الرحمن الذين قطعوا المسافات ليذكروا اسم الله في أيام معلومات أو التشويش عليهم بدافع الأهواء الضيقة والمصالح المذمومة».

وشدد على الحاج أن يعلم ما لهذه الأماكن من قدسية وما يجب عليه تجاهها من إجلال واحترام، وما ينبغي أن يكون عليه من تذلل وخشوع، حتى يتمتع الكل بالأمن والأمان اللذين لا يقتصران على البشر، وإنما يشملان كل ما في الحرم من حيوان وطير وشجر، «فمجرد تنفير الصيد أو قطع الشجر يعد تعديا على أمن تلك الأماكن قال تعالى «يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنواْ لاَ تَقْتلواْ الصَّيْدَ وَأَنتمْ حرمٌ»، ويدل على ذلك ما جاء في خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في عام الْفَتْحِ «يا أَيّهَا الناس إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ مَكَّةَ يوم خَلَقَ السماوات وَالأَرْضَ فَهِي حَرَامٌ إلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا يعْضَد شَجَرهَا ولا ينَفَّر صَيْدهَا ولا يَأْخذ لقْطَتَهَا إلا منْشِدٌ. فقال الْعَبَّاس: إلا الإِذْخِرَ فإنه لِلْبيوتِ وَالْقبورِ. فقال رسول اللَّه إلا الإِذْخِرَ».

وبيّن أنه زيادة في تعظيم شأن الحرم تكفل الله بحفظه ومعاقبة كل من يحاول المساس به والاعتداء على أمنه وأمن أهله وزواره، وعلى الحاج أن يعلم أنه «يحرم عليه مطلقا الإتيان بأي قول أو فعل يعكر صفو هذا الاجتماع، ويزعزع الأمن فيه، ويمنع من تحقق السكينة والطمأنينة، ويلهيه عن التلبية والتهليل والتكبير وحمد الله والثناء عليه، التي لا ينبغي أن تتوقف ألسنتهم عن ترديدها وقلوبهم وعقولهم عن استشعار معانيها».