مصدر أمني لبناني لـ«الشرق الأوسط»: هناك علاقة بين «فتح الإسلام» وجهات إسرائيلية

قال إن آثار انفجار طير فلسيه أزيلت بعد عرقلة وصول الأمن

TT

قال مصدر أمني لبناني رفيع لـ«الشرق الأوسط» إن «التحقيقات المتعلقة بإطلاق صاروخ من بلدة حولا في جنوب لبنان لم تنته»، وأشار إلى أن من الواضح «وفق المعطيات المتوفرة أن هناك طرفا مشبوها يريد أن يورط حزب الله، عبر اختراق منطقة شيعية صرفة». وأضاف المصدر أن «حزب الله لا يريد فتح معركة في هذه المرحلة، وأن طريقة عمله تدل على ذلك». وقال: «من هنا يبدو أن هذا الطرف وبواسطة المال تمكن من إحداث خرق واضح، وهذا ما تدل عليه بعض التفاصيل التي أسفرت عنها التحقيقات التي لا تزال مفتوحة، والمتعلقة بوضع الصواريخ داخل البيت الذي وجدت فيه وانطلق أحدها منه». ورجح أن يكون لتنظيم فتح الإسلام علاقة بالأمر، مشيرا إلى اقتناعه بارتباط «فتح الإسلام» بجهات إسرائيلية. وقال: «هذا التنظيم الذي يعتمد فكر تنظيم القاعدة، ويموّله ميسورون متطرفون ليصار إلى توظيف عناصره من قبل جهات تريد استخدام لبنان ساحة لمآربها. وحاليا يتم شحن المتطرفين في فتح الإسلام ضد الشيعة والولايات المتحدة والأنظمة الحليفة لها، مما يسيء إلى الإسلام المعتدل والعرب المعتدلين ويخدم مصلحة إسرائيل من خلال إثارة النعرات المذهبية». وأضاف: «هدف مثل هذه العمليات إحراج حزب الله فإخراجه».

وكشف المصدر الأمني أهمية نجاح مخابرات الجيش في القبض على الفلسطيني فادي إبراهيم (35 عاما) الملقب بـ«سمكو» قبل أيام، وهو من الناشطين في تنظيم «فتح الإسلام». وقال: «لعب إبراهيم دورا مهما في فتح الإسلام إلى جانب كل من الهاربين نعيم عباس وتوفيق طه. وهو من الخمسة الأوائل في هذا التنظيم. وخلال التحقيقات مع عناصر هذا التنظيم، تبين لنا أنهم يحاولون إخفاء دوره، ويلصقون الجرائم التي ارتكبها تنظيمهم بالموتى أو الموجودين خارج لبنان». لكنه أضاف أن «الأجهزة الأمنية تمكنت من ربط المعلومات به وعملت على استكمال عناصر التحقيق والتقصي من خلال الملاحقة الدؤوبة».

أما عن الانفجار الذي وقع في بلدة طير فلسيه في 12 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، فقال المصدر: «الانفجار وقع عن طريق الخطأ ولم يكن كبيرا». وأضاف: «أخرونا ساعة استطاعوا خلالها محو الآثار وإحراق المحل الذي وقع فيه الحادث لإخفاء الأدلة، ولأننا لا نملك بعض التجهيزات الضرورية لتسهيل المراقبة على الطرق، لم نستطع إنجاز التحقيق. على أي حال التحقيق لا يزال مستمرا، والأمور تحتاج إلى وقت حتى تصبح الأدلة وافية». وعن التعاون الطارئ بين الأجهزة الأمنية اللبنانية وحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، قال المصدر: «كل من يحصل على المال وتتحسن أوضاعه يحتاج إلى سلطة أجهزة الدولة ليحمي مصالحه». وأضاف: «الفقر ليس في الضاحية أو الجنوب، إنما في باب التبانة والبقاعين الأوسط والشمالي». وأشار إلى أن «حزب الله لا يستطيع أن يوفر كل مستلزمات الدولة في مناطق نفوذه. وقد بينت التجربة ذلك. ولولا خوف الحزب على قياداته لكان سلم الجيش والقوى الأمنية الأخرى أمن الضاحية». وأشار إلى أن «الحزب كان يرفض حضور الدولة في الماضي، ولكن يبدو أن مشروعه تغير.

لكن ذلك لا يمنع أن لديه ارتباطات لا يستطيع التخلي عنها لحاجته إلى الدعم السوري والإيراني».