الحكومة اللبنانية الجديدة تعقد جلستها الأولى.. بغياب نائب مسيحي من «14 آذار»

تشكيل لجنة لصياغة بيانها الوزاري.. وسليمان يدعو لتعويض الوقت الفائت

الصورة الرسمية التذكارية للحكومة الجديدة يتوسطها رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس البرلمان نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري، وغاب عنها وزير الكتائب سليم الصايغ (تصوير: دالاتي ونهرا)
TT

التأمت الحكومة اللبنانية الجديدة أمس في القصر الجمهوري في بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان وحضور رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري والوزراء، وغاب عن الجلسة ممثل حزب الكتائب (14 آذار)، وزير الشؤون الاجتماعية سليم الصايغ، بعد اعتراض حزبه على إسناد هذه الحقيبة له، وتمسكه بحقيبة التربية التي احتفظ بها «تيار المستقبل». كما حضر «على مضض» وزير الدولة ميشال فرعون الذي كان يطالب بوزارة الإعلام. وقد ألف مجلس الوزراء لجنة لصياغة البيان الوزاري ضمت الوزراء بطرس حرب، وطارق متري، ومحمد فنيش، وجان أوغاسبيان، ووائل أبو فاعور، وزياد بارود، وجبران باسيل، وعلي الشامي، وسليم الصايغ، وريّا حفار ويوسف سعادة. وستجتمع اللجنة في السراي الحكومي ظهر اليوم للبدء في إعداد هذا البيان. ويلاحظ أن اسم الصايغ أُدرج في اللجنة على أمل أن تنجح المساعي مع رئيس الكتائب أمين الجميل في إزالة اعتراضه وضمه إلى الركب الحكومي، خاصة أن حقيبة الشؤون الاجتماعية التي أسندت إليه لها وزنها كحقيبة خدماتية. وكانت المساعي مع الجميل قد تكثفت أمس وبلغت ذروتها مع زيارة قام بها الحريري لمقر «الكتائب» في الصيفي قبل توجهه إلى القصر الجمهوري، بيد أنه لم يفلح في حمل الجميل على إيفاد وزيره إلى احتفال التقاط الصورة التذكارية. وفي مستهل الجلسة، قدم سليمان التهنئة إلى اللبنانيين والوزراء، وشكر الحكومة السابقة على ما قامت به من أعمال، وأشاد بدور الحريري في تأليف الحكومة الجديدة. وقال: «أهم ما في الحكومة أنها تضم ممثلين لكل الشعب اللبناني، ووقتنا في عملية التأليف لم يذهب سدى وتبين أن الأزمات السياسية لم تؤثر في الوضعين الاقتصادي والأمني». وأضاف: «سنعوض الوقت الذي فاتنا بالعمل والجهد وسنبني المؤسسات مدماكا فوق مدماك». وتمنى أن «ندخل المرحلة (الجديدة) دخولا هادئا من دون أفكار وأحكام مسبقة». كما شدد على «التضامن الوزاري بما يعني في الحد الأدنى تلافي كل أنواع الحملات الإعلامية والتجريح». وقال: «نناقش في مجلس الوزراء، ولكن عندما نقرر نلتزم. المهم الإعلان عن مقرراتنا وليس الغوص في تفاصيل نقاشاتنا». وشدد سليمان على «ضرورة الإسراع في وضع البيان الوزاري من بيان الحكومة السابقة وخطاب القسم ومن كلمة الرئيس الحريري (أول من) أمس بعيد صدور مراسيم التأليف». وأكد أنه «في خلال العام المنصرم تعززت الثقة بالدولة اللبنانية»، مثنيا على «قيام العلاقات الدبلوماسية بين لبنان وسورية وانتخاب لبنان عضوا غير دائم في مجلس الأمن الدولي». وتمنى أن «تنجز اللجنة عملها بسرعة وتأتي ببيان وزاري جذاب».

بدوره وجه الحريري تحية خاصة إلى رئيس الحكومة السابقة فؤاد السنيورة، مؤكدا أنه «رجل دولة يستحق التقدير والاحترام». وقال: «هذه الحكومة هي الأولى بعد الانتخابات، وقد أردنا أن تتكامل مع نتائج الانتخابات»، مشددا على أن «هذه الحكومة وجدت لتعمل وليس لإقامة متاريس سياسية على طاولة مجلس الوزراء، بل هذه الطاولة صالحة لتبادل وجهات النظر بين مختلف الأطراف»، آملا أن «تكون فرصة للحوار بعيدا عن المزايدة». وإذ أكد أن «حكومة الائتلاف الوطني استثناء تجيزه الضرورة وليست قاعدة تبني أعرافا دستورية»، قال: «أتمنى أن أكون يوما في صفوف المعارضة لأمارس عملها»، وأضاف: «يجب أن نكون جميعا بمستوى المسؤولية ونقدم للبنانيين صورة جيدة عن تضامننا».

وسبق جلسة مجلس الوزراء أخذ الصورة التذكارية للحكومة على درج حديقة الرؤساء في القصر الجمهوري، وذلك بمشاركة رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب نبيه بري، فيما غاب ممثل الكتائب الوزير سليم الصايغ.