مستشارو أبو مازن يلوحون بتسلم حماس الرئاسة.. والزهار يرد: فليذهب من دون أسف

مصادر فلسطينية لـ «الشرق الأوسط»: خطوة عباس لم تؤت أكلها ومستشاروه يشيرون إلى بخطوات أخرى

TT

اعتبرت السلطة الفلسطينية أن الرسائل الأميركية بشأن عدم تغير موقف واشنطن من الاستيطان، غير كافية، وقال صائب عريقات، مسؤول الوفد الفلسطيني المفاوض: «هذه الرسائل والتطمينات بشأن الاستيطان لا تصرف في السياسة الواقعية».

وتوترت العلاقة بين السلطة وواشنطن بعد اتهام الأخيرة بمحاباة إسرائيل والتراجع عن موقفها بشأن ضرورة وقف الاستيطان. ويتهم مقربون من الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، بأنها أكثر من ساعد عباس على اتخاذ موقف بعدم الترشح ثانية، خاصة بعدما قالت إن اقتراحات إسرائيل بشأن وقف الاستيطان «غير مسبوقة».

وزاد الطين بلة أن كلينتون نفسها قالت إنها مستعدة للتعامل مع عباس بأي صفة، وهو ما فسر في رام الله على أنه إشارة إلى أن واشنطن لا تأبه كثيرا باستقالته. وأكدت مصادر فلسطينية متعددة لـ«الشرق الأوسط» أن خطوة عباس لم تؤت أكلها كما يجب حتى الآن، وهو ما دفع مستشاريه إلى التلويح بخطوات أخرى، ربما بدت غير ممكنة، ومنها مثلا أن يقدم عباس استقالته، فتؤول رئاسة السلطة إلى حماس. وقال عريقات نفسه إن إسرائيل ستضطر في نهاية المطاف إلى التعامل مع حماس إذا ما استقال عباس قبل الانتخابات الفلسطينية المقبلة «وعندها سيتولى رئيس البرلمان الفلسطيني عزيز دويك عن حركة حماس مهام منصبه». وكانت مصادر أخرى في فتح تحدثت عن إمكانية أن يقدم عباس استقالته كذلك من الحركة ومن منظمة التحرير، والبعض تحدث عن حل السلطة الفلسطينية برمتها. وقال مصدر مطلع لـ«الشرق الأوسط»: «هذه كلها تخبطات، الرئيس لا يفكر بالاستقالة أو حل السلطة، وإنما مصمم على موقفه من عدم الترشح ثانية، وطلب مرارا من فتح أن تجد مرشحا آخر». ولم ينف المصدر أن السلطة تعيش لحظة حرجة، بسبب الموقف الأميركي، وقال المصدر: «الأميركيون كانوا أبلغوا سلفا بخطوة الرئيس، وكلينتون ناقشت الأمر قبل إعلانه، ولم يتحركوا لا قبل ولا بعد».

وأكد عباس في حفل غداء مع رجال أعمال أن «الاتفاق مع الجانب الإسرائيلي كان قريبا جدا، إلى أن جاءت الحكومة الجديدة وقالت يجب أن نبدأ من الصفر». وتساءل عباس: «كيف نبدأ من الصفر بعد كل هذه المفاوضات؟ والأمر المعروف دوليا أن كل حكومة تسلم للحكومة التي تليها، ولا تبدأ من نقطة الصفر».

وجدد عباس موقفه بأن «الاستيطان يجب أن يتوقف لنتمكن من الرجوع للمفاوضات، وبعد توقف الاستيطان نقول لهم إننا سنعود للمفاوضات». وتابع أن «البند الآخر هو مرجعية المفاوضات، بمعنى على ماذا نتفاوض، وهذا موجود في خطة خريطة الطريق، وتضمنه كلام الرئيس الأميركي السابق جورج بوش عن شعارين اثنين ثبتا في خريطة الطريق، الأول إقامة دولة فلسطينية مستقلة متصلة قابلة للحياة تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل، والثاني إنهاء الاحتلال».

وبينما ما زالت فصائل منظمة التحرير تتمسك بعباس مرشحا وحيدا، قالت حماس إن عليه أن يذهب من دون أسف. وقال محمود الزهار القيادي البارز في الحركة إن «المناورة السياسية لا تصلح مع شخصية أبو مازن، فهي تصلح لشخصية محبوبة لها شعبية كبيرة يمكن أن تخرج الجماهير لتطالبها بالعودة». وأضاف: «أعتقد أن تجربة تنحي الرئيس عبد الناصر بعد حرب 67 تجربة مماثلة، لكنه عندما تنحى خرجت الجماهير لتطالبه لأنه كان رجلا محبوبا، لكن أبو مازن يحاول أن يصنع له مظاهرات هنا أو هناك يشارك فيها العشرات». وتابع: «إذا ذهب عباس لن يأسف عليه أحد، لأنه لم يأت بشيء إلا محاولة الانقلاب الدموي على الشرعية التي جاءت بحماس بانتخابات نزيهة». ومضى يقول: «سواء كان (الإعلان) مناورة أو غير مناورة الرجل عليه أن يذهب، ولما يذهب لن يأسف عليه إلا قلة، والشعب الفلسطيني لن يعجز أن يجد قياداته».

ورفضت حماس بشدة التلويح بها كورقة مساومة. واتهم سامي أبو زهري، الناطق باسمها، عريقات بأنه يتبادل مع شاؤول موفاز، من قادة حزب «كديما» الإسرائيلي، التلويح بورقة حماس، معتبرا أنها سياسة «غير نظيفة» لن تتورط فيها حماس.