أحمدي نجاد: أرسلت خطابا إلى أوباما لتشجيعه.. لكن أين التغييرات في سياساته؟

قال إن الملف النووي «أغلق».. وإن أميركا لا يمكنها الجمع بين صداقة إسرائيل ودول المنطقة

الأميركية سيندي هيكي تحمل صورة لابنها شين باور المعتقل مع أميركيين اثنين منذ يوليو الماضي بتهمة الدخول للأراضي الإيرانية بشكل غير شرعي (أ.ب)
TT

بناء قنابل نووية أمر غبي.. على أميركا أن تنبذ إسرائيل لتكسب أصدقاء في الشرق الأوسط.. نحتاج الحب والروحانية وليس النزعة الاستهلاكية الرأسمالية الفاشلة.

العالم بالنسبة للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لا يخلو من المفاجآت، وهو يشرح وجهات نظره في خطب بليغة وينتقد خصومه بطريقة لا تخلو من الفكاهة. وحتى إن أرقه القلق بالليل بسبب استياء في الداخل أو الجدل حول فوزه بانتخابات يونيو (حزيران) أو الضغوط الدولية من أجل العدول عن السياسة النووية الإيرانية أو حتى حدوث ضربة عسكرية إسرائيلية، فإن الرئيس البالغ من العمر 53 عاما لا يعبر عن هذه المخاوف علانية. وفي مؤتمر صحافي مطول عقد مساء أول من أمس بعد قمة منظمة المؤتمر الإسلامي في اسطنبول أجاب أحمدي نجاد، الذي كان يرتدي سترة دون رابطة عنق، على بعض الأسئلة بينما تجنب الرد على بعضها الآخر.

بدأ أحمدي نجاد المؤتمر بعظة عن شرور الفقر الذي سببته الرأسمالية واتهم الغرب باستخدام «ما يسمى بالديمقراطية» والليبرالية والإنسانية كقناع يخفي محاولة للهيمنة على العالم.

وعند سؤاله عن السياسة النووية لبلاده أجاب أحمدي نجاد باقتضاب مؤكدا أن هذا «ملف مغلق» وأشار إلى ما تقول إيران إنه حقها في تخصيب اليورانيوم للأغراض المدنية بغض النظر عن الشكوك الخارجية في أهدافها النووية.

وأضاف أن طهران تعتزم تركيب 50 ألفا من أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم في موقع نطنز ومنشأة نووية قرب قم كشفت عنها مؤخرا والمقرر استخدامهما كمحطتين لتوليد الكهرباء بعد اكتمال بنائهما. وتابع الرئيس الإيراني عبر مترجم في تصريحات نقلتها وكالة «رويترز»: «ريثما نلبي احتياجاتنا سنصدر الفائض». وتجنب أحمدي نجاد الرد على أسئلة عما إذا كانت إيران ستقبل خطة صاغتها الأمم المتحدة ترسل بمقتضاها معظم مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب لمعالجته في الخارج لاستخدامه في مفاعل للأبحاث الطبية وبالتالي تهدئ المخاوف الدولية وتكسب وقتا للتفاوض حول حل طويل الأمد.

وانتقد أحمدي نجاد ـ الذي أشعل تشكيكه في المحارق النازية ودعواته المتكررة إلى محو إسرائيل القلق من نوايا طهران النووية ـ حماقة بناء القنابل الذرية. وقال «عهد استخدام القنابل الذرية ولى.. لو أمكن استخدامها لانتصر النظام الصهيوني على شعب غزة ولبنان. هل ساعدت القنبلة الذرية الولايات المتحدة في العراق أو أفغانستان.. هل أكسبتها شعبية». وقال أحمدي نجاد إن الأموال التي تنفقها القوى العالمية على الأسلحة النووية لن «تشفي جراحا» ولن تبني مدارس أو تنمي اقتصادات. وتابع «يصنعون قنابل ذرية ويتحدثون في الوقت نفسه عن حقوق الإنسان.. هذا يجب أن يتغير». وردا على سؤال عن السياسات الأميركية التي يجب تغييرها قبل أن تقبل طهران عرض الرئيس الأميركي باراك أوباما بإجراء حوار، قال إنه أرسل خطابا إلى نظيره الأميركي لتشجيعه. وتساءل «لكنني أسألكم أين التغييرات». وقال إن أوباما لم يف بوعده بإغلاق السجن الأميركي في خليج غوانتانامو بكوبا ولم يغير سياسات الولايات المتحدة حيال إسرائيل والفلسطينيين أو تجاه العراق وأفغانستان. وأقر بأن التخلي عن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل أمر «صعب» بالنسبة لأوباما، لكنه أضاف «لا يمكنه أن يحصل على صداقة النظام الصهيوني القاتل ودول المنطقة في نفس الوقت».