بيرنز: بعد غد أفضل من الغد في الشرق الأوسط

اعتبر تكتيكات إيران غير مشجعة.. وأكد عدم اعتراف واشنطن بشرعية المستوطنات

TT

عبر وكيل وزير الخارجية الأميركية ويليام بيرنز أمس عن التحديات الكبيرة التي تواجه الولايات المتحدة في المنطقة، قائلا إنه غير قادر على الحديث عن تقدم في الشرق الأوسط بينما التطورات في الملف النووي الإيراني حاليا غير مشجعة. وقدم بيرنز تقييما صريحا وحذرا حول التطورات في المنطقة أمام مؤتمر «معهد الشرق الأوسط» السنوي أمس، قائلا إن المستقبل القريب مليء بالتحديات. إلا أنه شدد على أنه يمكن معالجة هذه التحديات، وأن «ما بعد غد أفضل من يوم غد» في المنطقة.

وركز بيرنز على أربعة ملفات أساسية هي تحقيق السلام في المنطقة، واستقرار العراق، ومعالجة الملف الإيراني، وتحسين الأوضاع الاقتصادية والسياسية في المنطقة. وبدأ بيرنز حديثه عن إيران بالإشارة إلى «أحد أكثر الأحداث المؤلمة والمخزية» في العلاقات الإيرانية ـ الأميركية، وهي احتجاز الدبلوماسيين الأميركيين في إيران قبل 30 عاما، مشيرا إلى أن الإيرانيين أيضا لديهم «شكاوى» تجاه واشنطن. ولكنه قال إن السؤال هو «هل يمكننا تخطي هذا الماضي؟»، مشددا على أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أوضح أن الولايات المتحدة قادرة على ذلك. وقال بصريح العبارة: «نحن لا نريد تغيير النظام في إيران»، مضيفا أن الولايات المتحدة «أظهرت الاستعداد على اتخاذ خطوات لبناء الثقة». وكرر موقف الإدارة الأميركية بالاستعداد لحوار جدي مع إيران حول ملفها النووي، لكنه عبر عن بعض القلق من التطورات الإيرانية حول عدم ردها الصريح على عرض الدول الست الكبرى والوكالة الدولية للطاقة الذرية، قائلا: «المحادثات في جنيف الشهر الماضي كانت بداية بناءة، ولكن تكتيكات إيران في الأسابيع الأخيرة غير مشجعة، ونحن وشركاؤنا الدوليون غير مهتمين بالحديث من أجل الحديث». وأشار بيرنز إلى المعارضة الداخلية للنظام الإيراني، قائلا إن واشنطن تراقب تطلعات الشباب في إيران والمطالبة بـ«الحقوق العالمية للعدالة والازدهار». وأضاف: «لن نغفل الانتهاكات ولن نتخلى عن مبادئنا».

وتحدث بيرنز مطولا عن أهمية إحلال السلام في الشرق الأوسط، قائلا إنه «لا توجد قضية أخرى تمس صلب ما يحرك المشاعر في الكثير من الشرق الأوسط». وأضاف أن «الأطراف نفسها يجب أن تتخذ الخطوات نفسها للسلام»، لكنه شدد أيضا على أهمية الدور الأميركي الذي تعهد بأنه سيتواصل في هذه القضية بناء على حل الدولتين الذي يقدم الأمن لإسرائيل و«ينهي الاحتلال منذ 1967 وينهي الإهانة اليومية التي يتعرض لها الفلسطينيون». وبينما تعمل الإدارة الأميركية على استئناف الحوار المباشر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، حاول بيرنز التقليل من تصريحات هيلاري كلينتون في إسرائيل عندما صرحت بأن عرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «غير مسبوق» للعمل على الحد جزئيا من النشاط الاستيطاني. وقال بيرنز أمس: «نحن لا نقبل شرعية المستوطنات الإسرائيلية المستمرة، ونعتبر أن عرض إسرائيل لتقليص النشاط الاستيطاني قد يكون خطوة مهمة، ولكن من الواضح أنه أقل من الالتزام المطلوب لوقف كامل للنشاط الاستيطاني». وأضاف أن على المجتمع الدولي أن «يدعم الخطة الفلسطينية المثيرة للإعجاب خلال السنوات المقبلة ببناء المؤسسات التي تحتاجها دولة فلسطينية»، في إشارة إلى خطط رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض للتركيز على مؤسسات السلطة الفلسطينية.

وأقر بيرنز بعدم وجود تقدم حقيقي في مسار السلام، قائلا: «أتمنى لو كنت واقفا أمامكم لأشير إلى تقدم ملموس للسلام في الشرق الأوسط، ولكن لا أستطع ذلك»، لكنه أضاف: «ما يمكنني قوله هو أن التزام الإدارة الأميركية وجهدها غير متراجع، وسنواصل العمل على استئناف المفاوضات من أجل حل الدولتين».

ويذكر أن «معهد الشرق الأوسط» كرم الطبيب الفلسطيني عز الدين أبو العيش الذي فقد بناته الثلاث في قصف إسرائيلي على فلسطين، وما زال يطالب بالسلام في حفل عشاء مساء أول من أمس.

وفي ما يخص العراق أشاد بيرنز بالتقدم السياسي بعد إصدار البرلمان العراقي قانون الانتخابات، ولكنه قال إن التحديات في العراق ما زالت قائمة، مما يستدعي دورا أميركيا متواصلا في العراق. وصرح بيرنز بأن «الطريق ما زال صعبا وغير كامل لهدف نتطلع إليه جميعا، عراق ذي سيادة يعتمد على نفسه ومستقر ويعيش بسلام مع دول جواره»، لكنه أضاف أن «التقدم واضح في العراق» في ما يخص التقدم السياسي والاقتصادي. وتابع: «الهجمات الإرهابية لم تثر نزاعا طائفيا أو تضعف مؤسسات الحكومة، شهادة لقدرة العراقيين على التحمل... والولايات المتحدة ستبقى واقفة إلى جانب العراق ولتحقيق التزاماتنا بموجب الاتفاقيات» الأمنية والسياسية بين البلدين. ولفت إلى جهود واشنطن إلى «إعادة العراق إلى دوره بين دول جواره».