المهدي: فوز البشير في انتخابات أبريل يعني انفصال الجنوب وتدهور دارفور ومواجهة دولية

رئيس «الأمة» لـ«الشرق الأوسط»: نحذر من انتخابات «مضروبة» مثلما حدث في كينيا وزيمبابوي

TT

أكد الصادق المهدي، رئيس حزب الأمة المعارض، رئيس وزراء السودان السابق، أن انتخاب حزب المؤتمر الوطني السوداني الحاكم الذي يتزعمه الرئيس عمر البشير، في الانتخابات المقررة في أبريل (نيسان) المقبل، يعني انفصال جنوب السودان انفصالا عدائيا.

وقال الصادق المهدي، الذي يزور القاهرة حاليا، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن انتخاب المؤتمر الوطني سينقل الروح المعادية في مواجهاته مع الحركة الشعبية إلى المستقبل، وستشهد الأحوال في دارفور مزيدا من التدهور، وسيحدث استقطاب في القوى السياسية لأن المؤتمر الوطني نهجه نهج إقصائي، كما ستحدث مواجهة مع الأسرة الدولية لأن المؤتمر الوطني ألغى أي حديث عن المحكمة الجنائية الدولية التي تجد سندا كبيرا من الولايات المتحدة وأوروبا وأكثر من 106 دول تعترف بها وتتعامل معها. وقال إن هذا يعني أن يدفع الشعب السوداني ثمن المواجهة مع المجتمع الدولي.

وحول توقعاته لمستقبل الجنوب في ظل تصاعد الخلاف بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني قال المهدي «أعتقد أن الرأي العام الجنوبي إذا اعتبر أن الوحدة هي استمرار للذي يحدث في الجنوب حاليا فسيرفضها، خاصة أن الجنوب يشهد تدهورا أمنيا ونزاعات قبلية كبيرة». وأضاف «لكن الموقف في الجنوب فيه إمكانية لخطاب جديد يؤكد أولا أن الوحدة يمكن أن تكون مختلفة عن وضعها الحالي، وأن المظالم التاريخية الجنوبية يمكن أن تلقى علاجا من القوى السياسية التي تؤمن بالديمقراطية، وهي مؤهلة لجعل الوحدة جاذبة، وإذا اتضح أن الإخوة في الجنوب قد عزفوا تماما عن الوحدة فهذه القوى مؤهلة لإبرام اتفاق يجعل الانفصال أخويا». وحول علاقتهم بحزب المؤتمر الوطني حاليا قال المهدي «إن ما بيننا وبينهم خلاف حقيقي، لأن المؤتمر الوطني يمثل فكرة التمديد للإنقاذ، وأيضا يمثل الشرعية للأسلوب الانقلابي واستمرار الأوضاع كما هي الآن، بينما نحن نمثل شيئا مختلفا، حيث إننا نمثل الشرعية الديمقراطية، بالإضافة إلى أن هناك برنامجين مختلفين تماما، ولذلك نحن نعتقد أن هناك قضايا قومية يجب أن يجري فيها تفاهم».

وقال المهدي «إن مفوضية الانتخابات في السودان تحاول أن تلعب دورا حياديا وقوميا، ولكن القوى السياسية استعدت لتراقب كل الإجراءات لضمان نزاهتها، على الرغم من أنهم حتى الآن اكتشفوا تصرفات غير قانونية وقاموا بإبطالها»، وأشار إلى أن فترة التسجيل للانتخابات ضيقة، وهى في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، فهو يصادف شهر الحصاد، وشهر الحج والعيد، وهي كلها شواغل تحتاج لمد فترة التسجيل حتى نهاية ديسمبر (كانون الأول).

ولكن المهدي اعتبر المناخ الحالي في السودان غير صحي، نسبة للحرب الباردة والمعلنة بين شريكي الحكم في السودان، المؤتمر الوطني والحركة الشعبية، وقال إن هذا يؤكد على وجود مناخ سيئ لإجراء انتخابات، مشيرا إلى أن المؤتمر الوطني يسلك سلوكا يتسم بالعناد والانفراد ولا يريد التجاوب مع رؤى الآخرين.

وقال المهدي إنه دعا إلى اجتماع قمة لقيادات القوى السياسية الرئيسية في البلاد للاتفاق على تغيير المناخ السياسي، لإجراء الانتخابات في جو مناسب، وهذا يمكن أن يسهم في إزالة المرارات السائدة حاليا. وحذر المهدي من انتخابات «مضروبة»، مثلما حدث في عدد من دول العالم، ستفجر فورا أعمال عنف كما حدث في كينيا وزيمبابوي ومناطق كثيرة أخرى، وقال «حتى لا تقود الانتخابات إلى صدام ومواجهات عنيفة فلا بد من الحرص على نزاهتها».