نائب بحريني: «الوفاق» غيرت رأيها من بيان دعم السعودية بعد تعرضها لإحراج أمام الرأي العام

الشارع البحريني لا يزال في جدل حول عدم تصويت المعارضة على البيان

TT

لا يزال الجدل محتدما في أوساط الشارع البحريني على خلفية عدم تصويت جمعية الوفاق المعارضة على بيان دعم السعودية ضد المتسللين الحوثيين، ويبدو أن تأكيد المعارضة البحرينية عبر «الشرق الأوسط» بأنها تقف مع السعودية في الدفاع عن أراضيها، لم يفلح في إيقاف الهجوم الذي تتعرض له من قبل أطياف الشارع البحريني، حيث نفى أمس النائب الشيخ عبد الحليم عضو كتلة الأصالة الإسلامية (سلفيين) أن انتقاد النواب لموقف كتلة الوفاق من بيان التضامن مع السعودية «لا يعد صيدا في الماء العكر كما ادعى البعض، وإنما هو تعبير عن صدمتنا الحقيقية من الرفض الوفاقي لدعم السعودية في الدفاع عن أراضيها».

ومنذ جلسة الثلاثاء الماضي، التي أصدر البرلمان البحريني فيها بيانا دعم فيه السعودية ضد هجمات المتسللين، ولم يصوت نواب الوفاق السبعة عشر على هذا البيان، والجدل في الشارع البحريني لم يتوقف، ففيما يقول خصوم الوفاق في البرلمان إنها تعاملت مع الموقف بشكل طائفي، وإنها تصوت ضد أي مواقف ضد إيران وتتخلى عن دعم أقرب حلفاء البحرين، مثل السعودية، ترد الوفاق بعدم المزايدة على موقفها مع «الشقيقة الكبرى»، وتؤكد أن النواب السنة أرادوا أن يكيدوا لها من خلال عدم إطلاع نواب الكتلة على البيان قبل إصداره.

لكن جمعية الأصالة السلفية، عادت للرد أمس على تبريرات الوفاق، عبر النائب عبد الحليم مراد، الذي قال في تصريحات له «في الحقيقة نحن ذهلنا بالفعل من امتناع الوفاق عن التصويت لصالح البيان، ثم تعجبنا من الحجج التي ساقتها لتبرير موقفها بعد إحراجها الشديد أمام الرأي العام. فتارة تقول إن الرفض ينبع من عدم رغبتها في التدخل في العلاقات اليمنية السعودية، وتارة أخرى تقول إن البيان تم تمريره بشكل سري بين النواب، ولم تكن على علم به. وهذا أمر يثير العجب، فالبيان لا يتدخل مطلقا في الشؤون السعودية اليمنية فضلا عن أن الوفاق سبق أن صوتت على بيان يدعو لعدم توجيه ضربة عسكرية لإيران وبيانات أخرى كثيرة متعلقة بدعم دول شقيقة كالسودان وغيرها، فلماذا لا تؤيد السعودية هذه المرة؟».

ويعترض النائب مراد على ما أشارت به جمعية الوفاق بأنها لم تكن على علم بالبيان، واصفا هذا التبرير بأنه «محض افتراء، فالأخ النائب حسن الدوسري عرض البيان على نائب رئيس الكتلة خليل المرزوق من أجل التوقيع لكن المرزوق رفض. وقام رئيس الوفاق الشيخ علي سلمان بطلب سحب البيان وعدم إصداره حتى لا يضطروا إلى رفضه وبالتالي يحرجون أمام الرأي العام، لكن النواب رفضوا وأصروا على إصدار البيان باسم مجلس النواب الذي يمثل شعب البحرين، انطلاقا من أن الواجب يحتم علينا إظهار دعمنا السياسي والمعنوي للشقيقة الكبرى السعودية في حقها المشروع في الدفاع عن أراضيها».

ويوصل النائب عن كتلة الأصالة تصريحه بالقول «في الحقيقة نحن أحسنا الظن بجميع الكتل بما فيها الوفاق، ولم نتوقع بالفعل أن أحدا سيتخلف عن التصويت مع البيان، لكن توقعنا لم يصدق. ولا شك أن ذلك سبب إحراجا كبيرا للوفاق ولمرجعيتها ورموزها، وهذا الإحراج لا يجب إلقاء مسؤوليته على من ينتقدها، كما يحاول البعض فعله».

وتابع مراد، «ليس خافيا الدعم اللا محدود الذي تقدمه السعودية للبحرين، وللعالم الإسلامي بأكمله. ومن الواجب على الجميع أن يساندها، ولو معنويا، في حقها في الحفاظ على أمنها ورد المعتدين. خاصة أن المملكة كما عهدناها لا تميل إلى الاعتداء على جيرانها والتدخل في شؤونهم، بل على العكس تتبع سياسة هادئة متزنة. كما أنها لم تقم بأي عمل عسكري ضد الحوثيين منذ بداية قتالهم مع الحكومة اليمنية في 2004، فطوال ست حروب خاضها الجانبان لم تطلق المملكة العربية السعودية رصاصة واحدة لصالح أو ضد الحوثيين، بل التزمت الصمت والحياد رغم أنهم على حدودها الشمالية. أما وهم قد بادروا بالاعتداء السافر وتسللوا إلى الحدود واحتلوا بعضها وقتلوا ضابطا سعوديا بريئا فإن المملكة في هذه الحالة قامت برد مشروع بل ومطلوب لدفع هذا الاعتداء الآثم».

وكان النائب السلفي الشيخ جاسم السعيدي قد طالب في خطبة الجمعة أول من أمس، الأمة الإسلامية بالوقوف مع المملكة العربية السعودية جنبا إلى جنب «دعما لتثبيت الأمن واستقرارها ودعما لولاة أمرها الذين نصبوا أنفسهم خداما لبيت الله الحرام وبذلوا أقصى ما يمكن في سبيل تطوير البيت الحرام والمسجد النبوي وإيجاد سبل الراحة لضيوف الرحمن، ودعموا نشر الإسلام والعقيدة الإسلامية الصحيحة في أرجاء الجزيرة العربية بل والعالم أجمع»، وأضاف السعيدي «ومن يرد للسعودية غير ذلك أو يرفض نصرتها والوقوف معها فاعلم أن في قلبه مرضا وأنه لا يريد الخير للإسلام والمسلمين».