مساعد وزيرة الخارجية الأميركية: لن نفرض حلا أميركيا في الشرق الأوسط

جدد موقف واشنطن في احترام حق السعودية باتخاذ إجراءات دفاعية

عناصر من الشرطة الفرنسية يفضون جمهرة من الفرنسيين الغاضبين تجمعوا لتلقي اموال نقدية بعد اعلان خادع من شركة فرنسية على الانترنت قالت انها ستوزعها قبل ان تتراجع متذرعة بأسباب امنية (إ ب أ)
TT

تواصل الإدارة الأميركية مراجعة آخر التطورات في المنطقة بعد رصد آراء المسؤولين الفلسطينيين والعرب والإسرائيليين بعد زيارة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون للمنطقة، على أمل التوصل إلى صياغة لإطلاق محادثات السلام. وصرح مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون العامة بي جي كرولي بأن «جزءا من رسالة الوزيرة عندما كانت في المنطقة مؤخرا هو تذكير الجميع بأن لدى الجميع مصلحة وأن عليهم دفع الأطراف (الفلسطينية والإسرائيلية) في وقت يفكرون بقرارات صعبة جدا جدا من أجل دخول المفاوضات». وأضاف في مؤتمر صحافي عن التطورات في الشرق الأوسط أن واشنطن «لن تفرض حلا أميركيا على الأطراف»، نافيا وجود خطة أميركية للتوصل إلى اتفاق سلام، بل إنها «مستعدة للعب الدور التقليدي الذي لعبناه في الماضي» في دفع العملية، وفي الوقت المناسب قد تطرح واشنطن أفكارا للتقدم في تلك العملية. وكرر كرولي موقف الحكومة الأميركية بالتمسك بالعمل على السلام في المنطقة، قائلا: «لم نتخل عن هدفنا وهو إعادة الأطراف إلى المفاوضات بأسرع وقت ممكن ولبدء العمل الجاد على التفاصيل المحددة والمعقدة والملموسة للتوصل إلى حل عادل واتفاق نهائي وتأسيس دولة فلسطينية». ويبدو أن التحذيرات من احتمال انفجار الموقف في المنطقة ونشوب العنف مع تعثر عملية السلام له وقعه لدى الإدارة الأميركية، إذ قال كرولي إن المخاوف من اندلاع مواجهات في المنطقة «من بين الأسباب التي تجعلنا ملتزمين جدا بالسلام في الشرق الأوسط، لأننا لا نريد أن نشهد فراغا، لقد رأينا جهودا تتوقف في الماضي وعندما يحدث ذلك هناك مخربون في المنطقة يحاولون استغلال ذلك، وهذه من بين الأسباب التي جعلت إدارة أوباما منذ البداية تستثمر هذه القضية». وصرح كرولي بأن الرئيس الأميركي باراك أوباما وكلينتون أبلغا الأطراف المعنية مباشرة بأن في رأيهم «في هذا الوقت الطريقة الأمثل للمضي قدما هي بدء المفاوضات المباشرة بأسرع وقت ممكن»، لافتا إلى أنه على الرغم من أهمية التعامل مع قضية المستوطنات، فإن وقفها «ليس شرطا مسبقا» لبدء المفاوضات. وقال كرولي: «نبحث ربما عن بعض الأفكار الجديدة في ما يخص غلق الفجوة الموجودة وإعادة الأطراف للتواصل والعودة إلى المفاوضات». وأكد أن المبعوث الأميركي الخاص للسلام في الشرق الأوسط السيناتور جورج ميتشل يواصل اتصالاته خلال الأيام والأسابيع المقبلة وأنه سيتوجه مجددا للمنطقة في الفترة المقبلة، من دون تحديد موعد لذلك. ونفى كرولي مجددا الإشاعات التي تدور بأن ميتشل يفكر بالاستقالة، قائلا «إنها إشاعة شهرية». ويبحث المسؤولون الأميركيون في الوقت الراهن عن سبل للتواصل «المباشر وغير المباشر» بين الفلسطينيين والإسرائيليين من أجل بحث قضايا محددة للعمل باتجاه السلام، على أمل أن تكون هناك اجتماعات على الصعيد الرسمي والرفيع بين المسؤولين من الطرفين بالإضافة إلى وجود مفاوضين ومجموعات تقنية تبحث قضايا الحل النهائي. وفي ما يخص المسار السوري ـ الإسرائيلي، قال كرولي إنه إذا رغبت الحكومات التركية والسورية والإسرائيلية في مواصلة المحادثات السورية ـ الإسرائيلية غير المباشرة وبوساطة تركية «هذا بالطبع سيكون أمرا ندعمه». ولم يوضح كرولي إذا كان الرئيس الأميركي قد بحث هذه القضية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في زيارته إلى واشنطن الأسبوع الماضي، لكنه قال: «إنه بالطبع عنصر في محادثاتنا مع سورية». وفي ما يخص العلاقة بين تركيا وإيران، قال كرولي: «هناك شيء من المبادرة التركية مؤخرا لتوثيق علاقتها مع إيران، نعتقد أن هذا أمر مفيد لأننا نعتقد أنه يجب أن تكون هناك مجموعة من الأصوات تتحدث للحكومة الإيرانية حول مسؤولياتها وحاجتها بأن تلعب دورا أكثر بناء في المنطقة». وكرر كرولي موقف الإدارة الأميركية بأن المشاكل مع إيران ليست محصورة بين واشنطن وطهران، بل في إطار المجتمع الدولي، موضحا: «أحيانا الحكومة الإيرانية تحاول أن تجعل الموضوع بين الولايات المتحدة وإيران، وهو مع المجتمع الدولي, ولهذا نحن، كمجتمع دولي ننتظر رد إيران الرسمي في ما يخص مسؤولياتها وفي ما يخص برنامجها النووي وردها على المقترح المعروض حول المنشأة في طهران»، في إشارة إلى عرض بتزويد إيران بوقود نووي لمفاعلها في طهران لاستخدامات طبية مقابل إرسال نحو 70 في المائة من اليورانيوم القليل التخصيب إلى الخارج. ولفت كرولي إلى أن مساعد وزيرة الخارجية للشؤون الأوروبية فيليب غوردن كان في تركيا التي غادرها أول من أمس لبحث قضايا عدة مع الأتراك، مضيفا: «منذ عقود نثمن علاقتنا مع تركيا وأهمية تركيا كدولة محورية في المنطقة، لقد لعبت تركيا دورا بناء جدا من حيث علاقاتها مع الدول الأخرى في المنطقة». وتأتي الإشادة الأميركية بتركيا قبل أسابيع من استعداد واشنطن لاستقبال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في زيارة رسمية بداية الشهر المقبل، حيث من المتوقع أن يتم بحث العلاقات الثنائية وقضايا المنطقة ومنها الملف الإيراني.

وعلى صعيد آخر، كرر كرولي موقف واشنطن في «احترام حق السعودية لاتخاذ إجراءات دفاعية، ولكن نترك تفاصيل الأعمال العسكرية للحكومتين». وذلك في إشارة إلى السعودية واليمن فيما يتعلق بانتهاكات المتسللين للحدود السعودية. وأضاف: «لقد رأينا الادعاءات بأنه قد يكون هناك «لاعبون» يثيرون المشاكل ونأمل أن تحل القضية بأسرع وقت ممكن، نرغب في رؤية نهاية للمواجهات». وشدد كرولي على «قلقنا على أمن المدنيين»، قائلا «من الواضح أن العمل العسكري يخلق ضررا للبنى التحتية المدنية ولدينا قلق ونريد أن نرى موظفي الإغاثة يستطيعون دخول المنطقة والمساعدة في توفير احتياجات سكان المنطقة».