إنفلونزا الخنازير: أول وفاة بالفيروس في المغرب والقضاء المصري يؤيد التطعيم الإجباري للحجاج

آسيا ستحصل على 500 ألف جرعة علاجية من العقاقير المضادة للمرض العام المقبل

TT

أعلنت وزارة الصحة المغربية تسجيل أول حالة وفاة بفيروس إنفلونزا الخنازير (إتش1 إن1)، يوم الجمعة الماضي في مدينة وجدة بشرق المغرب، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء المغربية. وأضافت الوزارة أن شابا يبلغ من العمر 23 عاما فارق الحياة «بعد أن بينت التحاليل إصابته بالفيروس».

وذكرت الوزارة أن الشاب نقل لمستشفى الفرابي بوجدة في العاشر من هذا الشهر «جراء إصابته بالتهاب رئوي قبل سبعة أيام مصحوبا بالحمى». وقالت إنه كان يعاني من «سمنة مفرطة ومن داء السكري تم اكتشافه لدى إدخاله إلى المستشفى». وأضافت الوزارة أنه غادر المستشفى بطلب ملح من والده في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، ليعود إليه يوم الجمعة الماضي بعد إصابته «بصعوبة كبيرة في التنفس وحمى مرتفعة». وأشارت الوزارة إلى انه تم تسجيل حتى يوم أول من أمس 892 حالة إصابة بالفيروس في المغرب.

من جهة أخرى، أيدت محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة في مصر أمس قرار وزير الصحة المصري حاتم الجبلي بإلزام الراغبين في أداء مناسك الحج لهذا العام بالتطعيم بالمصل المضاد لفيروس إنفلونزا الخنازير. وأكدت المحكمة في حيثيات حكمها المتقدم أن قرار وزير الصحة جاء حفاظا على المصلحة العامة لحجاج بيت الله الحرام، وأنه ثبت للمحكمة من خلال التقارير الطبية لوزارة الصحة أن هذا المصل آمن تماما وليست له أي أعراض جانبية أو أضرار على الصحة العامة.

وكان عدد من الراغبين في أداء مناسك الحج قد أبدوا اعتراضهم على قرار الوزير لإجبارهم على التطعيم خشية تعرضهم لأعراض جانبية لا يحمد عقباها جراء حقنهم بهذا المصــل، خاصة أنه لم يســــبق تجربتــــه ليتضح إذا ما كان له آثار ضــــارة أم لا، مؤكدين أنهـــم علمــــوا أن للمصـــل أضـــرارا خطــــيرة ويسبب العديد من الأمراض.

وأقام المتخوفون من القرار دعواهم أمام القضاء الإداري مطالبين فيه بوقف تنفيذ وإلغاء القرار المذكور، علاوة على طعنهم على قرار آخر للوزير يقضي بتنظيم تداول شهادة اللياقة الطبية من أجل السفر للحج، إلا أن المحكمة أيدت بجلسة الأمس قرارات الوزير ورفضت دعواهم. ودافعت وزارة الصحة عن موقفها خلال جلسات القضية بقولها إن المصل تمت تجربته في العديد من دول العالم ولم يثبت أن له أعراضا خطيرة على صحة الإنسان أو يسبب أمراضا، مشيرة إلى أن هذا القرار صدر من أجل الحفاظ على أرواح الحجاج وحماية لصحتهم. وأشارت الوزارة إلى أن التعليمات الصادرة من المملكة العربية السعودية نفسها اشترطت تطعيم الحجاج بالمصل، وأن يكون لدى كل حاج شهادة تفيد تطعيمه ضد الفيروس.

إلى ذلك، قال مسؤول في وكالة يابانية مانحة أمس إن آسيا ستحصل على 500 ألف جرعة علاجية من عقاقير مضادة لإنفلونزا «إتش1إن1» بحلول أبريل (نيسان) القادم لسد أي عجز في المنطقة. ويمول صندوق الائتمان الياباني المخزون الذي يتكلف 18 مليون دولار وهو مبادرة مشتركة بين اليابان والاجتماع الآسيوي الأوروبي وهو برنامج قاري للحوار والتعاون. وقال ناوكو نودا مستشار جهاز التعاون الدولي الياباني لـ«رويترز» على هامش ندوة للمؤسسة الآسيوية الأوروبية حول التأهب لمواجهة الوباء «سيتم توزيع المخزون على أكثر الدول الآسيوية احتياجا إليه وفقا لما تقرره منظمة الصحة العالمية».

وستحتفظ سنغافورة بالمخزون الذي سيشمل 400400 جرعة من عقار تاميفلو من إنتاج شركة روش هولدنج إيه.جي و100 ألف جرعة من عقار ريلينزا المضاد للفيروسات من إنتاج شركة جلاكسو سميثكلاين. ويبدأ تكوين المخزون مع بدء موسم الإنفلونزا الشتوية في النصف الشمالي من الكرة الأرضية. وتقول منظمة الصحة العالمية إن الفيـــــروس الوبـــــائي انتشـــــــر في 206 دول حــــــتى الآن مــــــــع احتساب أحدث الحــــــالات المـــؤكــــــدة في الصومال ونيجيريا وبوروندي. وبحسب إحصاءات المنظمة فإن عــــدد الوفيات بلغ 6250 حالة معظمهـــم من الأميركيين.

وذكر تاكيشي كاساي المستشار الإقليمي لغرب المحيط الهادي في منظمة الصحة العالمية أن الدول الواقعــــــة في النصف الشمالي من الكـــــرة الأرضية مثل كوريا الجنوبيــــــة واليـــــابان استطاعت التعامل مع المرض حتى الآن. وأضاف كاساي لـ«رويترز»: «نترقب أن تواجه دول النصف الشمالي من الأرض ضغطا متزايدا خلال الشهور القادمة على المرافق العلاجية خاصة وحدات العناية المركزة».