الصومال: اشتباكات بين قراصنة بعد خلاف على تقاسم فدية.. توقع عددا من القتلى والجرحى

محاولة أسر سفينة «آلاباما» الأميركية للمرة الثانية خلال 7 أشهر

TT

اندلعت اشتباكات عنيفة فجر أمس في مدينة حاررطيري، إحدى المعاقل الرئيسية للقراصنة بوسط الصومال والتي تبعد نحو 450 كم شمال شرقي العاصمة مقديشو، بين مجموعة من القراصنة الذين حصلوا أول من أمس على فدية قيمتها أربعة ملايين دولار، مقابل الإفراج عن سفينة صيد إسبانية تدعى «الاكرانا». وجاء اقتتال عناصر القراصنة بعد أن نشب خلاف بينهم حول تقاسم الفدية التي حصلوا عليها من إسبانيا، وأدى القتال إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف مليشيات القراصنة المتقاتلة. وقبل الإفراج عن سفينة «الاكرانا» الإسبانية نشب خلاف أيضا بين مليشيات القراصنة حول الذي ينبغي فعله بشأن مصير السفينة. وكان الجدل قائما حول أخذ فدية مقابل الإفراج عن السفينة أو مقايضتها بفدية زائد زملاء لهم محتجزين في عدد من البلدان الأوروبية من بينها إسبانيا. إلا أن القراصنة قرروا في ما بعد الاكتفاء بأخذ الفدية. وغالبا ما يتقاتل القراصنة الصوماليون في ما بينهم عند تقاسم الفدى التي يحصلون عليها. وفي بعض الأحيان تهاجم المليشيات المحلية، الموجودة في المناطق التي يتقاسم القراصنة أموالها، القراصنة لمحاولة الحصول على نصيبها، وعندما يرفض القراصنة ذلك، تخير المليشيات المحلية القراصنة بمغادرة المنطقة أو مواجهة القتال. وقال مسؤول عسكري إسباني كبير أمس إن طائرات هليكوبتر إسبانية فتحت النيران على القراصنة الصوماليين في أثناء مغادرتهم الشواطئ بعد تحرير السفينة «الاكرانا»، إلا أنها عجزت عن إيقافهم. وقال الجنرال في السلاح الجوي خوسيه خوليو رودريغيز فرنانديز إن طائرات الهليكوبتر كانت تحاول أن تأسر القراصنة بعد الإفراج عن السفينة الإسبانية. ولا يزال القراصنة يحتجزون أكثر من عشر سفن وأكثر من 200 شخص على متنها، وقد حاولوا أمس إعادة احتجاز السفينة الأميركية نفسها التي اختطفوها قبل سبعة أشهر وأسروا قبطانها. وأمس هاجم قراصنة سفينة «مارسك آلاباما» للمرة الثانية خلال 7 أشهر، إلا أن الحرس على متن السفينة التي كانت ترفع العلم الأميركي صدوا الهجوم ومنعوا القراصنة من الاستيلاء على السفينة. وكان قراصنة قد اختطفوا سفينة «مارسك آلاباما» في أبريل (نيسان) الماضي وأخذوا القبطان ريتشارد فيليبس رهينة طوال خمسة أيام. وقال الكوماندور جون هاربور، ناطق باسم السلاح البحري الأوروبي، إن مهاجمة سفينة «مارسك آلاباما» للمرة الثانية هي «محض صدفة». وأضاف: «ليست السفينة الأولى التي يتم مهاجمتها مرتين، وهذا رهان تأخذه كل سفينة تمر بهذه المنطقة».

من جهة أخرى، قال قرصان صومالي أمس إن قبطان ناقلة مواد كيماوية مملوكة لجزر فيرجن توفي متأثرا بأعيرة نارية أصيب بها خلال خطف الناقلة هذا الأسبوع. وقال القرصان الذي يدعى محمد في تصريحات لوكالة «رويترز»: «قبطان ناقلة المواد الكيماوية توفي الليلة الماضية متأثرا بأعيرة نارية أصيب بها خلال عملية الخطف». وأضاف: «السفينة متجهة إلى هاراديري وعليها القبطان المتوفى». واختطفت الناقلة «تيريزا 8» يوم الاثنين الماضي وعليها طاقم من 28 كوريا شماليا. إلى ذلك، أعلن وزير الدفاع النرويجي غريتي فاريمو أمس إنه سيتم إرسال القراصنة المشتبه بهم والذين ألقت البحرية النرويجية القبض عليهم إلى كينيا ليمثلوا أمام المحاكمة. وقال فاريمو لصحيفة «بيرجينز تديندي» إنه حتى في حال كانت أحوال مراكز الاحتجاز في كينيا لا تقارن بسجون النرويج، لن تجري محاكمة القراصنة في النرويج. وتتوافق هذه الخطوة مع نهج الاتحاد الأوروبي رغم أن النرويج ليست عضوا في الاتحاد الذي يضم 27 دولة. يذكر أن أسطولا من السفن الحربية التابعة للاتحاد الأوروبي تقوم بدوريات في المياه الدولية قبالة السواحل الصومالية لحماية ممرات الشحن وسفن المساعدات الغذائية التابعة للأمم المتحدة. وتشارك النرويج بسفينة واحدة في تلك المهمة. وفي جنوبي الصومال، قال مسؤولون إن جماعة حركة الشباب الصومالية المسلحة رجمت امرأة (29 عاما) بالحجارة إلى أن لفظت أنفاسها الأخيرة لارتكابها الزنا، في ثاني عملية إعدام تتم خلال هذا الشهر. وأمر الشيخ إبراهيم شيخ عبد الرحمن، قاضٍ بحركة الشباب، أيضا بجلد شريك المرأة في الممارسة الجنسية، وهو رجل غير متزوج، مائة جلدة. وشاهد مئات الأشخاص عملية الرجم في وقت متأخر أول من أمس في قرية إيلبون، جنوب الصومال. وكانت حركة الشباب قد رجمت في وقت سابق هذا الشهر رجلا (33 عاما) بالحجارة إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة لممارسته الجنس في بلدة ماركا الساحلية. وتخوض حركة الشباب وحليفها حزب الإسلام معارك ضد الحكومة المركزية الضعيفة في وسط البلاد، ويسيطر المسلحون على معظم مناطق جنوب ووسط الصومال. ويطبق المسلحون أحكام الشريعة الإسلامية في المناطق التي يسيطرون عليها وينفذون عمليات جلد وإعدام. وفرض المسلحون أيضا حظرا على الحفلات الموسيقية والرقص في مناسبات الزفاف. ولقي ما يقدر بتسعة عشر ألف مدني حتفهم منذ أوائل عام 2007 في الصراع الدموي في الصومال الذي زادت حدته بسبب الغزو الإثيوبي للبلاد للإطاحة بالنظام الإسلامي. وقالت الولايات المتحدة إن حركة الشباب لها صلات وثيقة مع تنظيم القاعدة، وإن البلاد التي ينعدم فيها القانون تتحول سريعا لتصبح أرضا خصبة للإرهابيين.

من جهة أخرى شددت وزارة الصحة في الحكومة الصومالية الإجراءات بشأن إلزام كل الراغبين في أداء مناسك الحج لهذا العام بالتطعيم بجرعات من الأدوية المضادة لفيروس إنفلونزا الخنازير، وذلك بعد أن أكدت منظمة الصحة العالمية أول من أمس ظهور أولى حالات إصابة بهذا الفيروس في الصومال للمرة الأولى. وتوفر وزارة الصحة في الحكومة الصومالية كميات من الأمصال المضادة للإنفلونزا، وتوفر لكل حاج عند سفره حقنات من هذا المصل. كما يتم تأكيد تلقي الحاج في شهادة اللياقة الطبية من أجل السفر للحج بانتظام.