مصدر لـ «الشرق الأوسط» : عناصر التسلل تستخدم جنسيات من القرن الأفريقي لحفر خنادق هندسية

قذيفة مجهولة المصدر تتسبب في مقتل 6 جنود سعوديين وإصابة آخرين.. والقوات البحرية السعودية تواصل تمشيط المياه الإقليمية

TT

ذكرت مصادر عسكرية سعودية أن قذيفة مجهولة المصدر سقطت مساء أول من أمس على موقع عسكري للقوات المسلحة السعودية شرقي الخوبة، أدت إلى مقتل 6 جنود سعوديين وإصابة آخرين كانوا يشاركون في مهمات عسكرية في تمشيط الشريط الحدودي وصد هجمات لمتسللين.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن الجنود المتوفين هم: عبد الرحمن محمد الأحمري، وسلطان شباب البقمي، ومحسن سعيد الزهراني، ومتعب مساعد المالكي، ومرعي محمد الأسمري، وعبد الرحيم قزعه الزهراني. بينما أشارت مصادر طبية في مستشفى صامطة العام أن عددا من حالات الإصابة تم نقلها إلى مستشفى الملك فهد المركزي في «أبي عريش» بينما تم تسليم جثث المتوفين إلى ذويهم، حيث جرى إخلاء إحداها طبيا إلى العاصمة الرياض.

وشهد مستشفى صامطة العام، جنوب جازان، حركة مكثفة منذ الساعات الأولى من صباح أمس الخميس، ترافقت مع تواجد أعداد كبيرة من أهالي المصابين والمتوفين للاطمئنان على أقاربهم وتسلم جثث المتوفين. وذكرت مصادر طبية أن عددا من الحالات المرضية للمدنيين يجري تحويلها إلى المستشفيات والمستوصفات المجاورة وذلك للتركيز على متابعة حالات الإصابة في صفوف العسكريين، مع تزويد المستشفى بكوادر طبية على مستوى عال من مختلف التخصصات، خاصة الجراحة.

وكان سكان محليون ذكروا لـ«الشرق الأوسط» أنهم سمعوا ليلة الأربعاء الماضي دوي انفجار اهتزت له المباني في القرى المجاورة. ولم تكشف أي مصادر أخرى عن مصدر ونوع القذيفة. يأتي ذلك في وقت شهد فيه أمس الخميس طلعات جوية متواصلة ومكثفة للطيران الحربي السعودي، نفذ خلالها عمليات قصف لمواقع المتسللين، فيما استخدمت القوات البرية المدفعية الثقيلة في قصف المواقع التي يتحصن فيها المتسللون. من جهة أخرى أكدت مصادر عسكرية على جبهة المواجهات أن المتمردين اتجهوا إلى تركيز جهودهم القتالية على جبهة المواجهات مع الجيش السعودي في الشريط الحدودي الفاصل. وهو الأمر الذي تتصدى له القوات السعودية بانتشار واسع لجنودها في المناطق الحدودية، بينما تتصاعد عمليات تمشيط برية وتحليق متواصل للطيران الحربي السعودي الذي واصل قصفه للمتسللين.

وأشارت المصادر إلى قيام الطيران الحربي خلال الأيام الماضية بقصف عدد من المباني داخل القرى الحدودية السعودية، والتي يستخدمها المتسللون في الاختباء ومهاجمة القوات السعودية مما أوقع خسائر بشرية في صفوف المتسللين. وفي سياق متصل ذكرت مصادر يمنية في صعدة في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أن المتمردين تلقوا خلال الفترة الأخيرة تعزيزات قتالية إضافية. كاشفة عن أن عناصر التمرد تستخدم عناصر من جنسيات القرن الأفريقي، وبخاصة الصومال في عمليات حفر الخنادق داخل الجبال، التي يستخدمها المتمردون كوسيلة للاختباء وتخزين المؤن وإعداد الكمائن وعمليات الهجوم. وأوضحت المصادر أن طرقا هندسية متقدمة باتت تستخدم في حفر هذه الخنادق، ومن ذلك حفرها بشكل عمودي داخل الجبال ومن ثم إعداد حفر أفقية داخل هذه الخنادق وذلك لتوفير أكبر قدر من الحماية من عمليات القصف وذلك في تصميم هندسي يشبه قرى النمل تحت الأرض، وهو تكتيك يستخدمه المتمردون منذ بدء حركة التمرد في 2004 وزادت وتيرته خلال الفترة الحالية، فيما أعلنت المصادر عن تمكن الطيران السعودي الحربي من قصف سيارة كان يستخدمها أحد قيادات المتسللين في منطقة المواجهات على الشريط الحدودي. من جانب آخر أكد مصدر عسكري مسؤول بأن القوة البحرية السعودية والمكونة من زوارق بمساندة طائرات حربية تقوم بعمليات تمشيط متواصلة وعلى مدار الساعة في مناطق الحدود البحرية السعودية مع الجمهورية اليمنية لرصد أي عملية تسلل، وضبط أي سفن تحاول إمداد المعتدين بالسلاح، أو دخول حدود المملكة. وأكد المصدر أن هذه العمليات البحرية تحت إشراف ومتابعة مستمرة من قائد القوات البحرية الملكية السعودية، الذي يسيّر العمليات الميدانية ويصدر التوجيهات. وعلى الجانب الإنساني أقامت «الندوة العالمية للشباب الإسلامي» بالتعاون مع الدفاع المدني مهرجانا ترفيهيا بمخيم الإيواء بمحافظة المسارحة، وقال أحمد الراجحي المشرف على الفعاليات، إن المهرجان يحتوي على عدد من الأنشطة المسرحية والإنشادية التي تهدف إلى الترفيه عن النازحين وتوعيتهم في جوانب الأمن والسلامة إضافة إلى المسابقات الدينية. مشيرا إلى أن النشاط سوف يستمر بشكل يومي، وأنه تم بعد اطلاع من الأمير محمد بن ناصر أمير منطقة جازان الذي أشاد بهذه الجهود.