أعلنت وزارة الصحة السعودية، أمس، عن وفاة أربعة حجاج في المدينة المنورة ومكة المكرمة جراء إصابتهم بفيروس «إتش1إن1»، وكشفت في بيان لها أن حالات الوفيات الأربع «لم تطبق التوصيات العلمية التي سبق الإعلان عنها بما في ذلك أخذ التطعيم المضاد لفيروس إنفلونزا الخنازير».
وأوضحت الوزارة أن الحالة الأولى تعود لحاج سوداني في المدينة المنورة عمره 75 عاما، ظهرت عليه الأعراض بعد وصوله للسعودية بأربعة أيام وتمت مباشرة حالته عن طريق البعثة الطبية السودانية وأعطي العلاجات من قبلهم والتي لم تتضمن العقار المضاد لفيروس «إتش1إن1» وبدون استشارة أو مراجعة المرافق الصحية المتوفرة في المدينة المنورة، الأمر الذي أدى إلى تدهور حالته الصحية، حيث نقل إلى أحد المستشفيات، وتم التعامل مع الحالة على أنها حالة «التهاب رئوي حاد» بسبب الفيروس وأخذ له عينة للفحص المخبري بعد أن أعطي العلاج الخاص بإنفلونزا إتش1إن1 إلا أنه لم يستجب للعلاج.
فيما بينت أن الحالة الثانية تعود لامرأة نيجيرية الجنسية تبلغ من العمر 17 عاما، والتي وصلت إلى المدينة المنورة عن طريق مطار القاهرة حيث ظهرت عليها الأعراض بعد يومين من وصولها إلى المدينة المنورة، وأدخلت إلى قسم الطوارئ بحالة فشل رئوي حاد مع ارتفاع في السكر مما استدعى التدخل السريع في الطوارئ حيث أجريت لها عملية إنعاش قلبي ورئوي، نقلت بعدها إلى العناية المركزة وأعطيت العلاج المناسب لإنفلونزا إتش1إن1 ولكن مع تدهور الحالة وتأخر وصولها إلى المستشفى توفيت في اليوم نفسه، بينما الحالة الثالثة لحاج هندي في مكة المكرمة عمره 75 عاما أدخل المستشفى وهو يعاني من ارتفاع في درجة الحرارة وسعال، ولديه تاريخ مرضي حيث يعاني من أمراض قلبية وأمراض مزمنة صدرية وأدخل العناية المركزة وأعطي العقار النوعي للفيروس إلا أنه لم يستجب للعلاج، بينما الحالة الرابعة كانت لحاجة مغربية عمرها 75 عاما أدخلت أحد مستشفيات المدينة المنورة وشخصت حالتها على أنها سرطان رئة وأعطيت العلاج اللازم إلا أن حالتها الصحية تدهورت مما أدى إلى وفاتها. وقد جددت الوزارة أمس أهمية الالتزام بالتوصيات العلمية التي سبق إصدارها والتي تبنتها منظمة الصحة العالمية مع أهمية الالتزام بالتوصيات الواجب توفرها للقادمين للحج، ومنها أخذ التطعيمات اللازمة والنصح بعدم حج المصابين بأمراض مزمنة كأمراض القلب والجهاز التنفسي والأمراض الاستقلابية والحوامل وذوي السمنة المفرطة وكذلك من هم أقل من 12 عاما وأكبر من 65 عاما، حيث إن مسؤولية حج هذه الفئات تتحملها السلطات الصحية في دولهم كما تم التنويه عن ذلك، وبينت أن الوزارة قامت على الفور باتخاذ كافة الإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية للمخالطين لهذه الحالات لمنع تفشي المرض وذلك بحسب الخطة الوطنية للوقاية من إنفلونزا الخنازير.
وقد أعربت وزارة الصحة عن خالص عزائها ومواساتها لذوي المتوفين وسألت المولى عز وجل أن يتغمد الموتى بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته.