الخرطوم تتحدث عن اعتقال 10 جزائريين بتهم التعرض للمصريين وإتلاف مطعم والإزعاج العام

سلطات مطار الخرطوم: استقبلنا 98 طائرة جزائرية ومصرية خلال يوم المباراة بفاصل زمني قصير

TT

غادر مطار الخرطوم الدولي أمس، آخر فوج من المشجعين الجزائريين، يضم 800 شخص عائدين إلى بلادهم، عبر جسر جوي، ضم نحو 4 طائرات، فيما غادر آخر فوج مصري إلى القاهرة قبل يومين، فيما أعلن مسؤول في وزارة الصحة السودانية، أن جميع مستشفيات السودان خالية منذ اليوم الأول من أي شخص مصاب إصابة جنائية بسبب الأحداث، وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن «كل الحالات التي وصلت ناتجة عن الزحام الشديد وظروف المباراة»، فيما أعلن سفير السودان في القاهرة، أن «اعتقال 10 في الخرطوم يواجهون بلاغات بتهم التعرض للمصريين بأذى وإتلاف وتحطيم مطعم جاد المصري، وإزعاج الأمن العام».

وقال الدكتور عبد الحافظ، الناطق الرسمي باسم هيئة الطيران المدني السودانية، المشرفة على المطارات في البلاد، لـ«الشرق الأوسط»، إن السودان سير أمس أكبر جسر جوي غير مسبوق، من حيث كثافة الطائرات، وقصر المدة المحددة لوصولها. وقال إن عدد الطائرات التي وصلت من الجزائر ومصر لنقل المشجعين في مباراة مصر والجزائر يوم الأربعاء الماضي في استاد المريخ بلغ 98 طائرة، منها 67 من الجزائر، و32 من مصر. وأضاف أن هذه الأعداد وصلت تباعا وعادت بالطريقة نفسها، ومضى أن العاملين في المطار ظلوا يعملون بطاقة غير مسبوقة، حيث تطلب الأمر في بعض المواقع عمل «أشخاص أكثر من المعتاد في الظروف العادية. وشبه الضغط الذي تعرض له مطار الخرطوم بما حدث من كثافة في وصول الطائرات إبان القمة الأفريقية التي عقدت في الخرطوم في عام 2007، والقمة العربية في العام ذاته، ولكنه قال: «هذه المرة العدد ضخم والضغط الزمني كبير». وقال، إن الطائرات التي شاركت في نقل الجزائريين متنوعة من خاصة إلى عامة.

وقدر المسؤولون عدد الجزائريين الذين عادوا أمس في آخر فوج 800 شخص، وقال الفريق يوسف إبراهيم، مدير الإدارة العامة لمطار الخرطوم، اكتمال عودة البعثة المصرية كاملة، وذكر أن إدارته شرعت في حصر الدمار الذي لحق بصالة «الحج والعمرة» الملحقة بمطار الخرطوم، بجانب الخسائر الأخرى توطئة لرفعها إلى السلطات العليا، ووصف تلك الخسائر بأنها «كبيرة»، خاصة في الأجهزة الإلكترونية التي يعمل فريق هندسي الآن لحصرها.

من جانبه قال الدكتور كمال عبد القادر، وكيل وزارة الصحة السودانية لـ«الشرق الأوسط»، إن المستشفيات السودانية الآن خالية تماما من أي شخص مريض له علاقة بمباراة مصر والجزائر، وقال إن كل الحالات التي وصلت إلى مستشفيات الخرطوم قبل وأثناء وبعد المباراة من السودانيين والمصريين والجزائريين خالية من أي حالة إصابة جنائية، بسبب اعتداء من أي طرف على آخر. وشدد على أن الحالات عبارة عن إغماء أو كدمات أو ضيق في التنفس أو نقصان في السكر، بسبب الزحام وطول الوقوف على الأرجل وتباعد الوجبات. وقال «كل الحالات خرجت من المستشفيات قبل مضى أربع ساعات لأي حالة، ولم تحتجز أي حالة، كما لم يتطلب علاج الحالات تسجيل محاضر من قبل الشرطة في حالة الإصابات الجنائية»، وقال كلهم غادروا في الحال، ويتحدث وكيل الصحة السوداني وهو في مستشفى الخرطوم بحري، حيث قال إنه يقوم بجولة من الصباح أمس على المستشفيات حول ما يثار من حديث حول إصابات في المباراة، وقال «زرت مستشفى ام درمان وأنا الآن في مستشفى بحري حول الموضوع نفسه». ونسب إلى الفريق عبد الرحمن سر الختم سفير السودان في القاهرة، قوله، إن السلطات الأمنية في بلاده تعتقل 10 مشجعين جزائريين سيتم تقديمهم للمحاكمة وفقا للقانون السوداني، بعد تقديم عدة بلاغات ضدهم عقب مباراة مصر والجزائر. وقال إن هؤلاء الجزائريين سيحاكمون في السودان، ونوه إلى وجود بلاغات مسجلة لدى الشرطة السودانية ضد جزائريين، منها بلاغات من سودانيين، وقال: «غالبية البلاغات تتحدث عن تعرض المصريين لأذى وإتلاف وتحطيم مطعم جاد المصري، وإزعاج الأمن العام، بالإضافة إلى وجود تسعة بلاغات مفتوحة ضد جزائريين، وعبر السفير عن أسفه الشديد لما تناقلته بعض وسائل الإعلام في مصر قائلا، إن «السودان شعر بظلم شديد لأننا قمنا بواجبنا قبل وأثناء وبعد المباراة»، وأضاف: «لا توجد وفيات وإنما هناك إصابات خفيفة، وهو بالقياس أمر موجود». وأكد سر الختم أن السودانيين يشعرون أن هناك تشويها سواء عن قصد أو غيره لما بذلوه من جهد في سبيل إقامة هذه المباراة وإنجاحها، رغم أن ظرف الوقت كان ضيقا جدا، حيث كانت هناك أقل من 72 ساعة للقيام بكل هذا التنظيم.

وكان سر الختم أعلن أنه تلقى رسالة من الرئيس المصري حسني مبارك إلى الرئيس السوداني عمر البشير، خلال لقائه مع وزير الخارجية أحمد أبو الغيط. وأضاف سر الختم في مؤتمر صحافي أمس، أن الرسالة تؤكد متانة العلاقات المصرية السودانية والحرص عليها وتنميتها وتطويرها وتقدير مصر لكل ما قام به السودان أثناء المباراة الفاصلة التي جرت بين فريقي مصر والجزائر في إطار التأهل لنهائيات كأس العالم بالخرطوم، سواء في التنظيم وحفظ وسلامة البعثة المصرية وعودتها سالمة، وأكد سر الختم، أن العلاقات السودانية المصرية ليست محل متاجرة ولا مساومة، ولا نسمح بالعبث فيها من قبل بعض أجهزة الإعلام غير المسؤولة «ونحن نبني فيها بقوة وجدية»