الأمير خالد الفيصل: قطعنا شوطا كبيرا في تجفيف الساحة الداخلية من الفكر المنحرف

خلال افتتاحه مؤتمر مكة المكرمة العاشر

TT

أكد الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، أن بلاده قطعت شوطا كبيرا في تجفيف الساحة الداخلية من الفكر المنحرف وأساطينه، وسدت الطرق أمام كل خططه، مشددا أنه على الرغم من أن المملكة قامت على الاعتدال، وحققت وجودها تحت راية الإسلام، فقد عانت كثيرا من هذا الفكر المنحرف، الذي قال إنه «وفد إليها مندسا».

وأضاف أمير منطقة مكة المكرمة «وحين انطلق المتسللون أخيرا من أرض اليمن الشقيق، يهاجمون حدودنا الجنوبية، يستولون على أرضنا، ويقتلون ويجرحون العزل من أبنائنا، ويحاولون ترويع الأمن والآمنين، وقف السعوديون جميعا ـ مدنيون وعسكريون ـ وقفة رجل واحد، وسط تأييد عربي وإسلامي ودولي، في وجه العدوان، ورد الله كيد المعتدين في نحورهم».

جاء ذلك في كلمته التي ألقاها أمس في افتتاح أعمال مؤتمر مكة المكرمة العاشر الذي تعقده رابطة العالم الإسلامي بمقرها في مكة بعنوان «مشكلات الشباب في عصر العولمة» ويرعاه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بمشاركة عدد من العلماء والمفكرين وأساتذة الجامعات الإسلامية.

وقال الأمير خالد «مع أن غالبية شبابنا ـ ولله الحمد ـ يشقون طريقهم على جادة الصواب، إلا أن البعض يتعرض للانحراف، إما بالانسلاخ من عقيدته التي هي أساس وجوده، وإما إلى حبائل الفكر الضال وجرائم الإرهاب».

وأكد أنه نظرا لخطورة هذه الانحرافات وغيرها على حاضر المسلمين ومستقبلهم، «فإن علماء الأمة الإسلامية ومفكريها الراسخين في العلم، ومؤسساتها المتخصصة، مدعوون لمقاومة هذا الفكر المنحرف وصناعه، وحماية المجتمعات الإسلامية من وباله، ووقف مده بين الشباب، ومواجهة الخطر المضاعف على الأمة الإسلامية في هذه المرحلة الحرجة، حيث اجتمعت على الإسلام والمسلمين عداوة في الخارج، تسخر آلياتها السياسية والإعلامية لتشويه صورتنا لدى الآخر واستعدائه علينا، على خلفية أعمال غير مسؤولة من قلة تنتمي إلينا وهي بعيدة كل البعد عن صحيح منهجنا، ولا تزال الأمة الإسلامية تدفع ثمنا فادحا، جراء أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)، ومع كل إرهاب جديد تخسر المزيد».

وأضاف «أما عداوة الداخل وهي الأخطر، فتتمثل في محاولات اختطاف وسطية الإسلام واعتداله، من عصابات الجهالة التي تدعو للجمود خوفا من كل جديد، أو إلى التحرر المطلق دون النظر إلى ضوابط العقيدة، ومن عصابات الإسلام المسيس، التي تنشد السلطة، ولو على جماجم المخدوعين ودماء الأبرياء».

ودعا أمير منطقة مكة المكرمة في كلمته الأمة الإسلامية ألا تغيب عن المشهد المعاصر، مبينا أنه «في عالم السماوات المفتوحة، وما تتدفق به تقنيات الاتصالات المتجددة، لا يستطيع أحد ـ ولا من صالحه ـ أن يتقوقع على نفسه، منعزلا عما يجري في العالم حوله» بل على الأمة «أن تستأنف دورها مجددا في صنع الحضارة الإنسانية، وهذا يقتضي المزيد من الاهتمام بالتنمية البشرية، والانطلاق بتعليم شبابنا إلى آفاق العصر وعلومه وتقنياته، جنبا إلى جنب مع اهتمامنا بعلومنا الشرعية، والتمسك بدستورنا الإسلامي في الكتاب والسنة ولا يعيبنا أن نأخذ ونطبق ونطور من علوم الآخر وتقنياته، وما يوافق منهج الوسطية في الإسلام، ونرفض ما دون ذلك، بل العيب ألا نبادر ولا نقبل المبادرة».

وكان الدكتور عبد الله التركي أمين عام رابطة العالم الإسلامي حذر في كلمته من أن الشباب يتعرضون اليوم لغزو ثقافي شامل، يَدْلف إليه من أبواب لم يعهدها أسلافه من قبل، ويتعاطى معه بفنون من الأساليب، عبرَ وسائلِ الاتصال المتعددةِ الوسائط، الشديدةِ الجاذبية، السريعة التأثير، التي تصنع الأفكارَ والعواطف وتوجهها كيف تشاء، وتصادف في حماس الشباب وغضاضتِه دواعي الإصغاء وسرعةَ الاستجابة، لما تلقِي إليهم من أفكار وقيم ومبادئَ متعارضة مع القيم والثقافة الإسلامية.

مبينا أن مسؤولية توجيهِ الشباب وإعدادِهم، وتحصينِهم من الأخطار المحدقة بهم، تقع على عاتق جهات عديدة من الأفراد والمؤسسات، وتبدأ من البيت والتربية الأسرية، ومؤسساتِ التربية والتعليم».

فيما تطرق الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، مفتي عام السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، إلى أهمية التصدي للغزو الفكري من أعداء الإسلام الذي يستهدف الشباب، مشددا أن على المسلمين التصدي لهذا الواقع وأن يتخذوا الإجراءات المناسبة لقمع هذا الباطل ودفع الحجج الباطلة بالحق المبين وتصحيح العقيدة والأفكار واجتثاث المادة الضارة بالدعوة الصادقة. وحذر في كلمته الشباب من مجالسة من لا دين له ولا خلق له، ممن يفسدون الأخلاق والدين والقيم ويشحنون نفوس الشباب بالفتن والرذائل».