مصادر عسكرية: البحرية السعودية قوضت مخططات المتسللين في التوسع البحري

أنباء عن استخدام العناصر المتسللة أسلحة استولت عليها من الجيش اليمني

TT

أفادت معلومات حصلت عليها «الشرق الأوسط» من مصادر في صعدة بأن الحصار البحري الذي تفرضه البحرية السعودية على سواحل البحر الأحمر في شمال اليمن يعتبر بمثابة ضربة قاضية للكثير من أحلام ومخططات المتسللين، وأشارت إلى أن هذه المخططات تتعلق بالأسلحة التي يتم التزود بها من الخارج عبر طريق البحر الأحمر، إضافة إلى حرص العناصر المتمردة على الحصول على منفذ بحري لها خلال المعارك التي تدور رحاها مع الجيش اليمني.

بينما تؤكد المصادر أن المتسللين استماتوا في القتال للاستيلاء على ميناء «ميدي» البحري شمال الساحل اليمني المطل على البحر الأحمر، ورددوا شعارات من نوع «نصوم رمضان في ميدي» وذلك مع بداية الحرب، ومع فشلهم في تحقيق هدفهم في ذلك التوقيت خرجوا بشعار آخر مفاده «عيد الفطر في ميدي» وهو ما لم يتحقق بدوره.

كما تؤكد المصادر أن محور القتال مع الجيش اليمني في منطقة الملاحيظ القريبة من الشريط الحدودي السعودي ـ اليمني تضمن محاولات التوسع جنوبا والاستيلاء على مناطق مؤدية إلى ميناء ميدي، حيث بدأ القتال في بداية الحرب في مناطق شمالية متجها إلى الجنوب على طول الشريط الحدودي. وهو الأمر الذي أكدته قيادات رسمية في الجانب اليمني في وقت سابق من هذه الحرب، بأن الوصول إلى ميدي هو استراتيجية حوثية واضحة خلال مواجهات الحرب السادسة، وينظر إلى ميناء ميدي في شمال اليمن على أنه أحد منافذ تهريب الأسلحة والإمدادات إلى الحوثيين.

وترابط قوات بحرية سعودية منذ بداية المواجهات مع المتسللين في جازان جنوب غربي السعودية على طول ساحل البحر الأحمر في المياه الإقليمية، وذلك لرصد حركات المتسللين وقطع الإمدادات عنهم وتأمين المنطقة، بحسب ما ذكرت مصادر في البحرية.

ميدانيا، كشفت مصادر عسكرية سعودية أن الطائرات الحربية السعودية تقوم بعمليات استهداف وتدمير لآليات حربية يستخدمها المتسللون في هجومهم على الأراضي السعودية، كاشفا عن أن هذه الآليات الحربية والعسكرية التي يمتلكها المتسللون هي أسلحة استولوا عليها من المواجهات مع الجيش اليمني، فيما أشارت إلى قصف سلاح الجو السعودي مواقع للمتسللين في جبال الرميح ووادي الموقد على الشريط الحدودي، وسمع دوي الانفجارات بشكل متواصل طوال يوم الأمس.

وكشف أمس عن مقتل ثلاثة جنود سعوديين وإصابة آخرين في هجوم شنه متسللون، وصفت إصابات البعض منهم بـ«الخطيرة»، مما استدعى نقلهم إلى مستشفى الملك فهد المركزي بأبي عريش، وعلمت «الشرق الأوسط» أن الجنود المتوفين هم: ماجد حايف الشمري، وفيصل عبد الرحمن الخيبري، ومحمد عطية الزهراني، فيما تم التأكد من أن الإصابات تراوحت بين الطفيفة والمتوسطة، وجميعها نجم عن أعيرة نارية، بينما ذكرت مصادر طبية في مستشفى صامطة العام أن المستشفى بدأ منذ فترة الظهيرة من يوم أمس في استقبال مصابين من جبهة القتال، فيما شوهدت عدد من سيارات الإسعاف وهي تنطلق من جبهة القتال متجهة إلى المستشفى.

من جهة ثانية، ذكرت مصادر عسكرية سعودية أن القوات السعودية المرابطة على الشريط الحدودي تمكنت من صد هجوم كبير شنه متسللون فجر يوم أمس السبت وبأعداد كبيرة، وذلك في منطقة جبل الرميح على الشريط الحدودي، وذكرت المصادر أن القوات السعودية أنزلت خسائر كبيرة في المتسللين في الأرواح والعتاد، وشاركت وحدات من القوات البرية ومشاة البحرية وطائرات الأباتشي في صد الهجوم الذي شنه عشرات المتسللين. مضيفة أن المتسللين يقومون بعمليات هجوم وتسلل مستمرة، كما شهدت جبهة المواجهات وصول تعزيزات عسكرية سعودية إضافية طلبت في وقت سابق، وذلك لتعزيز القدرة القتالية للقوات المرابطة على الشريط الحدودي.

وعلى جانب آخر، واصلت القوات المسلحة السعودية عملية تجهيز مكتب إعلامي بمدينة جازان، وذلك لمساعدة الإعلاميين في عملهم في تغطية المواجهات. كما تم تعيين متحدث إعلامي خاص. وجرى توزيع عدد من التجهيزات الخاصة بتغطية المواجهات على الإعلاميين وتشمل الملابس والخوذ وغيرها.

إلى ذلك، نقل الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة تعازي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وولي العهد، والنائب الثاني، إلى أسرة الشهيد الرقيب مظلي أحمد سعيد العمري، الذي استشهد أثناء اشتباكه مع عدد من المتسللين بمحافظة الخوبة بمنطقة جازان، وذلك خلال الزيارة التي قام بها اليوم إلى أسرة الشهيد في منزلهم في حي العزيزية بمكة المكرمة.

وقال الأمير خالد الفيصل خلال لقائه بأشقاء الشهيد وأقربائه «إن القيادة الحكيمة تثمن الدور الكبير الذي قدمه الشهيد وهؤلاء الأبطال في الدفاع عن حياض وطنهم، سائلا من الله العلي القدير أن يكتبه في الشهداء والصديقين»، فيما أعرب ذووه عن شكرهم للقيادة على مواقفها التي لا تنسى، وأوضح عم الشهيد اللواء متقاعد محمد سعيد العمري أن زيارة أمير منطقة مكة المكرمة كان لها أبلغ الأثر في نفوسهم، وأنها قد خففت عنهم الشيء الكثير، موضحا أن «هذا الأمر ليس بمستغرب على حكومتنا الرشيدة».

وأوضح أشقاء الرقيب مظلي العمري أن هذه الزيارة كانت لهم بلسم شفاء مما كانوا يعانونه من حزن وألم من فراق، وأفادوا بأنهم لن ينسوا هذه الزيارة الحانية، مبدين استعدادهم «في التضحية بكل ما يملكون في سبيل الدفاع عن حياض الوطن الغالي».

وفي إطار ردود الأفعال، أعلن الاتحاد العام للكتاب والصحافيين الإريتريين دعمه ومساندته للحكومة السعودية في اتخاذها كل الإجراءات لحماية حدودها الجنوبية. وشدد في بيان أصدره الاتحاد أمس من مقره في العاصمة الأردنية عمان وخص به «الشرق الأوسط»، على لسان أمينه العام محمد عثمان خير، أن أمن المملكة العربية السعودية واستقرارها يشكل أهمية كبرى للمسلمين، وأن الجهات التي تستهدف أراضي المملكة عبر تلك المجموعات المتسللة، والذين وصفهم بأنهم «خوارج هذا الزمن من المتسللين، ويضمرون الشر للأمة العربية».

وشدد خير على أن تلك المحاولات تستهدف «صرف المملكة عن أداء دورها القيادي في دعم العرب والمسلمين»، مؤكدا أن سهام «الخوارج والمتسللين» سوف ترتد إلى نحورهم، وإلى نحور من يقف وراءهم من «القوى الظلامية»، مبينا أن السعودية ستظل «مركزا مهما في السياسة الأقلوية والدولية، ومصدرا لاستقرار هذه المنطقة الاستراتيجية من العالم».