رفسنجاني يدعو الحكومة إلى المزيد من التسامح مع المنتقدين

طهران تهدد بتخصيب اليورانيوم محلياً في حال فشل اتفاق وكالة الطاقة

TT

دعا الرئيس الإيراني الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني الحكومة إلى المزيد من التسامح مع منتقديها، حسب ما ذكرته وكالة أنباء العمال الإيرانية (إلنا) أمس. وقال رفسنجاني: «يتعين أن يكون هؤلاء المسؤولون أكثر تسامحا وأن يستمعوا إلى الأصوات الناقدة أيضا».

ورفسنجاني، وهو رجل دين معتدل، هو واحد من زعماء المعارضة الرئيسية الأربعة إلى جانب رئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي ورئيس البرلمان السابق مهدي كروبي والرئيس السابق محمد خاتمي.

ولم يعترف زعماء المعارضة الأربعة بعد بإعادة انتخاب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 12 يونيو (حزيران) الماضي.

وقال رفسنجاني إن «الجمهورية الإسلامية تنجح ما دامت تمضي جنبا إلى جنب مع الشعب، وإذا أبعدنا الشعب عن المؤسسة فعندئذ سينهار النظام بأكمله».

ومنذ الاضطرابات التي وقعت بعد الانتخابات قمعت الحكومة مظاهرات واعتقلت آلاف المتظاهرين ووجهت اتهامات إلى مئات المعارضين، من بينهم صحافيون ومسؤولون إصلاحيون سابقون بالتخطيط للإطاحة بالمؤسسة الإسلامية.

وإلى جانب عقوبات بالسجن تتراوح ما بين 6 أشهر و15 عاما ضد 81 معارضا، أصدرت المحاكم أيضا عقوبات بالإعدام ضد خمسة معارضين بسبب ما يزعم عن صلتهم بالمعارضة الإيرانية وجماعات إرهابية. وصدر حكم بسجن نائب الرئيس السابق محمد علي أبطحي، وهو نائب خاتمي 6 سنوات، بسبب تورطه في الاضطرابات.

ويعتقد كثيرون أن أبطحي سيحصل على حكم مخفف بعد أن اعترف أمام المحكمة وأيضا في مقابلة تلفزيونية أعرب فيها عن أسفه بسبب محاولة إضعاف المؤسسة، حتى إنه أشاد بالمحققين والأوضاع في السجن.

من جهة أخرى قالت طهران أمس إنه في حالة فشل اتفاق مبادلة اليورانيوم الذي اقترحه المجتمع الدولي، فإنها ستخصب اليورانيوم بنفسها. وصرح علي باقري نائب كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين بأنه إذا لم يتم توفير اليورانيوم لمفاعل طهران من خلال الوكالة الدولية للطاقة الذرية، «فإننا سنجرى عملية التخصيب في البلاد». وكان باقري يشير إلى الاتفاق الذي تم التوصل إليه برعاية الوكالة الدولية للطاقة الذرية ويقضي بتصدير اليورانيوم الإيراني منخفض التخصيب إلى روسيا وفرنسا حيث سيخضع للتخصيب للاستخدام كوقود في مفاعل طهران للأغراض الطبية.

وقال باقري «إننا لا نواجه أساسا أي مشكلة مع خطة الوكالة الدولية للطاقة الذرية ولكننا نرغب في مبادلة اليورانيوم منخفض التخصيب بالوقود داخل إيران حتى نطمئن بأنه سيتم تنفيذ الاتفاق».

وتقول إيران إنها تفضل شراء الوقود أو إجراء عملية المبادلة داخل إيران أو تخصيب اليورانيوم منخفض التخصيب بنفسها. ومع ذلك، ترغب القوى الكبرى في أن تلتزم إيران بالخطة الأولية للوكالة الدولية للطاقة الذرية وتصدر كميات من اليورانيوم منخفض التخصيب تم إنتاجها في مفاعل ناطانز الواقع وسط إيران تتراوح بين 1.2 إلى 1.4 طن إلى روسيا وفي مرحلة لاحقة إلى فرنسا.