البرلمان الأوروبي يدعو إلى استئصال المسببات الكامنة وراء تنامي ظاهرة القرصنة

طالبوا بالحد من تفشي ظاهرة الفقر بين الصوماليين.. وإعادة مقومات سيادة الدولة

مسلحان من الجماعات الإسلامية الصومالية يمتطيان حصانيهما بعد أداء صلاة عيد الأضحى المبارك في العاصمة مقديشو أمس (رويترز)
TT

دعا البرلمان الأوروبي إلى ضرورة العمل على استئصال المسببات الكامنة وراء تنامي ظاهرة القرصنة البحرية قبالة السواحل الصومالية، وليس التركيز فقط على الأدوات والطرق العسكرية.

ووافق النواب الأوروبيون على لائحة، تؤكد أهمية العملية العسكرية الأوروبية لمكافحة أعمال القرصنة في خليج عدن وقبالة السواحل الصومالية، لكنهم طالبوا بمكافحة مسبباتها على الأرض، وتحديدا تفشي ظاهرة الفقر بين الأهالي الصوماليين، وانعدام مقومات سيادة الدولة. ودعا النواب إلى القيام بعمليات تحقيق بشأن وضعية حقوق الإنسان في الصومال، والتفتيش الدولي بشأن ما تقوم به بعض الأطراف، من اختراق السيادة الوطنية الصومالية، وإلقاء النفايات السامة في عرض الصومال، إضافة إلى نهب الموارد السمكية لهذا البلد.

وشدد البيان على ضرورة إرفاق العملية العسكرية الأوروبية قبالة الصومال، ببرنامج محدد لتأهيل وتدريب القوات الصومالية. ويأتي ذلك بعد وقت قصير من ترحيب معظم نواب البرلمان الهولندي بتمديد المشاركة الهولندية في مهمة البحرية الأوروبية (أتلانتا) لمكافحة القرصنة قبالة سواحل الصومال. وكان مجلس الوزراء قد قرر نشر فرقاطتين في النصف الأول من عام 2010 للمساعدة في حماية «اتحدوا المتحدة» لنقل الأغذية والسفن التجارية في خليج عدن. ووافقت الأحزاب الثلاثة المشاركة في الائتلاف الحاكم (الحزب الديمقراطي المسيحي وحزب العمل والاتحاد المسيحي) من حيث المبدأ على تقديم الدعم للبعثة.. لكنها أشارت إلى أنها قد تعقد دورة استثنائية للحصول على مزيد من المعلومات.

وموافقة البرلمان ليست مطلوبة للسماح باستمرار عمل القوات الهولندية في البعثة الأوروبية. ولكن الحكومة تقول إنها حريصة على ضمان تأييد واسع لها في البرلمان. يذكر أن الكثير من الدول قد بادرت بإرسال سفن حربية إلى المنطقة لردع القراصنة والحد من أنشطتهم، بعد أن أصبحوا يشكلون «خطرا حقيقيا» على الملاحة الدولية، في واحد من أهم الممرات المائية بالعالم.

وتولت هولندا رسميا منتصف أغسطس (آب) الماضي قيادة العملية أتلانتا «أوبريشن أتلانتا»، وهي عبارة عن مساهمة الاتحاد الأوروبي في المعركة لمكافحة القرصنة بالقرب من السواحل الصومالية. ولهذه العملية مهمة مزدوجة: حماية السفن ومطاردة القراصنة. وتلعب الفرقاطة الهولندية «إتش إن إل إم إس إفرستين» دورا مزدوجا على مدار أربعة أشهر.. من جهة سترافق السفن، وهذا يعني أنها ستقوم بحراسة السفن التابعة لبرنامج الأمم المتحدة للغذاء، التي تبحر بين ميناء ممباسا والعاصمة الصومالية مقديشو، أو ترافق قوافل السفن التجارية في خليج عدن، أو تقوم بالإبحار فجأة إلى مياه المنطقة المحيطة بجزر سيشل. ومن جهة أخرى، ستكون السفينة مقرا للقيادة التي يدير منها الكومودور بيتر بيندت وطاقمه كامل العملية أوبريشن أتلانتا. وتشتمل قوة الأسطول الأوروبية على ما يتراوح بين ثماني واثنتي عشرة سفينة، وعدد من طائرات الاستطلاع. وبفضل الاتصالات المتطورة، ليس من المهم الموقع، الذي تكون فيه إفرستين في منطقة العمليات، والتي قال الكومودور عنها إنها واسعة: «جزء من البحر الأحمر، ثم منطقة كبيرة من المحيط الهندي يحدها خط يمتد من سلطنة عمان إلى ما حول جزر سيشل وشمال مدغشقر. وهي منطقة تساوي مساحتها مساحة الولايات المتحدة، أشبه بالمحيط». والاتحاد الأوروبي ليس وحده في المعركة ضد القراصنة الصوماليين، فهناك سبع سفن تابعة لحلف الأطلنطي، هي الأخرى موجودة في المنطقة، من بينها خمس سفن تابعة للقوات البحرية المشتركة ـ وهو تحالف تقوده الولايات المتحدة ـ بالإضافة إلى سفن حربية من الصين، الهند، إيران، اليابان، اليمن، ماليزيا، روسيا، سنغافورة وكوريا الجنوبية. يقول الكومودور بيتر بيندت في المقابلة التي أجراها معه موقع «نيوز لاين» للأخبار «حقيقة أن دولا مثل الصين، إيران، اليمن، وروسيا تتعاون بشكل وثيق مع الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو لهي أمر فريد تماما». ويوضح الكومودور أن الاتحاد الأوروبي والناتو والدول الأفراد تقوم بالاتصال عبر مقر القوات «هناك تعاون وثيق حول من يوجد في منطقة محددة وماذا يفعل. وقد أقامت قيادة هذه المهمة البحرية الأوروبية الأولى نظاما آمنا للاتصالات للمنظمات والدول التي ترغب في الاستفادة منه، وهناك الكثير من المعلومات التي يتم تبادلها». وتستطيع السفن المشاركة في عملية أوبريشن أتلانتا التقاط القراصنة وتقديمهم للمحاكمة. أما الكيفية التي يتم بها ذلك، ومكان المحاكمة، فليسا من شأن الكومودور بيندت ـ يُتخذ القرار حول ذلك من قبل مكتب الادعاء العام للدولة صاحبة السفينة التي تلتقط القراصنة.